في تقليد نادر.. بوليتيكو: رسائل الإحباط بين موظفي الإدارة بسبب سياسة البيت الأبيض من غزة تطور جديد

2024-01-11

يرى واحد من الناشطين الجدد والداعي للحد من انتشار السلاح، ديفيد هوغ، والناجي من مذبحة باركلاند في فلوريدا، إن التغير مرتبط بطريقة نشر الأخبار (أ ف ب)نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريراً أعده يوجين دانيالز قال فيه إن المسؤولين البارزين في إدارة جو بايدن يواجهون مشكلة غير معهودة في ثقافة البيت الأبيض، وهي الرسائل التي يوقعها عاملون في داخل الإدارة، وبدون ذكر الأسماء، ويعبّرون فيها عن احتجاجهم على موقف الرئيس بايدن وإدارته من حرب غزة ودعم الرئيس الثابت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فرسائل كهذه كانت نادرة في الإدارات السابقة، ولكنها حطمت الحواجز في واشنطن الرسمية، وكشفت عن فجوة جيلية بين ما يراه الموظفون الشباب ورؤسائهم الكبار في العمر بشأن المسؤولية الواجب على العامل في واشنطن التحلي بها.

ومنذ الهجمات على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أدى الدعم المتواصل من بايدن إلى نتنياهو لسلسلة من الرسائل بدون توقيع، وصادرة من موظفي البيت الأبيض ووزارة الخارجية وحملة بايدن الرئاسية. وهي

رسائل جعلت ساسة في أعمار معينة يهزّون رؤوسهم استغراباً. ويقولون إن فكرة تجرؤ الموظفين الشباب في هذه الوظائف المرغوبة على المسؤولين عنهم، حتى بدون الكشف عن هويتهم، لم تكن متصورة في الأيام السابقة.

ويقول جيمس كافاريل، الذي عمل مع بيل كلينتون كإستراتيجي في حملته: “هناك هذا المفهوم عن: لستَ رئيسي في هذا الموقف الآن”، و “ربما عملتُ معك، ولكنني أحمل آرائي الخاصة”. وقال إن هذا لم يكن مفكراً به في الماضي، و”لو قلت إنك لا تحب بعض سياسات كلينتون، فإن فكرة التعبير عنها علناً سيكون جنوناً، ولن أفعل هذا، ولن تخطر على بالي”.

وفي الأيام السابقة، كان من النادر أن يحاول المسؤولون في البيت الأبيض التأثير على رئيسهم من خلال الكشف عن الخلافات الداخلية المتعلقة بالمبدأ داخل إدارته والتعبير عنها علناً وقبل الاستقالة أولاً”.

 وتعتبر التسريبات من مسؤولي الإدارة علامة معروفة ولأجيال، وفي فترة جورج دبليو بوش، خرج مسؤولون في مناسبات للتعبير عن خلافاتهم علناً. وكان هذا يحدث فقط عندما يتركون أعمالهم.

ويقول بول باغلا، الذي عمل إلى جانب كارفيل في إدارة كلينتون، إن “المقايضة كانت دائماً: سيكون لك دور للتأثير على قرارات أكثر الحكومات قوة في تاريخ العالم”، و”مقابل هذا التأثير، عليك الموافقة على دعم القرار النهائي لو لم يكن ضد موقفك. ولو واجهت قراراً يتناقض مع الخطوط الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، فالخيار هو السكوت أو الاستقالة”. لكن الأمور تغيرت في الأوقات الماضية، فقد أصبحت التسريبات المصادق عليها جزءاً من العملية السياسية، حيث يقوم مسؤولون بكتابة مقال رأي بدون التوقيع عليه، أو حادث درامي يجد طريقه إلى الإعلام.

وفي داخل البيت الأبيض، اليوم، هناك شعور بأن الثقافة تغيرت، وبدون رجعة. فالإحباط الكبير بين المساعدين عادة ما يكون أكبر عبر الرسائل المجهولة والنقد، وأكثر من الدعم لسياسات الرئيس.

 وقال أحد مساعدي البيت الأبيض إن الرئيس لا يتضايق من النقد، ولا نخاف من أن نعرض اختياراتنا للسياسة أمام التدقيق”، و”حتى حملات الرسائل المجهولة للموظفين، فإنهم يقولون إنهم يعملون هذا لاحترامهم له، وهذا يقول الكثير”. إلا أن بعض مسؤولي البيت الأبيض يتعاملون مع المعارضة الداخلية بأنها مثيرة للتشوش، فأسلوب الحديث علناً، وبدون الكشف عن الهوية، ليس الأسلوب الناجع مع بايدن ومن حوله من المساعدين الموثوقين.

وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض، لم يكشف عن هويته: “ما لا يعرفونه أن هذا لا يجدي مع جو بايدن، وليست هذه هي الطريقة للحصول على اهتمامه”، و”يعتقد الموظفون أن كتابة الرسائل أو تقديم الاستقالات أو إجراء مقابلات مع جوي ريد قد يدفع الرئيس للتحفظ في سياساته، ويدفع مساعديه للتحفظ، لكن ثبت أن الحوار المباشر معه هو الأنجع”.

 ويرى الجيل الجديد من الناشطين أن هذا النوع من التحليل عفا عليه الزمن. ففي الجامعات يقومون بالتظاهر في عصر الاحتجاجات الكبرى ضد عنف البنادق ومن أجل حقوق المرأة ووحشية الشرطة، والتي يتأثر فيها النقاش السياسي من خلال الضغط الواضح. وسواء جاء هذا الضغط من الداخل أو الخارج، ليس مهماً.

ويقول جون ديلا فولب، مدير الاستطلاعات في معهد كيندي بجامعة هارفارد “يؤمن الكثير من أبناء جيل زيد z (الجيل المولود في حقبة التسعينات وبداية العقد الأول من القرن الحالي) باستخدام القوة السياسية، في حين لم يكن جيل الألفية (جيل الثمانينات وبداية التسعينات، أو جيل واي) ربما قد فكر بها”. و”عمل جيل الألفية خارج النظام الحالي، أما الجيل هذا، فهو ملتزم بالعمل داخله وخارجه. وهذا هو الفرق بالنسبة لزملائي وأصدقائي الذين عملوا في داخل النظام، كما تعرف، فمنهم قادة منتخبون، ولسنوات طويلة”.

وقد تبنى الجيل الشاب فكرة أن الأمكنة التي يتسوقون ويأكلون ويعملون فيها تعكس أخلاقياتهم، و”كل شيء هو امتداد لقيمهم، وعشنا وقتاً كان فيه المستهلكون يصوتون وانعكس الوضع الآن، حيث يستهلك المصوتون، وتحمل هذا معك كقاعدة تقيس عليها كيفية معاملة الناس”.

ويرى واحد من الناشطين الجدد والداعي للحد من انتشار السلاح، ديفيد هوغ، والناجي من مذبحة باركلاند في فلوريدا، إن التغير مرتبط بطريقة نشر الأخبار.

وقامت حملة بايدن بنشر رسالة مجهولة عبر “ميديم”. ووجد المعارضون وغير الراضين عن الحرب في غزة طرقاً عدة على منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن مواقفهم، وهو ما خلق عقلية جديدة، كما يقول. وأضاف هوغ: “إن فضاء الإعلام مر بمرحلة دمقرطة مع اختراع منصات التواصل الاجتماعي خلال العقد ونصف الماضي”، و”قد خلقت اللامركزية أو الدمقرطة عرفاً جيلياً لم يعد يهتم فيه المشاركون بالتراتبية أو الأشخاص الذين هم فوقنا”.

ومن جانبه، عقد البيت الأبيض عدة لقاءات مع الموظفين القلقين، ومن بداية الحرب، وكذا مع أطراف من الخارج شارك فيها الرئيس نفسه. واستضاف رئيس طاقم البيت الأبيض، جيف زينتس جلسة استماع لموظفي البيت الأبيض البارزين “مسلمين، عرباً وفلسطينيين، واستمع إليهم مباشرة”، حسب مسؤول في البيت الأبيض أخبر المجلة. وأمر أمناء الوزرات بالتواصل مع الموظفين من المجتمعات الفلسطينية والعربية المسلمة والمسلمة”.

وقال مساعدون سابقون لبايدن إن اللقاءات ساهمت في التأثير على نبرة الإدارة تجاه الفلسطينيين، وسمحت للموظفين المحبطين بالتنفيس عن إحباطهم. وقال مساعد سابق: “كانت اللقاءات الأمر الصواب وأساء [البيت الابيض] التقدير بأن اللقاءات هي ما يجب عمله”. و “أعتقد أن الأشخاص الذين شاركوا في اللقاءات أساءوا تقدير الكيفية التي ستصبح حواراتهم ومظاهر قلقهم جزءاً من سياسات الحكومة”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي