يديعوت: هل اقترب العدّ التنازلي لصفقة "تبادل الأسرى"؟  

2023-11-08

 

في ختام الشهر الأول للحرب، لا يمكن لأحد في إسرائيل أن يحتفل بالنصر (أ ف ب)عاموس هوكشتاين دبلوماسي أمريكي، ولد في إسرائيل، وخدم في الجيش الإسرائيلي، ويتكلم العبرية. قدرته كوسيط ثبتت في حياكة اتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، مهمة تكاد تكون متعذرة. المفاوضات مع اللبنانيين استوجبت اتصالات غير مباشرة أو مباشرة مع “حزب الله”. العلاقات التي خطّها في لبنان جعلتْه شريكاً حيوياً للاتصالات في الجبهتين: الجبهة الشمالية مع “حزب الله”، والجبهة الجنوبية مع “حماس”. المصلحة الأمريكية: قطر هي الأداة، إدارة بايدن هي المفعل والمسبب. هوكشتاين مقبول أيضاً لدى الأشخاص المشاركين في الاتصالات من الجانب العربي، ومن حكومة إسرائيل. من الأسبوع الأول للحرب، حاول الأمريكيون أن يدفعوا قدماً، بوساطة قطرية، صفقة جزئية تتضمن تحرير أطفال ونساء، وربما رجال تتجاوز أعمارهم سن التجنيد؛ لم ينجحوا، لكن بقي الميل على حاله. في الأيام الأخيرة يبدون تفاؤلاً أكثر، ربما بفضل الضغط العسكري الذي تتعرض له “حماس” بسبب التوغل البري، وربما بسبب لين في مواقف الكابينت الإسرائيلي.

إن عودة بعض المخطوفين، وليس كلّهم، برزت في النبأ، كما قال رئيس الوزراء أمس. بالتوازي، يتقدم الجيش الإسرائيلي في الميدان إلى أحياء جزء من المجال المديني لغزة، ويتيح التقدم معالجة مكثفة أكثر للأنفاق ولمخربي “حماس” الذين يشغلونها، لكنه ينطوي على معارك ضارية مع المخربين. لقد استعدت “حماس” لهذه المعركة. هي تفقد الكثير من مقاتليها وقادتها، لكنها تواصل القتال. الصف القيادي الأعلى، وعلى رأسه السنوار، لا يزال يؤدي مهامه. كان بوسع الزعماء الهرب جنوباً والمواصلة من هناك. وأغلب الظن أن أحداً منهم لم يفعل هذا.

الأيام القادمة كفيلة بأن تكون المرحلة الأخيرة الحاسمة، في الجهدين: في المعركة ضد “حماس”، وفي المحاولة الأمريكية– القطرية للوصول إلى صفقة مخطوفين. فضلاً عن هذه الفترة، مشكوك أن تتمكن إسرائيل من الصمود أمام الضغط الأمريكي لوقف النار، ولا سيّما إذا وضعت صفقة مخطوفين على الطاولة. الساعة تدقّ.

هل يمكن لإسرائيل استئناف المناورة البرية بعد توقّف النار؟ تجربة الماضي، في غزة ولبنان، لا تعطي لهذا فرصة عالية. يعود الأولاد إلى المدارس بعد يوم من الاتفاق على وقف النار، ويعود السكان إلى العمل، وتبدأ إعادة بناء البلدات. العالم يتوقع جدول أعمال آخر، ويسعى جنود الاحتياط للعودة إلى بيوتهم وعائلاتهم وعملهم. سيبقى الجيش الإسرائيلي في غزة للعمل فيها، لكن بحجوم أقل عن الآن.

من المهم الإبقاء على توقعات واقعية: ليس مؤكداً أن يصل الجيش الإسرائيلي إلى السنوار وزملائه في الجولة الحالية. حتى لو صُفّوا، فلن تختفي “حماس”؛ ومن المهم أن نتذكر أننا لسنا وحدنا في هذه الدراما، فنحن بحاجة إلى الإدارة الأمريكية، وملزمون بالإنصات لها. الأصوات التي يفقدها بايدن في أمريكا تشدّد حاجته لوقف نار قريب في غزة؛ ومن المهم أن نفهم أن غزة ليست سوى مقطع واحد في الخراب الذي لحق بإسرائيل في 7 أكتوبر. تتطلع الحكومة الآن لترتيب إبعاد قوة “الرضوان” عن الحدود في الشمال بطريقة دبلوماسية. لم يصبح نصر الله حبيب صهيون، والثمن الذي سيطلبه سيكون باهظاً. بدون إبعاد قوة “الرضوان”، قد لا يعود السكان إلى بلداتهم في الشمال.

ولم نصل بعد إلى سؤال: ما الذي ستطلبه “حماس” مقابل إعادة قسم من المخطوفين؟ عندما يتحدث نتنياهو وآخرون عن حرب طويلة فإنهم يقصدون، أغلب الظن، ليس حرباً كما صممت في الشهر الأول، بل حرب من نوع آخر– إحباطات مركزة، واجتياحات محلية، وأمن جار. ما داموا يتحدثون عن استمرار الحرب، فلا يمكن لنتنياهو أن يصدّ الضغط لتحمل المسؤولية، مسؤوليته ومسؤولية الحكومة.

في ختام الشهر الأول للحرب، لا يمكن لأحد في إسرائيل أن يحتفل بالنصر.

 

ناحوم برنياع

“يديعوت أحرونوت”








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي