أنتوني لوينشتاين.. تكنولوجيا الاحتلال كخطر عالمي

2023-11-06

"سِجلٌّ دنيء يكشف كيف تزوِّد 'أمّة النور' دولَ العالم بوسائل العنف والقمع الوحشيّين من غواتيمالا إلى ميانمار، أو في أي مكانٍ آخر تسنح لها الفرصة للقيام بذلك". بهذه الكلمات يصف المفكّر الأميركي نعوم تشومسكي كتابَ الصحافي الأسترالي الألماني أنتوني لوينشتاين، الصادر حديثاً عن "منشورات فيرسو"، بعنوان "المختبر الفلسطيني: كيف تُصدّر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال حول العالم".

يرصد الكتاب حروب الكيان الصهيوني الإبادية التي ارتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، ما جعله يُراكِم تقنيات عسكرية تدميرية بمرور الزمن. ومن هنا اتّخذ هذا المجمّع الصناعي العسكري الإسرائيلي أرض فلسطين المحتلّة كمجال لاختبار أسلحته وتكنولوجيا المراقبة التي طوّرها، وراح يُصدّرها إلى جميع أنحاء العالم، حيث يتكاثر زبائنه؛ سواء من الأنظمة الشمولية أو "ديمقراطيات" العالم الغربي التي تدعمه.

ويوضّح العمل الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الجيش الصهيوني بشكل يومي بحقّ الشعب الفلسطيني من المراقبة والاعتقالات الوحشية إلى الإعدامات الميدانية وهدم المنازل، أو السطو عليها بعد تهجير أصحابها منها.

كما يربط الكاتب هذه الجرائم الظاهرة بأُخرى خفيّة، تُعزّزها وتبني عليها، مثل برمجيات التجسُّس على الصحافيين والمعارضين السياسيين، من أشهرها "بيغاسوس"، والطائرات المُسيّرة التي بيعت لدول الاتحاد الاوروبي من أجل مراقبة المُهاجرين الذين تُركوا ليغرقوا في عرض البحر.

إذاً، هل أصبح الكيان الصهيوني رائد أعمال دولية في هذا المجال المشبوه؟ هذا ما تحاول الإجابة عنه فصول الكتاب السبعة، والتي جاءت عناوينها على الشكل التالي: "بَيْعُ الأسلحة لمن يريدها كائناً من كان"، و"الحادي عشر من سبتمبر: نعمة لشركات السلاح الإسرائيلية"، و"منع إقامة السلام"، و"الجاذبية المتواصلة للهيمنة الإسرائيلية"، و"المراقبة الإسرائيلية الجماعية في دماغ هاتفك"، و"شركات التواصل الاجتماعية لا تحبّ الفلسطينيّين".

في مقدّمته للكتاب، يُشير صاحب "رأسمالية الكوارث" أنّ الغرض من وضعه هذا المؤلَّف ليس فقط التدليل على وحشية الجرائم الإسرائيلية داخل فلسطين، بل لما يشكّله هذا الكيان من خطر على دول أُخرى حول العالم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي