لوفيغارو: ماكرون.. رئيس بلا بوصلة

2023-11-17

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)تحت عنوان: “ماكرون بلا بوصلة” في افتتاحية عددها الورقي الصادر هذا الجمعة، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه عندما تسوء الأمور، تظل هناك أدوات التواصل، فهي تساعد على صرف الانتباه أو إخفاء التقاعس عن العمل.

واعتبرت “لوفيغارو” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرّب الحيلة عدة مرات منذ وصل إلى قصر الإليزيه عام 2017، إذ يتذكر الجميع ذلك الجدل الكبير الذي لم يخرج منه شيء، لكنه ترك انطباعاً طيباً خلال أزمة “السترات الصفراء”. ففي نهاية الصيف الماضي، تم الترحيب أيضاً بالاجتماع الذي عقده في ضاحية سان دوني الباريسية، والذي كان عبارة عن جلسة طويلة من الحوار – بل والأحاديث – مع جميع قادة الأحزاب في فرنسا. أما الدعوة الثانية إلى سان دوني، هذا الجمعة، فقد تم تجاهلها من قبل عدد من القادة السياسيين، مثل إريك سيوتي، رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، وأوليفييه فور السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، ومانويل بومبار عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي.

الرئيس إيمانويل ماكرون وجه الدعوة يوم الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى جميع قادة الأحزاب إلى تجديد تبادلاتهم في نهاية شهر آب/أغسطس الماضي لمتابعة “التفكير حول سبل تطوير الاستفتاء الدستوري، والوضع الدولي، واللامركزية، أو حتى وضع جزر كورسيكا وكاليدونيا الجديدة وما وراء البحار بشكل عام”. ولكن بعد رفض إريك سيوتي (الجمهوريون)، وأوليفييه فور (الحزب الاشتراكي)، ومانويل بومبارد (فرنسا الأبية)، من سيكون حاضراً حول الطاولة؟ تتساءل “لوفيغارو”، مشيرة إلى إعلان قصر الإليزيه أن “الأبواب ستبقى مفتوحة أمام جميع المدعوين”.

لذلك – تواصل “لوفيغارو”- فإن الأوقات السيئة بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تتواصل، إذ لا يقتصر الأمر على أن فعله لم يعد محل اهتمام كبير، بل إن هوسه بعبارة “في الوقت نفسه” تزيد من الضبابية والشك حول مقارباته وسياساته. فلقد قيل عن سلفه فرانسوا أولاند إنه كان “متعرجا”، وإنه كان يطفو مثل الفلين تبعا للظروف. كيف، إذن، يمكننا تفسير تصريحات ومواقف إيمانويل ماكرون بشأن التطورات في الشرق الأوسط؟ تتساءل “لوفيغارو” في هذه الافتتاحية.. فاليوم يقول ماكرون إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وفي اليوم التالي، يحثها على وقف القصف على غزة. وحتى الدبلوماسيون الفرنسيون يعترفون بعدم فهمهم، توضح الصحيفة.

ثم هل كان ينبغي لرئيس الجمهورية أن يشارك في المظاهرة ضد معاداة السامية يوم الأحد الماضي؟ تتساءل “لوفيغارو”، قائلة: “لقد شعرنا بالاختناق عندما علمنا أن ممثلاً كوميدياً أدين مؤخرًا بالتهديد بالقتل هو الذي نصح الرئيس الفرنسي بالامتناع عن المشاركة في مسيرة باريس الضخمة ضد معاداة السامية”. ويقال إن هذا الممثل هو بمثابة “مقياس حرارة” لقياس نبض البلد، تضيف الصحيفة.

في غضون ذلك، – تقول “لوفيغارو” – ما زلنا لا نعرف ما رأي إيمانويل ماكرون بشأن نهاية الحياة، أو حول مشروع قانون الهجرة. أما وعوده بالإصلاح الدستوري لتسهيل استخدام الاستفتاءات، فهي ملزمة فقط لمن يؤمن بها.

وفي الوقت نفسه، يخيم الظلام على الأفق الاقتصادي، وتتعطل بوصلة القوة الشرائية، تقول الصحيفة الفرنسية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي