الهندوس في باكستان يلجأون إلى المجموعة الجماعية في تحدي للفقر والتهميش

ا ف ب - الامة برس
2024-01-09

صورة مؤرخة في 7 كانون الثاني/يناير 2024 من التجمع الجماعي في كراتشي باكستانية. (ا ف ب)

كراتشي - تحت خيمة كبيرة مضاءة بثريات في كراتشي، عُقد قران 122 زوجا هندوسيا غير قادرين على تحمل تكاليف حفلات زفاف خاصة في باكستان، الدولة التي تسكنها أغلبية مسلمة.

وتمثل هذه الزيجات الجماعية التي أقيمت الأحد في مدينة كراتشي الكبرى الواقعة في جنوب البلاد، تحديا للفقر والتهميش الاقتصادي الذي يعانيه الهندوس الباكستانيون.

وقالت كالبانا ديفي (25 عاما) التي كانت ترتدي زيا تقليديا أحمر لوكالة فرانس برس "أنا أتزوج هنا لأن والدَي فقيرَين. لا يستطيعان تحمل تكاليف الزفاف".

لكن الفقر الذي دفعها إلى مشاركة هذا اليوم الكبير مع نساء أخريات لم يثبط حماسها. وقالت "أتمنى أن يتمكن الجميع من الزواج هنا".

وتعدّ حفلات الزفاف مكلفة جدا في باكستان حيث يتعين على عائلة العروس دفع مهر العريس، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخر زواج المرأة.

من جهته، صرّح ساتيش بارمار (25 عاما) شقيق عروس أخرى وهي نيها بارمار "إنها فرصة جيدة بالنسبة إلي لأن وضعي المالي سيّئ جدا. لم أتمكن من جمع المال لإقامة حفلة الزفاف".

وتشهد باكستان أزمة اقتصادية ومالية عميقة، ويعاني فيها الهندوس، مثل الأقليات الدينية الأخرى، التهميش ويقعون ضحايا للتمييز الاجتماعي والاقتصادي، وفق منظمات مدافعة عن حقوق الانسان.

ويضم المجتمع الهندوسي في باكستان حوالى 8 ملايين نسمة من مجموع عدد السكان البالغ 240 مليونا.

 تحول قسري إلى الإسلام

وأقرّت باكستان قانونا في العام 2017 يتيح الاعتراف رسمياً بالزيجات التي يعقدها أفراد الأقلية الهندوسية، بعد 70 عاما من تقسيم الهند وتأسيس البلاد.

في السابق، لم يكن باستطاعة الهندوس الباكستانيين الحصول على وثائق تضفي الطابع الرسمي على زواجهم أو انفصالهم.

وكثيرا ما تستنكر مجموعات حقوقية حالات تحول قسري إلى الإسلام عبر زواج فتيات أو نساء هندوسيات.

في كانون الثاني/يناير 2023، قال خبراء من الأمم المتحدة إن هناك تقارير تفيد عن ارتفاع في عدد الفتيات الهندوسيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن في بعض الأحيان 13 عاما واللواتي "يُخطفن من عائلاتهن ويُنقلن إلى أماكن بعيدة عن ديارهن ويُجبرن على الزواج برجال يبلغون ضعف أعمارهن أحيانا ويُرغمن على التحول إلى الإسلام".

وأوضح الناشط الهندوسي شيفا كاتشي أنه تحدث إلى أكثر من 170 عائلة تقول إن بناتها حوِّلن قسرا إلى الإسلام في العام 2022.

لكن الشرطة تشير في كثير من الأحيان إلى أن الفتيات يتزوجن رجالا مسلمين أثرياء للهرب من الفقر.

وقالت سوندارتا راثور، الناشطة الهندوسية المنخرطة في تنظيم زواجات جماعية إن "الفتيات الصغيرات لديهن الكثير من الرغبات ولا يملك آباؤهن الإمكانات لتحقيقها".

وأضافت "الجمع بين الصعوبات الاقتصادية وتعليم محدود يجعلهن أكثر تأثرا بالضغوط الخارجية".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي