مزارع تربية الحلازين العملاقة تشهد ازدهاراً في ساحل العاج

ا ف ب - الأمة برس
2023-12-01

موظف في مزرعة لتربية الحلازين في أزاغيي بساحل العاج يحمل حلزوناً بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

تزدهر راهناً في ساحل العاج المزارع المخصصة لتربية الحلازين العملاقة التي يصل وزن الواحدة منها إلى 500 غرام فيما يبلغ طولها عشرة سنتمترات، في وقت تشهد الغابات المطيرة في البلد الإفريقي تقلّصاً لأعداد هذه الحيوانات المحببة في البلاد والتي باتت ضحيةً لإزالة الغابات والاستخدام المكثّف للمبيدات الحشرية.

وفي إحدى مزارع تربية الحلازين في أزاغيي على بعد 40 كيلومتراً شمال أبيدجان، يضمّ مبنى نحو عشرة أحواض من الطوب والاسمنت تعلوها أغطية شبكية. أما المكان فمجهّز بسقف حديدي وبدل الجدران أغطية بلاستيكية سوداء قابلة للإزالة.

وثمة في الأحواض طبقة من التربة وأخرى من أوراق الشجر، بينهما آلاف الحلازين وصغارها والقادرة منها على التكاثر. ويتمتع بعض هذه الحيوانات بأحجام كبيرة، على عكس ما تتميّز به الحلازين الأوروبية.

وقد يصل وزن الحلزون العملاق البالغ إلى 500 غرام وطوله إلى عشرة سنتيمترات. ويتم كل يومين توفير المياه والأطعمة لهذه الحيوانات القادرة على العيش ضمن مناخ رطب.

واختفى نحو 90% من غابات ساحل العاج خلال السنوات الستين الفائتة، بسبب تمدد المساحات الزراعية بينها خصوصاً محاصيل الكاكاو، الذي تشكّل ساحل العاج أبرز منتجيه في العالم.

وتُعد إزالة الغابات المستمرة واستخدام المبيدات الحشرية قاتلة للحلزون "البري"، الذي تتناقص أعداده بصورة متزايدة.

وساهم هذا الوضع في ظهور مزارع تربية الحلازين ذات الأحجام المختلفة والتي تشهد أعدادها تزايداً مطرداً. ويضم جنوب ساحل العاج الرطب نحو 1500 من هذه المزارع.

لكنّ المتشددين لا يثقون سوى بالحلزون "البرّي" الذي يُصطاد في الغابات ويتمتع بنكهة ألذ بكثير على حدّ قولهم، وهو ما ينفيه بيرنو بلو، مؤسس ومدير "كوت ديفوار اكسبرتيز إسكارغو"، إحدى أكبر الشركات المنتجة والمعالجة والمسوّقة للحلازين العملاقة.

وتتخذ شركته من "نفس الحلزون، نفس النكهة" شعاراً لها، لتؤكّد عدم وجود فرق في النكهة بين الحلازين البرية وتلك التي تُربّى في المزارع المخصصة.

ويقول المنسّق الفني في "كوت ديفوار اكسبرتيز إسكارغو" ألكسيس فامي "في المزارع، نهيّء المكان ليكون مماثلاً للبيئة الطبيعية التي تعيش فيها الحلازين بالغابات المطيرة، ولا تُوَفَّر لها إلا أوراق الأشجار والفاكهة والخضر والذرة وفول الصويا. ولا يتم استخدام أي مبيدات حشرية، لتكون بذلك عضوية بشكل تام".

لا شيء يُرمَى في الحلزون!

وتضم أزاغيي راهناً نحو ثلاثين مزرعة لتربية الحلازين. وفتح التاجر السابق في ضواحي أبيدجان جان نوربير أكيسي، مزرعته في العام 2021 في حين لا يبدي أي ندم لإقدامه على هذه الخطوة.

ويقول "إنها مربحة!"، مشيراً إلى أنّه استثمر مليوني فرنك أفريقي (3275 دولاراً) بعد خضوعه لدورات تدريبية في تربية الحلازين. ويتولى حالياً إدارة هذه المزرعة التي تُدرّ له سنوياً اثني عشر مليوناً (نحو 20 ألف دولار)، وهو دخل أكثر من جيّد في ساحل العاج التي يبلغ الحد الأدنى للأجور فيها 75 ألف فرنك افريقي شهرياً (أقل من 125 دولاراً). ويبيع كامل إنتاجه حصراً لشركة "كوت ديفوار اكسبرتيز إسكارغو".

وبما أن تربية الحلازين سهلة وذات إنتاجية وربح كبيرين، شرع الآلاف في العمل بهذا القطاع بعد تلقيهم التدريبات المناسبة. وشهد هذا النشاط تقدّماً كبيراً، إذ خلال خمس سنوات ارتفع الإنتاج من 25 إلى 250 طناً من الحلازين شهرياً، بحسب الحكومة.

ولـ"كوت ديفوار اكسبرتيز إسكارغو" التي أُسست قبل ست سنوات، 50 مزرعة و75 موظفاً، وتوفّر تدريبات لنحو مئتي شخص شهرياً وتساعدهم لإنشاء مزارعهم. ويُقدِم معظمهم على إنشاء مزارعهم الخاصة أو يتجمعون ضمن تعاونيات تعمل بموجب عقود مع الشركة.

ويضم القطاع حالياً 25 ألف مُربٍّ، مع السعي للوصول إلى مئة ألف جهة تتولى تربية الحلازين خلال السنوات المقبلة.

ويقول بلو "لا شيء يُرمَى في الحلزون!"، إذ يؤكل لحمه الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى سكان ساحل العاج وفي الدول المجاورة لخليج غينيا، مع صلصة حارة أو مشوي على الأسياخ، فيما يستخدم هلامه لتصنيع الصابون أو جل الاستحمام أو المراهم، ويُستعان بمسحوق القشرة في صناعة مستحضرات التجميل الأخرى وفي وصفات دوائية وأعلاف حيوانية.

وفي مقر "كوت ديفوار اكسبرتيز إسكارغو" في أزاغيي، تصنع أربع نساء الصابون وجل الاستحمام باستخدام هلام الحلازين الممزوج بزيت جوز الهند وملوّنات خضراء وعطور. وفي المتوسط، يتم تصنيع 5 آلاف صابونة و5 آلاف عبوة من جل الاستحمام أسبوعياً، في مشغل صغير مزوّد بمعدات بدائية.

وتقول مديرة المشغل نيللي بلون إنّ "هلام الحلزون يرطّب البشرة ويزيل الشوائب ويؤخّر شيخوختها".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي