شركات تقدم مكاتبها ليلا لإيواء المشردين في فرنسا

ا ف ب - الامة برس
2024-01-07

عائلات تنام في المركز الثقافي لاحدى المؤسسات في فيلوربان بوسط فرنسا في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. (ا ف ب)

باريس - غرفة صغيرة تشبه استوديو طلابيا تقع بين المكاتب وقاعات الاجتماعات، على بعد خطوات من جادة الشانزليزيه الشهيرة في باريس... في هذا المكان يمضي تامي لياليه بعدما كان ينام في الشارع قبل بضعة أشهر. 

في المساء، أصبح لهذا الشاب الإثيوبي مأوى هو المكتب الرئيسي لمؤسسة فرنسا، وهي شبكة من الجمعيات الخيرية. في الطابق

الثاني، في غرفة غير مستخدمة عادة تبلغ مساحتها حوالى خمسة عشر مترا مربعا، وفّر له الموظفون سريرا ومكتبا يمكنه من خلاله متابعة دروس اللغة الفرنسية.

وقال الشاب الذي يحظى بوضع لاجئ سياسي "في الليلة الأولى كنت خائفاً، ولكنني الآن سعيد بوجودي هنا".

مثل تامي، وجد 250 شخصا من المشردين مأوى موقتا بفضل جميعة Bureaux du Cœur، التي تأسست عام 2021.

في كل أنحاء فرنسا، تعيرهم أكثر من مئة شركة إحدى غرفها، وهي عادة غرفة اجتماعات. بعد ساعات العمل، يمكنهم النوم فيها والاستحمام وتحضير الطعام.

تقول آنا جاردان-ليفيك رئيسة شركة هانديكال، وهو مركز اتصال يوظف الأشخاص ذوي الإعاقة، "عندما طرحت هذه الفكرة على زملائي، كانت الإجابة بنعم كبيرة على الفور".

تشارك منذ تموز/يوليو في نظام Bureaux du Cœur وتم إيواء شابين على التوالي في أحد مكاتبها في إيتامب في ضواحي باريس.

الأول بقي هناك خمسة أشهر الى ان أكمل تدريبه المهني. بعد حصوله على وظيفة، ترك سريره القابل للطي في غرفة الاجتماعات وانتقل إلى نزل للعمال الشباب.

 ستة أشهر كحد أقصى 

كل الأشخاص الذين يتم إيواؤهم يجب ان يبدأوا البحث عن عمل ومسكن. هذا شرط إلزامي فرضته الجمعية، ويحدد أيضا مدة ستة أشهر من الاستقبال كحد أقصى.

ولطمأنة الشركات، يجب ألا يكون المشاركون يعانون من إدمان أو اضطرابات نفسية. كما لا يحق لهم دعوة أشخاص الى المكاتب المقدمة لهم.

تقول جولييت بو المتطوعة الباريسية في Bureaux du Cœur، إنه في "90% من الحالات تسير الأمور بشكل جيد" مضيفة

أن "أكبر مخاوف الشركات هو معرفة ما يمكنها فعله إذا كانت هناك مشكلة. إنه أمر نادر ولكنه حدث من قبل، وقمنا ببساطة بوقف الاستقبال". 

توافق آنا جاردان-ليفيك على ذلك قائلة "لن يقوم شخص محتاج بأمر سيء يضر فيه نفسه عبر عدم احترام المكان".

تضيف المتطوعة جولييت بو انه من بين عشرين شخصا تم ايواؤهم حاليا في باريس هناك ثلاث نساء موضحة "إنهن بالتأكيد أقلية لأنه في هذه الفئة العمرية، غالبا ما يكون لديهن أطفال" ما يجعلهن غير مؤهلات لهذا الاستقبال الخاص.

واذا كانت معظم المؤسسات المشاركة هي من الشركات الصغيرة والمتوسطة، الا أنها ليست جميعها من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مثل هانديكال.

وتضيف بو "لقد تعاونا في الآونة الاخيرة، مع مجموعة كبيرة من الصناعات الغذائية الزراعية، على سبيل المثال.

الشروط لكي تصبح الشركة مضيفة بسيطة: ان يكون هناك غرفة حيث يمكن وضع سرير نقال أو أريكة ومرحاض مجاور ومساحة فيها ثلاجة ومايكروويف.

يجب أيضا اقناع شركات التأمين لان العقد المعتاد لا ينص على استقبال أشخاص خارج ساعات العمل. وقالت آنا جاردان-ليفيك "حين اتصلت بشركة التأمين التي أتعامل معها، رأوا ان المشروع رائع وحصلت على موافقة خلال 12 ساعة".

يدرك الجميع أن هذا النظام ليس الحل لمعالجة مشكلة التشرد. لكن مؤسسات Bureaux du Cœur "يمكن ان تكون جزءا من الوسائل التي تسمح بالذهاب أبعد قليلا" كما يقول تييري بلويار المسؤول عن بيئة العمل في مؤسسة فرنسا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي