مع تزايد دعوات حماية المدنيين.. الاحتلال الإسرائيليي يقصف المستشفيات بغزة ويتعمد استهداف المدنيين

أ ف ب-الامة برس
2023-11-11

صورة مؤرخة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 لقطاع غزة (ا ف ب)   القدس المحتلة: تتزايد الدعوات إلى ضبط النفس في مواجهة تصاعد حدة القتال في محيط المستشفيات في غزة، مع دخول الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزة  في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسبوعها السادس السبت11نوفمبر2023.

وتواصل قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من حركة حماس في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الأكبر في القطاع، بحسب صور لوكالة فرانس برس.

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية صباح السبت على منصة إكس أنه "خلال الساعات الماضية، اشتدت الهجمات على مستشفى الشفاء"، مشيرة إلى وضع "كارثي" داخل المؤسسة.

وتعرض مستشفى الشفاء في مدينة غزة لإطلاق نار، بحسب مديره محمد أبو سلمية الذي قال لوكالة فرانس برس "طوال الليل تعرض مستشفى الشفاء ومستشفيات غزة للقصف المدفعي المكثف وقطعت الكهرباء لأربع ساعات في الشفاء بسبب استهداف المولد الكهربائي".

وتابع "تلقينا بلاغات بارتقاء عشرات الشهداء ومئات المصابين في غارات جوية وقصف مدفعي ولا تستطيع طواقم الاسعاف الوصول اليهم بسبب استمرار اطلاق النار والقذائف" مضيفا "نناشد المجتمع الدولي الضغط على الحكومة الاسرائيلية بوقف استهداف المستشفيات وسيارات الاسعاف".

والجمعة، أعلنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء حيث لجأ مدنيون، كما هي الحال في مستشفيات أخرى في المنطقة.

وقال الممرض في المستشفى ماهر شريف المتعاون مع منظمة "أطباء بلا حدود" إن "المشهد مرعب" مضيفا "رأيت جثثا، بينها نساء وأطفال".

وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة من أنّ النظام الصحّي في غزّة "منهك تماما" مجددا دعواته إلى وقف إطلاق النار.

وقال "يستحيل وصف الوضع على أرض الواقع: أروقة مستشفيات مكتظة بجرحى ومرضى وأشخاص يحتضرون، مشارح مكتظة، عمليات جراحية دون تخدير، عشرات الآلاف من اللاجئين".

- "لا مبرر" -

من جهته، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع "بي بي سي" بثت مساء الجمعة إسرائيل على وقف القصف في غزة.

وقال "نحن نشاطر (إسرائيل) ألمها ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب" لكن "في الواقع اليوم ثمة مدنيون يُقصفون. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل" مؤكدا "لا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك. لهذا نحض إسرائيل على التوقف".

لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رد مؤكدا أن "مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على حماس" التي تستخدم المدنيين "دروعا بشرية".

وأعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، من 1400 إلى 1200 قتيل، وأوضحت أنّ "هذه الحصيلة ليست نهائيّة".

وكانت السلطات أكّدت أنّ غالبيّة القتلى مدنيّون وسقط معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم غير المسبوق. كما احتجز مقاتلو حماس ما يقارب 240 شخصًا رهائن ونقلوهم إلى غزّة.

في الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

واعتبرت وزارة الصحة الفلسطينية أن "ما يجري الآن بحق المستشفيات هو قرار بقتل من فيها، حيث بات الجرحى يرتقون بسبب نفاد الوقود والمستهلكات الطبية" مناشدة العالم "بوقف المجازر بحق المستشفيات".

- قمة في الرياض -

ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي بعد على تلك الاتهامات لكّنه أكّد الجمعة "إذا رأينا إرهابيّي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعيّن علينا فعله. إذا رأينا إرهابيي حماس سنقتلهم". وأعلن مساء الجمعة القضاء على "حوالى 150 إرهابيا".

وفي المجموع، أصبح 20 مستشفى من أصل 36 في القطاع خارج الخدمة وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

والجمعة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "الحاجة إلى بذل المزيد" لحماية المدنيين في غزة.

وتنظم السعودية السبت قمة طارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ستجدد الدعوة إلى وقف الحرب في قطاع غزة خشية أن يتسع نطاق العنف في المنطقة.

ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت إلى الرياض للمشاركة في القمة وأظهرته مشاهد بثتها قناة "الإخبارية" الرسمية يحيي مسؤولين سعوديين بعد نزوله من الطائرة واضعا كوفية فلسطينية.

وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض قال رئيسي "آلة الحرب في غزة تعود للولايات المتحدة" مضيفا أن "الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب".

وبعد تعرض قطاع غزة لقصف متواصل منذ أكثر من شهر وخضوعه لحصار كامل، أصبح الوضع الإنساني فيه كارثيا فيما نزح 1,6 مليون من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وفق الأمم المتحدة.

ووافقت إسرائيل على "هدن" إنسانية يومية للسماح للمدنيين بالفرار عبر "ممر إجلاء" إلى جنوب القطاع هربا من المعارك.

واستخدم 30 ألف شخص هذا الممر الجمعة رغم وقوع "انفجارات" أسفرت عن مسقوط قتلى بحسب "أوتشا".

ومن بين هؤلاء اللاجئين الذين استخدموا الممر منير الراعي الذي جاء من مخيم الشاطئ للاجئين حيث "انهارت المنازل على ساكنيها"، وفق قوله، بسبب النيران الإسرائيلية.

- أوقفوا "المذبحة" -

ودعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى وقف "المذبحة" في قطاع غزة، قائلا "إنها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا".

وأكد لازاريني أن "تسوية أحياء بأكملها بالأرض فوق رؤوس سكانها، ليس هو الحل للجرائم الفظيعة التي ترتكبها حماس. بل على العكس من ذلك، إنها ستفتح فصلا مظلما جدا في تاريخ المنطقة".

في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نفذ مسلّحون من حركة حماس هجوما على مدنيين داخل الأراضي الإسرائيلية غير مسبوق منذ قيام دولة إسرائيل في العام 1948.

ويخوض الجيش الإسرائيلي معارك شرسة مع مقاتلي حماس في قلب مدينة غزة حيث تقع على حد قوله "القيادة العسكرية" للحركة المتحصنة في شبكة أنفاق.

ومنذ سنوات، تتّهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لتنفيذ هجمات أو إخفاء أنفاق وباستخدام المدنيين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على مستشفى القدس الجمعة، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وفقا له.

- "لا ماء" -

يتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود الذين يفرون مشيا.

وقالت أم علاء الهجين التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بعدما مشت أياما "ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز، نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الطابور".

وحُرمت المنطقة من الماء والكهرباء والمواد الغذائية والدواء بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.

في غضون ذلك، يتواصل إطلاق الصواريخ يوميا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب الجمعة. وأصيبت امرأتان بشظايا، وفق جهاز الطوارئ.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت الجمعة إن إسرائيل تواجه "جبهات متعددة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف فجر الجمعة "منظّمة" في سوريا ردًّا على تحطّم مُسيّرة الخميس على مدرسة في إيلات (جنوب).

كما أشار إلى "مواصلة عملياته لتدمير البنى التحتية" لحزب الله في لبنان والذي نعى الجمعة سبعة من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية.

كذلك، استهدفت غارة إسرائيلية السبت مركبة في جنوب لبنان، على مسافة حوالى 45 كيلومترا من شمال الحدود بين البلدين، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، لتكون أول ضربة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء القتال في تشرين الأول/أكتوبر.

ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة بعد ظهر السبت بمناسبة "يوم الشهيد".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي