فايننشال تايمز: حرب إسرائيل ضد غزة أجبرت أمريكا على العودة إلى الشرق الأوسط بعد سنوات من التخطيط للخروج  

2023-11-14

 

تصاعدت المناوشات عند الحدود اللبنانية ولكنها لم تتحول بعدُ إلى نزاع شامل (ا ف ب)نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا قالت فيه إن “محور المقاومة” يدفع أمريكا لزيادة دفاعاتها في الشرق الأوسط.

وفي تقرير أعده أندرو إنغلاند وفليتشيا شوارتز، قالا فيه إن يوما واحدا احتاجت إليه الولايات المتحدة بعد هجوم حماس على إسرائيل، لكي تستعرض عضلاتها في الدعم العسكري للدولة اليهودية، وترسل تحذيرا إلى أعدائها في المنطقة. وفيما أطلق عليه وزير الدفاع الأمريكي “تقوية جهود الردع الإقليمي”، أعلنت واشنطن أنها سترسل مجموعة من حاملات الطائرات إلى شرق البحر المتوسط، وتعزيز أسراب مقاتلاتها بالمنطقة.

ومنذ 7 أكتوبر نشرت الولايات المتحدة حاملتيْ طائرات وأسطولا حربيا إلى الخليج إلى جانب غواصات مجهزة برؤوس نووية، وأكثر من 3000 جندي إضافي، حيث تحاول تقوية القوات الأمريكية في المنطقة، وردع إيران والجماعات الموالية لها والتي تضم حماس. وشنّت الولايات المتحدة يوم الأحد، ثالث غاراتها في عدة أسابيع ضد ميليشيات تدعمها إيران في سوريا، فيما يُنظر إليه كتصعيد من واشنطن وهي ترد على عدد من الهجمات ضد القوات الأمريكية.

ويعتبر حزب الله اللبناني، أكبر قلق للولايات المتحدة، فمع محاصرة وقصف غزة، هناك خوف من أن يفتح الحزب الذي تدعمه إيران، جبهة ثانية في شمال إسرائيل، حيث يملك ترسانة من المسيرات والصواريخ المختلفة.

وتصاعدت المناوشات عند الحدود اللبنانية ولكنها لم تتحول بعدُ إلى نزاع شامل، ولكنّ الخوف هو من تتدحرج إلى مستوى جديد بسبب سوء تقدير من أي طرف.

وحذر زعيم الحزب، حسن نصر الله يوم السبت، من أن جماعته “حدّثت” الجبهة ونوعت هجماتها ضد إسرائيل، وأكد: “هذه الجبهة لا تزال نشطة”.

وفي العراق، عبّرت الولايات المتحدة عن قلق كبير من زيادة الهجمات على قواتها وأفرادها من طرف الميليشيات الشيعية. ولدى أمريكا ما بين 2000 – 2500 جندي في العراق، ويمارسون مهام تدريب القوات العراقية والمساعدة في ملاحقة تنظيم الدولة.

وزعمت جماعة مجهولة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية العراقية” أنها استهدفت القوات الأمريكية في العراق وسوريا 50 مرة. ولدى القوات الأمريكية 900 جندي يساعدون الأكراد السوريين في شمال- شرق البلاد. وزعمت المجموعة أنها شنت هجمات ضد مدينة إيلات الإسرائيلية.

ويعتقد المحللون أن هذه الجماعة هي واجهة للحشد الشعبي العراقي. وتحولت هذه القوات إلى جماعات سياسية وعسكرية مؤثرة ولديها عشرات الآلاف من المقاتلين ودُمجت داخل الدولة العراقية.

ولدى العديد من الجماعات الشيعية العراقية المسلحة علاقات مع إيران، حيث عاش قادتها وأفرادها وتدربوا هناك عندما كان صدام حسين في الحكم.

وعادت تلك الجماعات إلى العراق بعد الغزو الأمريكي. ولدى الأطراف المتشددة منها تاريخ في استهداف القوات الأمريكية، خاصة بعد خروج دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.

وفي سوريا هناك جماعات شيعية أخرى تدعمها إيران التي تدخلت لدعم نظام الأسد. وبدلا من نشر قواتها، عبّأت طهران حزب الله اللبناني وجماعات أجنبية سلحتها للقتال إلى جانب الأسد. وأقامت هذه الجماعات قواعد عسكرية وبنت جبهة أخرى لاستهداف إسرائيل والجولان المحتل. ومنذ بداية الحرب في غزة، أُطلقت عدة صواريخ وقنابل هاون باتجاه الجولان.

وبعيدا عن سوريا والعراق ولبنان، هناك الحوثيون الذي يسيطرون على العاصمة صنعاء وشمال اليمن، وحاولوا ضرب إسرائيل. وزعم الحوثيون أنهم أطلقوا صواريخ ومسيرات ضد إسرائيل. وقالت القوات الأمريكية والإسرائيلية إنها اعترضت مقذوفات في البحر الأحمر أطلقت من اليمن. وأسقط الحوثيون قريبا من الساحل اليمني، طائرة أمريكية مسيرة هذا الشهر.

ويعتبر الحرس الثوري الإيراني المكون من 120 ألف مقاتل، مصدر القلق الأكبر لأمريكا وإسرائيل. ويشرف فرعه الخارجي “فيلق القدس” على تدريب وتسليح الجماعات الوكيلة لإيران بالمنطقة. واتهمت الولايات المتحدة إيران بتخريب ناقلات النفط في الخليج، وكذا شن هجمات منسقة في 2019 ضد منشآت النفط السعودية التي أوقفت تصدير النفط الخام، وأسقط الحرس الثوري طائرة تجسس أمريكية في نفس العام. وفي تلك الفترة، هدد الحرس بوقف حركة ناقلات النفط من مضيق هرمز، والذي يمر منه ثلث النفط المحمول بحرا كل يوم. ومع ذلك يقدر المحللون والدبلوماسيون، وقوف إيران متفرجة على الحرب في غزة.

وبالنسبة للوجود الأمريكي في المنطقة، فقد انضم 3200 جندي أمريكي إلى مشغلي أنظمة الدفاع الجوي وجنود المارينز للرد على الأزمات وكيفية التخلص من الذخيرة المتفجرة. كما أرسلت أمريكا أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل نظام “ثاد” وبطاريات باتريوت.

وتضيف عمليات الانتشار إلى الوجود العسكري الأمريكي الموجود أصلا في الشرق الأوسط ومواجهة التهديدات المتعددة ودعم حلفائها الإقليمييين. وأكبر قاعدة في المنطقة هي قاعدة العديد في قطر، لكن القوات الأمريكية منتشرة في السعودية والكويت والإمارات والبحرين التي يتمركز فيها الأسطول الأمريكي الخامس.

وتراوح عدد القوات الأمريكية منذ غزو العراق عام 2003 من ذروة 170 ألف جندي في 2007، وقبل الانسحاب الأمريكي في عام 2011 إلى ما بين 40000 – 50000 في الشرق الأوسط، ثم أرسلت واشنطن 2000 جندي إضافي بعد سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء من العراق وسوريا عام 2014.

وضاعف ترامب القوات الأمريكية في المنطقة بعد التوترات في 2019 و2020. وارتفع العدد في عهد إدارته لما بين 60000 – 70000 جنديا.

وبعد وصول بايدن، حاول خفض التوتر وأشرف على انسحاب فوضوي من أفغانستان، كما سحب البنتاغون عددا من بطاريات باتريوت من السعودية بذريعة صيانتها. ولا تزال 20 بطارية في المملكة.

وظل مستوى القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بحوالي 57000 جندي. إلا أن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان وسحب أرصدة عسكرية، زاد من المفهوم لدى دول عربية بأن أمريكا تريد الخروج من المنطقة. لكن حرب إسرائيل- حماس أجبرت واشنطن على زيادة حضورها العسكري في الشرق الأوسط.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي