مع انتهاء الهدنة.. العدوان الإسرائيلي يعاود على غزة وسقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين

أ ف ب-الامة برس
2023-12-01

رجال يحاولون تهدئة أطفال صغار أصيبوا في غارة إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في مستشفى النجار في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2023 (ا ف ب)   القدس المحتلة: انتهت الهدنة في قطاع غزة؟، الجمعة 1 ديسمبر 2023، واستأنف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية وقصفه المدفعي فيما عاودت حركة حماس إطلاق الصواريخ باتجاه الدولة العبرية.

ورغم استئناف الأعمال العسكرية، تتواصل المفاوضات حول الهدنة، على ما أفادت وزارة الخارجية القطرية الجمعة.

في غزة، أكدت وزارة الصحة في حماس التي تسيطر على قطاع غزة، "استشهاد 32 مواطنا منذ انتهاء الهدنة" في قطاع غزة بينهم أطفال.

وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وإسرائيل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين، على ما شاهد  مراسلو وكالة فرانس برس في القطاع المحاصر.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو حماس صباح الجمعة "بانتهاك الاتفاق" وب"إطلاق صواريخ" باتجاه الدولة العبرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "استأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة"، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع. وقال الجيش إنه اعترض بنجاح صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبل ساعة تقريبا من انتهاء الهدنة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن عملية الإطلاق تلك.

في أعقاب ذلك، تحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن تحليق كثيف لطائرات عسكرية ومسيّرات في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة.

ووجه الجيش الإسرائيلي رسائل عبر الهاتف إلى سكان بعض أحياء مدينة غزة فضلا عن بلدات عند الحدود بين إسرائيل والقطاع يحثهم فيها على "المغادرة فورا" لأنه سيشن "هجمات عسكرية قاسية".

وفي إطار استئناف القتال، أعادت السلطات الإسرائيلية فرض قيود كانت سارية قبل الهدنة داخل إسرائيل. ففي مناطق عدة لا يمكن للمدارس إعادة فتح أبوابها إلا إذا كانت مجهزة بملجأ يحترم المعايير.

- تواصل الجهود  -

معتقلون فلسطينيون أفرجت عنهم إسرائيل يلوحون بأعلام حماس والجهاد الإسلامي في 1 كانون الأول/ديسمبر 2023 في رام الله بالضفة الغربية المحتلة

رغم ذلك تتواصل جهود الوساطة لاستئناف الهدنة.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان الجمعة "أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة"، داعية "الأسرة الدولية إلى "سرعة التحرك لوقف القتال".

وكانت حماس أبدت استعدادها الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وخلال زيارته إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث التقى على التوالي رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال بلينكن الخميس "واضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدما... نريد يوما ثامنا وأكثر"، داعيا إلى تمديد الهدنة.

وشدد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل "موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء" في حال استئناف المعارك.

وتم الالتزام بالهدنة لمدة سبعة أيام بعد سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.

وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، قرابة 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.

ويقدّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص الذين احتجزوا واقتيدوا رهائن إلى قطاع غزة في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر بنحو 240.

وأتاحت الهدنة إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.

كما أتاحت الهدنة دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.

وأفرج الخميس عن ثمانية رهائن محتجزين في قطاع غزة في إطار اتفاق الهدنة. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح ثلاثين فلسطينيا جميعهم من النساء والقاصرين بموجب اتفاق الهدنة.

في أوفاكيم في جنوب إسرائيل، تجمّع سكان الخميس لاستقبال شاني غورين (29 عاما) التي أُفرج عنها. وقال إيفيك كوهين "إنها مثل أختي (..) لا يوجد أحد بلطفها. حتى في الأسر كانت تقدم طعامها للآخرين. هذا ما علمناه من شهادات رهائن آخرين".

وأعلنت حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية، مسؤوليتها عن هجوم الخميس في القدس أسفر عن ثلاثة قتلى إسرائيليين بينهم امرأتان، قبل أن يقتل المهاجمان بدورهما برصاص إسرائيلي.

- مزيد من القتلى -

وسمح اتفاق الهدنة بموازاة الإفراج عن رهائن ومعتقلين بزيادة كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة الذي يعاني سكانه البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة من نقص كبير في المواد الغذائية والأساسية.

لكن الحاجات تبقى كبيرة جدا في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي بحري وجوي بري منذ العام 2007 عندما تسلمت حركة حماس السلطة فيه. وشدّدت الدولة العبرية هذا الحصار منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتفيد الأمم المتحدة أن 1,7 مليون من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب فيما تضررت نصف الوحدات السكنية او دمرت.

وفر مئات الآلاف من شمال القطاع الذي تعرّض لدمار هائل  جنوبا.

لكن في خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث قتل 12 شخصا الجمعة، وفق حكومة حماس، قال أنس أبو دقة "تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها".

وأوضح بعدما سارع إلى مستشفى ناصر "عندنا تقريبًا سبع إصابات، ومنازلنا دمرت بكاملها"، مضيفا "عادت الحرب بكل شراسة".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي