منفذ اعتداء باريس يتحمل "مسؤولية" تصرفه ويرجح انه تحرك "بمفرده"

ا ف ب - الأمة برس
2023-12-05

قوات من الشرطة تنتشر في محيط موقع الاعتداء قرب برج ايفل في باريس في 2 كانون الاول/ديسمبر 2023 (ا ف ب)

باريس - أكد الإسلامي المتطرف الذي نفذ هجوما بسكين خلف قتيلا وجريحين السبت قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية أنه "يتحمل بالكامل مسؤولية عمله" فيما يشير "كل شيء الى أنه تصرف بمفرده" كما قال مصدر مطلع على التحقيق لوكالة فرانس برس الاثنين 4-12-2023.

وبايع المنفذ أرمان رجابور مياندواب وهو فرنسي من أصل إيراني يبلغ السادسة والعشرين، تنظيم الدولة الاسلامية في الآونة الأخيرة. وقال خلال توقيفه على ذمة التحقيق الاثنين إنه تصرف "كرد فعل على اضطهاد المسلمين في العالم". وبدا "باردا جدا" و"جامدا" كما أضاف المصدر نفسه.

في نهاية تشرين الاول/اكتوبر، أبلغت والدته الشرطة عن قلقها بشأن سلوك ابنها، المدرج على لائحة التطرف الاسلامي والذي افرج عنه العام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التخطيط لعمل عنيف. واخضع أيضا لعلاج نفسي.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الاثنين، "من الواضح أنه حصل اخفاق في العلاج النفسي حيث اعتبر الاطباء عدة مرات أنه يتحسن". وكان الوزير طالب الأحد بأن تكون السلطات "قادرة على فرض العلاج" على شخص متطرف يخضع للمراقبة بسبب اضطرابات نفسية.

ووقع الهجوم قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس وبعد أقل من شهرين من اعتداء أراس (شمال) الذي أودى بحياة مدرس في منتصف تشرين الاول/أكتوبر وأدى إلى رفع خطة الانذار على المستوى الوطني الى "حالة هجوم وشيك".

وقال رجابور مياندواب متكلما باللغة العربية في شريط فيديو إنه يقدم "دعمه للجهاديين الذين ينشطون في مناطق مختلفة" كما أوضح المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار الأحد.

وأضاف المدعي العام أن حسابه على منصة اكس "يتضمن الكثير من المنشورات حول حماس وغزة وبشكل عام فلسطين".

ووقعت الأحداث السبت قرابة الساعة 20,30 ت غ في منطقة سياحية بامتياز في العاصمة بالقرب من جسر بئر حكيم الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

في بادئ الأمر طعن المهاجم سائحا يبلغ 23 عاما يحمل الجنسيتين الألمانية والفيليبينية. من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة وهما فرنسي يبلغ 60 عاما وبريطاني يبلغ 66 عاما واصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وقد سيطرت عليه القوى الأمنية بواسطة مسدس كهربائي بعيد الهجوم وحبس في مكاتب دائرة مكافحة الإرهاب في باريس. 

وأعلنت النيابة الفدرالية الألمانية الاثنين أنها فتحت تحقيقا في الاعتداء بسبب الجنسية الألمانية للضحية. الأحد عبر المستشار الألماني أولاف شولتس عن "صدمته" لهذا الهجوم.

اضطرابات نفسية

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في تشرين الأول/أكتوبر الماضي "بسبب انطوائه على نفسه" مشيرا إلى أن المنفذ "ينتمي إلى عائلة ليس لها التزام ديني" لكنه اعتنق الاسلام في سن الثامنة عشرة في 2015 وسلك "سريعا جدا" طريق "الايدولوجية الجهادية".

حاولت الشرطة لكن بدون جدوى، اخضاعه لفحص من قبل طبيب وإدخاله إلى المستشفى بالقوة، وهو ما لم يكن ممكنا في غياب الاضطرابات، بحسب مصدر مطلع على الملف مشيرا الى أنه بعد أيام من بلاغها، تم التأكيد أنه "في حالة افضل".

وقال مصدر قريب من الملف إن "انشاء حسابه على منصة اكس في مطلع تشرين الاول/اكتوبر ثم قلق الأم في الشهر نفسه يمكن أن يؤشرا الى عمل يعد له منذ عدة اسابيع".

والمشتبه به معروف بتطرفه ومعاناته اضطرابات وسبق أن حكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى "عصابة أشرار بغية التحضير لعمل إرهابي" في العام 2016 في حي لا ديفانس للأعمال  في غرب باريس. وقد خرج من السجن في 2020 بعدما أمضى أربع سنوات وراء القضبان.

وسيعكف المحققون الآن على درس المتابعة الطبية التي تلقاها المنفذ "غير المستقر بتاتا والذي يسهل التأثير عليه" بحسب ما قال مصدر امني لوكالة فرانس برس.

خلال فترة اعتقاله، بحسب ريكار، خضع لعلاج يشمل متابعة نفسية ومراقبة من قبل طبيب منسق. 

واعتبر الناطق باسم الحكومة اوليفييه فيران الاثنين ان المسار "الطبي والاداري والجنائي" للمشتبه به كان متوافقا مع "دولة القانون".

في فرنسا نحو 5200 شخص معروفون بالتطرف، بينهم 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقا لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 بالمئة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

ودعا وزير الداخلية الذي يعتبر ان فرنسا "تقع بشكل دائم تحت تأثير التهديد الإسلامي المتطرف"، إلى "اليقظة القصوى" خلال عيد الأنوار اليهودي "هانوكا" الذي يبدأ الخميس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي