واشنطن بوست: إسرائيل ستواجه صعوبة في هزيمة حزب الله لو فتحت جبهة ثانية مع لبنان

2024-01-09

يقول المسؤولون الأمريكيون إن زعيم الحزب، حسن نصر الله، راغب بالابتعاد عن حرب شاملة (أ ف ب)

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده جون هدسون وياسمين أبو طالب وشون هاريس قالوا فيه إن القوات الإسرائيلية ستكون منهكة للقتال على جبهتين، وفقا لتقييم أعدته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية. وقالت الصحيفة إن الرئيس جو بايدن أرسل كبير الدبلوماسيين في الإدارة لكي يمنع حربا واسعة من الانتشار بين إسرائيل وحزب الله.

وأكدت إسرائيل أن الوضع على الحدود مع لبنان غير مقبول. وقالت أكثر من مرة إنها مستعدة لفتح جبهة ضد حزب الله، الذي تتبادل معه منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر النيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، يوم الجمعة، “نفضل طريقا عبر تسوية دبلوماسية” و”لكننا نقترب من نقطة انقلاب الساعة الرملية”.

ويخشى المسؤولون الأمريكيون من استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأزمة لبقائه السياسي، بعد الفشل الأمني الذريع في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي حوارات خاصة، حذرت الإدارة إسرائيل من التصعيد على الجبهة اللبنانية. فقد أشار تقييم لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية إلى مخاطر وصعوبة الحرب مع حزب الله، إذ إن إسرائيل لن تكون قادرة على هزيمته بسبب الاستنزاف في جبهة غزة وإرهاق الطيران الجوي الإسرائيلي. ويرغب حزب الله، العدو القديم للولايات المتحدة، مواجهة مع إسرائيل. وبنى على مدى السنوات الماضية ترسانة من الأسلحة والصواريخ البعيدة والقصيرة المدى.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن زعيم الحزب، حسن نصر الله، راغب بالابتعاد عن حرب شاملة. وفي خطاب يوم الجمعة قال إنه منفتح على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “ليس من مصلحة أحد، ولا من مصلحة إسرائيل أو المنطقة ولا العالم انتشار النزاع خارج غزة”.

وناقش الإسرائيليون، منذ بداية الحرب على غزة، شن ضربة وقائية ضد حزب الله، وهو ما عارضته الولايات المتحدة التي ستضطر للرد نيابة عن إسرائيل حال انجرت إيران، التي تدعم كلا من حماس وحزب الله، إلى الحرب، وكذا الجماعات الوكيلة عنها في المنطقة. وسيواجه لبنان دمارا يفوق ما حدث في حرب 2006.

ويقول بلال صعب، الخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن “عدد الضحايا في لبنان قد يكون ما بين 300 ألف و500 ألف ويقتضي إجلاء كل سكان شمال إسرائيل”. وربما ضرب حزب الله عميقا في إسرائيل وأوسع مما فعل في السابق. وسيضرب مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية وربما فعلت إيران كل جماعاتها المسلحة بالمنطقة. وأضاف صعب “لا أعتقد أن هذا سيكون منحصرا في العدوين هذين”. ولا تزال مخاطر الحرب قائمة، إذ رد حزب الله برشقات صاروخية على شمال إسرائيل كرد مبدأي على اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري في بيروت الأسبوع الماضي.

وبحسب تقييم وكالة الأمن القومي، الذي اطلعت عليه واشنطن بوست، فإن إسرائيل ضربت مواقع للجيش اللبناني، الذي تدعمه أمريكا، أكثر من 34 مرة منذ بداية الحرب على غزة. وتنظر الولايات المتحدة للجيش اللبناني على أنه المدافع عن سيادة لبنان والموازي لتأثير حزب الله.

وفي 5 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت إسرائيل النيران وقتلت جنديا من الجيش وجرحت 3 آخرين. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر استخدمت المدفعية الإسرائيلية قنابل تحتوي على الفسفور الأبيض ضد منشآت للجيش اللبناني وجرحت جنديا تنشق الفسفور المنبعث من القنابل. ورفضت وكالة الأمن القومي التعليق، إلا أن مجلس الأمن القومي أكد أن الولايات المتحدة أخبرت إسرائيل أن الهجمات ضد القوات اللبنانية والمدنيين “غير مقبول بالمطلق”. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن إدارة بايدن كانت “مباشرة وقاسية” مع الإسرائيليين في الموضوع. وقال المسؤول إن الإدارة كانت واضحة بشأن ضرورة دعم وتقوية الجيش اللبناني باعتباره الضامن لأمن لبنان. وأكد المسؤول أن حزب الله هو “تهديد شرعي” لإسرائيل وحق الدولة اليهودية بالدفاع عن نفسها. ونفى مسؤول إسرائيلي استهداف الجيش اللبناني عن قصد وحمل حزب الله مسؤولية زيادة التوتر.

وعندما فكر الإسرائيليون بضرب حزب الله في الأيام الأولى للحرب اعترض الأمريكيون بقوة. وكان الإسرائيليون مقتنعين بأن حزب الله هو الذي يقف وراء هجوم حماس وأن هجوم حزب الله بات محتوما. ويبدو أن إسرائيل لم يكن لديها المعلومات الصحيحة. وقال مسؤول بارز في الإدارة إن بايدن كان على الهاتف ثلاث مرات في اليوم وهو يحاول منع إسرائيل مهاجمة حزب الله وهو أمر “كان سيطلق نار جهنم”. وقال مسؤولون إن المخاوف من الحرب دفعت بايدن لزيارة إسرائيل بعد أقل من أسبوعين على اندلاع الحرب.

وزادت مخاطر التصعيد في الأيام الأخيرة بعد سحب إسرائيل قوات من شمال غزة، وهو قرار قد يفتح الباب أمام نشر قوات في الشمال. وقال مسؤول أمريكي “لديهم يد حرة للتصعيد”. وقال مسؤول آخر إن القوات التي تم سحبها قد تنشر في الشمال وبعد فترة راحة واستعداد لعملية جديدة. لكن الطيارين الإسرائيليين متعبون بسبب الغارات المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر على غزة، وفق مسؤول أمريكي قال إن جبهة جديدة في الشمال قد تزيد من أعباء إسرائيل، “فالطيارون متعبون ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها. والمهام في لبنان ستكون خطيرة، فليس لدى حماس أنظمة مضادة للطائرات مثل ما يملك حزب الله”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي