الجزيرة تدين إقدام الجيش الإسرائيلي على "اغتيال" و"استهداف" صحافيين في قطاع غزة  

أ ف ب-الامة برس
2024-01-08

 

 

   مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح يحتضن ابنته خلال جنازة ابنه حمزة الصحافي في شبكة الجزيرة الفضائية الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية على رفح في قطاع غزة في 7 كانون الثاني/يناير 2024 (أ ف ب)   الدوحة- دانت قناة الجزيرة القطرية الأحد7يناير2024، "إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي" على قتل اثنين من صحافييها العاملين في قطاع غزة في قصف استهدف مركبتهما، معتبرة أن الحادثة "متعمدة".

وتحدثت المحطة في بيان عن "اغتيال الزميلين" مصطفى ثريا - الذي يعمل أيضا مصور فيديو متعاونًا مع وكالة فرانس برس - وحمزة نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، بينما كانا "في طريقهما لتأدية عملهما" في القطاع لحساب الجزيرة، فيما أصيب في الضربة الصحافي حازم رجب "إصابة بالغة" وفق بيان القناة.

وأكّدت وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس مقتلهما، موضحة أنهما قضيا في غارة إسرائيلية.

وأكد شهود عيان لفرانس برس أن صاروخين أطلقا على السيارة، أصاب أحدهما مُقدَّمها والآخر أصاب حمزة الجالس إلى جانب مصطفى الذي كان يقودها.

وقال شاهد عيان فضل عدم كشف هويته لأسباب أمنية "عثرنا على أشلاء... ثم جاءت سيارة إسعاف ونقلت من كانوا في السيارة".

وأظهرت لقطات فيديو لفرانس برس العشرات يتفقدون حطام السيارة التي سالت منها دماء.

واستنكرت الجزيرة "تصميم القوات الإسرائيلية على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضد الصحافيين وعائلاتهم بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة ويقوّض الحق في الحياة".

وقال الجيش الإسرائيلي لفرانس برس إنه "أصاب إرهابيا كان يقود جهازا طائرا يشكل تهديدا للقوات". وأضاف أنه "على عِلم بمعلومات مفادها أن مشتبها بهما آخرَين كانا في المركبة نفسها أصيبا خلال الضربة".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد خلال زيارة لقطر إن مقتل صحافيَين من قناة الجزيرة في ضربة في غزة "مأساة لا يمكن تصورها".

وتعليقا على مقتل الدحدوح وثريا، أكد بلينكن "هذه حال كثير من الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين الأبرياء".

ووالد حمزة، وائل الدحدوح، هو مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وكان فَقَد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده جراء القصف الإسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. كذلك، تعرّض لإصابة جراء قصف إسرائيلي في 15 كانون الأول/ديسمبر أودى بحياة زميله المصوّر سامر أبو دقة.

وقال الدحدوح لصحافيين عقب مواراة نجله الثرى إن "حمزة كان كلي، روح الروح، كل شيء ... نحن مشبعون بالإنسانية وهم (الإسرائيليون) مشبعون بالقتل والحقد".

- ماذا فعلت عائلتي؟ -

وقال مدير الاخبار في وكالة فرانس برس فيل شيتويند إن الوكالة "صدمت" بمقتل مصطفى ثريا وإنها تتعاطف مع عائلته.

أضاف "ندين بشدة كل الهجمات ضد الصحافيين الذين يؤدون عملهم، ومن الضروري أن نحصل على تفسير واضح لما حدث".

وبثت الجزيرة لقطات للدحدوح وهو يودّع نجله في المستشفى حيث أجهش بالبكاء وهو يمسك يده اليسرى ويمسّدها مرارا ويلثمها، محاطا بعدد من زملائه.

وقال الدحدوح "على كل العالم أن ينظر إلى ما يحدث هنا في قطاع غزة (...) وما يحدث للشعب الفلسطيني".

وأضاف "ماذا فعل حمزة لهم (للإسرائيليين)؟ ماذا فعلت عائلتي لهم؟ ماذا فعل المدنيون لهم؟ لم يفعلوا لهم شيئا، لكن العالم يغمض عينيه عما يحدث في قطاع غزة".

أما مصطفى ثريا، وهو مصوّر فيديو في الثلاثينات من العمر، فيتعاون مع وكالة فرانس برس منذ عام 2019، إضافة إلى وسائل إعلام دولية مثل وكالتي رويترز وأسوشيتد برس، وقناتي الجزيرة وسي إن إن، وفق زملائه في فرانس برس.

وكان ثريا والدحدوح عائدين من تصوير آثار قصف طال منزلا في مدينة رفح في وقت سابق الأحد، وتعرضت سيارتهما لقصف في طريق العودة، وفق ما أفاد مراسلون في فرانس برس.

تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا رهائن ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.

في المقابل، أدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 22835 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأعرب الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار عبر منصة "إكس" عن "صدمته" لمقتل الصحافيين.

في 11 أيار/مايو 2022 قتلت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة.

واعترف الجيش الإسرائيلي لاحقا بأن أحد جنوده أطلق النار على الأرجح على الصحافية التي كانت تضع خوذة وترتدي سترة مضادة للرصاص موسومة بكلمة صحافة، بعدما ظن أنها ناشطة.

وبمقتل الصحافيَّيْن الأحد، يرتفع عدد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، إلى ما لا يقل عن 79، غالبيّتهم فلسطينيّون، وفقا للجنة حماية الصحافيين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي