النسيان الشامل العابر.. ما مدى خطورته وما أسبابه؟

الأمة برس
2023-12-23

تعبيرية (unsplash)

قد يكون من المخيف أن تختفي ذاكرتك فجأةً، ولكن "فقدان الذاكرة الشامل العابر"، عادةً ما يحدث بشكل مؤقت ويكون غير ضار وفقاً لموقع الشرق نيوز.

فقدان الذاكرة الشامل العابر، هو نوبة ارتباك يُصاب بها الأشخاص الأصحاء فجأة. لا تحدث حالة الارتباك هذه بسبب حالة عصبية أكثر شيوعاً، مثل الصرع أو السكتة الدماغية.

أثناء نوبة فقدان الذاكرة الشامل العابر، يفقد الشخص القدرة على تكوين ذكريات جديدة، لذلك تختفي ذكريات الأحداث الأخيرة. لا يمكن للمصاب تذكر مكانه أو كيف وصل إليه. وقد لا يتذكر أي شيء حول ما يحدث له. وقد يستمر في تكرار الأسئلة نفسها؛ لأنه لا يتذكر الإجابات التي حصل عليها للتو. قد لا يتذكر أيضاً أي شيء على الإطلاق عندما يُطلب منه تذكر الأشياء التي حدثت في يوم سابق أو شهر أو حتى قبل عام.

تصيب هذه الحالة في الغالب الأشخاص في منتصف العمر أو أكبر. عند الإصابة بفقدان الذاكرة الشامل العابر، يتذكر المريض من هو، ويتعرف على الأشخاص الذين يعرفهم جيداً.

تتحسن دائماً نوبات فقدان الذاكرة الشامل العابر ببطء بعد ساعات قليلة. أثناء مرحلة التعافي، قد يبدأ الشخص بتذكر الأحداث والظروف. فقدان الذاكرة الشامل العابر ليس خطيراً، لكنه ما زال يمكن أن يكون مخيفاً.

الأعراض

يتمثل العرَض الرئيسي لفقدان الذاكرة الشامل العابر، في عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة وتذكر الأحداث التي وقعت مؤخراً. بمجرد تأكيد هذه الأعراض، فمن المهم استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لفقدان الذاكرة.

يجب أن تظهر على المريض المؤشرات والأعراض التالية لتشخيصه بمرض فقدان الذاكرة الشامل العابر:

  • ظهور مفاجئ للارتباك يشمل فقدان الذاكرة الذي يؤكده شاهد.

  • الاستيقاظ والتنبّه والوعي بهوية الشخص، على الرغم من فقدان الذاكرة.

  • الإدراك العادي، مثل القدرة على ملاحظة الأشياء العادية وتسميتها بأسمائها واتباع التوجيهات البسيطة.

  • عدم وجود مؤشرات على تلف منطقة معينة في الدماغ، مثل عدم القدرة على تحريك الذراع أو الساق، أو القيام بحركات لاإرادية، أو ظهور مشاكل في فهم معاني الكلمات.

الأعراض الإضافية والتاريخ المَرضي لتشخيص فقدان الذاكرة الشامل العابر:

  • الأعراض التي تستمر لمدة لا تزيد عن 24 ساعة للنسيان وعادةً ما تكون أقصر.

  • استعادة الذاكرة تدريجياً.

  • عدم التعرض لإصابة في الدماغ مؤخراً.

  • عدم وجود مؤشرات على حدوث نوبات صرع أثناء فترة فقدان الذاكرة.

  • عدم وجود تاريخ من الإصابة بالصرع النشط.

وتشتمل المؤشرات الشائعة على الإصابة بفقدان الذاكرة الشامل العابر على طرح الأسئلة المتكررة، بسبب عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة، وتشتمل عادةً على تكرار السؤال نفسه، على سبيل المثال، "ماذا أفعل هنا؟" أو "كيف وصلنا إلى هنا؟".

الأسباب

يظل السبب الكامن وراء فقدان الذاكرة الشامل العابر غير معروف. وقد تكون هناك علاقة بين فقدان الذاكرة الشامل العابر، وتاريخ الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي). لكن لا يستطيع الخبراء فهم العوامل التي تسهم في الإصابة بكلتا الحالتين. وهناك سبب آخر محتمل يتمثل في امتلاء الأوردة بالدم بشكل زائد عن الحد، وذلك بسبب وجود نوع ما من الانسدادات، أو بسبب وجود مشكلة أخرى في تدفق الدم (الاحتقان الوريدي).

على الرغم من أن احتمال حدوث فقدان الذاكرة الشامل العابر بعد وقوع هذه الأحداث منخفض للغاية، فإن هناك بعض الأحداث التي قد تؤدي إلى تحفيز ذلك، وتتضمن:

  • الانغماس المفاجئ في ماء بارد أو ساخن.

  • الأنشطة البدنية العنيفة.

  • ممارسة الجنس.

  • الإجراءات الطبية، مثل تصوير الأوعية أو التنظير الداخلي.

  • إصابات الرأس الطفيفة.

  • الشعور بالضيق العاطفي بسبب سماع خبر سيئ أو صراع أو الإفراط في العمل.

المضاعفات

لا توجد لفقدان الذاكرة الشامل العابر مضاعفات مباشرة. ولا يمثل عامل خطورة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الصرع. من الممكن حدوث نوبة ثانية من فقدان الذاكرة الشامل العابر، إلا أن تكرار حدوثه أكثر من مرتين أمر نادر للغاية.

ولكن حتى فقدان الذاكرة المؤقت يمكن أن يُسبب حدوث اضطرابات عاطفية.

الوقاية

نظراً لعدم معرفة السبب وراء فقدان الذاكرة الشامل العابر، وأيضاً لانخفاض معدل تكرار الإصابة به، لا توجد طريقة فعلية للوقاية من المرض.

التشخيص

لتشخيص مرض فقدان الذاكرة الشامل العابر، يبدأ الطبيب باستبعاد الحالات الأكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية أو نوبة الصرع أو إصابة الرأس، إذ يمكن أن تسبب هذه الحالات النوع نفسه من فقدان الذاكرة.

فحص جسدي

يبدأ هذا الفحص بفحص عصبي يليه فحص ردود الأفعال اللاإرادية، وشد العضلات وقوتها، ووظائف الحواس، وطريقة المشي، والوقفة، والتناسق، والتوازن. كما قد يطرح الطبيب أيضًا أسئلة لاختبار التفكير والتمييز بين الأمور والتذكّر.

اختبارات تصوير الدماغ

ستكون الخطوة التالية إجراء فحوصات للكشف عن اضطرابات النشاط الكهربائي في الدماغ والدورة الدموية. وقد يطلب الطبيب إجراء اختبار واحد أو أكثر من هذه الاختبارات:

  • التصوير المقطعي المحوسب. يلتقط الطبيب صورًا من عدة زوايا مختلفة، باستخدام أجهزة أشعة سينية خاصة، ويجمعها معاً لإظهار صور مقطعية للدماغ والجمجمة. ويمكن أن يكشف التصوير المقطعي المحوسب عن اضطرابات في بنية الدماغ، بما في ذلك الأوعية الدموية الضيقة المجهدة أو المكسورة والسكتات الدماغية السابقة.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم جهاز التصوير في هذا الإجراء المجال المغناطيسي وموجات الراديو لأخذ صور مقطعية مفصلة للدماغ. كما يمكن أن يمزج جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي هذه الشرائح لإصدار صور ثلاثية الأبعاد يمكن رؤيتها من عدة زوايا مختلفة. وقد لا تحتاج إلى التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كنت قد خضعت لفحص تصوير مقطعي محوسب وقت حدوث النوبة ولم يُظهر حينها أي مشكلات في الدماغ.

  • مخطط كهربية الدماغ. يُسجِّل مخطط كهربية الدماغ النشاط الكهربائي في الدماغ عبر أقطاب كهربائية تُثبَت في فروة الرأس. وغالباً ما يشعر الأفراد المصابون بالصرع بتغيرات في موجات الدماغ، حتى في الأوقات التي لا يُصابون فيها بالنوبات. ويُطلب هذا الاختبار عادةً إذا تعرضت لنوبة واحدة أو أكثر من نوبات فقدان الذاكرة الشامل العابر، أو إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بنوبات الصرع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي