واشنطن تحذّر قوات الدعم السريع من تداعيات "هجوم وشيك واسع النطاق" بشمال دارفور

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-03

صورة من الارشيف بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 لطفل نازح في مخيم شمال الفاشر (ا ف ب)

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس 2-11-2023 قوات الدعم السريع السودانية مما وصفّتها واشنطن بأنها "مؤشرات على هجوم وشيك واسع النطاق" في عاصمة ولاية شمال دارفور التي لجأ إليها الآلاف هربًا من المعارك.

وقال بلينكن في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك واسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع السودانية على الفاشر في شمال دارفور، من شأنه أن يعرّض لأقصى درجات الخطورة مدنيين بينهم مئات آلاف النازحين فر العديد منهم مؤخرا إلى الفاشر من مناطق أخرى".

وأفاد بأن "الولايات المتحدة تحضّ أطراف النزاع على الوقف الفوري لأي هجمات أخرى في الفاشر ومحيطها".

وبينما لم تذكر الولايات المتحدة مصدر معلوماتها، يعد البيان قويا بشكل غير معهود نظرا لصدوره باسم بلينكن.

منذ نيسان/أبريل، أودت الحرب بين قوات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو بحياة اكثر من 9000 شخص وأدت إلى نزوح أكثر من 5,6 ملايين.

واستأنف الطرفان المحادثات في جدة الأسبوع الماضي برعاية الولايات المتحدة والسعودية، لكن مسؤولين أميركيين يشيرون إلى أن الأهداف تقتصر حاليا على الضغط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان "في الوقت الذي يُعلق فيه الكثير من الأمل على محادثات جدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن تصعيد النزاع وتوسيع نطاقه". 

في موازاة المفاوضات، اندلع العنف في دارفور حيث قال شاهد عيان في الفاشر لوكالة فرانس برس إن طائرات مسيرة استهدفت قاعدة للجيش الخميس. 

تعاني منطقة دارفور الشاسعة التي يسكنها نحو ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة، من جروح عميقة جراء حملة الأرض المحروقة التي شنتها قبل عقدين ميليشيا الجنجويد التي رفدت قوات الدعم السريع.

فقد استخدم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الجنجويد لقمع الأقليات غير العربية في حملة دموية أدت في نهاية المطاف إلى اتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. 

ويحذر مدنيون ومنظمات دولية من أن يعيد التاريخ نفسه. 

وقالت نكويتا سلامي "أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن المدنيين عالقون في القتال الدائر"، مستذكرة الأحداث التي وقعت في الجنينة في دارفور في حزيران/يونيو الماضي، عندما أبلغت جماعات حقوق الإنسان وشهود عيان عن ارتكاب مذابح وتفشي العنف الجنسي وعن مقابر جماعية في عاصمة غرب دارفور. 

أدى العنف في الجنينة والتقارير الأخرى عن عمليات القتل ذات الدوافع العرقية على أيدي قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، إلى أن تفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا جديدًا بشأن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي