اعرف فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه

الأمة برس
2024-01-15

تعبيرية (unsplash)

شهر رجب من الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرت في القرآن وحددت السنة أسماءها، وفضل شهر رجب عظيم حيث يستحب فيه العمل الصالح والصيام، وفي هذا المقال سنعرفك أكثر عن فضل هذا الشهر المبارك وأسمائه وأهميته وفقاً لموقع القيادي.

فضل شهر رجب والاعمال المستحبة فيها

فضل الله سبحانه وتعالى بعض الشهور على بعض، من الشهور المفضلة هو شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي ذكرها الله في القرآن الكريم في قوله تعالى: "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم".

وتحددت الأشهر الحرم الأربعة من خلال السنة النبوية، فعن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حجة الوداع: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ".

ومضر هو شهر رجب، وقد سمي شهر الرجب بالعديد من الأسماء منها الأصم ومضر وسيأتي ذكرها في فقرة أخرى.

وفضل شهر رجب مثله مثل بقية الأشهر الحرم فله مكانة عظيمة، لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام"، أي لا تحلوا ما حرمه عليه عليكم ونهاكم عن ارتكابه في كل الأشهر وخاصة في الأشهر الحرم.

وقال الله تعالى: "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" وفيه تحذير من الوقوع في المعاصي بشكل خاص في هذه الأشهر، لأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرمه الله، لذا حذرنا الله في الآية من ظلم النفس، ويعني الوقوع في المعاصي، في كل الأشهر وخاصة الأشهر الحرم.

إذن ما هي فضائل شهر رجب؟

وردت الكثير من الأحاديث عن فضل شهر رجب وقد اتفق العلماء على أنها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، وبشأن تخصيص صيام يوم معين فيه أو تخصيص ليلة السابع العشرين منه باحتفال "الإسراء والمعراج" كلها أمور محدثة لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وهذا يعني أن رجب ليست له خصوصية إلا كونه من الأشهر الحرم والتي حذر الله من الوقوع في المعاصي فيها.

ما هي الأعمال الصالحة في شهر رجب؟

يستحب في الأشهر الحرم الإكثار من الطاعات والعبادات والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالبعد عن ظلم النفس في هذه الأشهر لقوله تعالى في سورة التوبة: "إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم".

ومن مظاهر عدم ظلم النفس في هذه الشهور هو عدم القتال لتأمين الطريق لزائري المسجد الحرام، وعدم معصية الله، وقد نص بعض العلماء على تغليظ دية القتل في هذه الأشهر الحرم بزيادة الثلث.

صيام شهر رجب

ومن الأعمال الصالحة في شهر رجب المستحب القيام بها الصيام، وقد ورد في ذلك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه حينما جاءه رجل وسأله عن عبادات يقوم بها.

وفي حديث فضل شهر رجب جاء فيه: "أتى رجل من باهلة رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمّ انْطَلَقَ فَأتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فقال: يَا رَسُولَ الله أمَا تَعْرِفُنِي؟ قال: وَمَنْ أنْتَ؟ قال: أنَا الْبَاهِليّ الّذي جِئْتُكَ عَامَ الأوّلِ، قال: فَمَا غَيّرَكَ وَقَدُ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟ قُلْتُ مَا أكَلْتُ طَعَاماً مُنْذُ فَارَقْتُكَ إلاّ بِلَيْلٍ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمَ عَذّبْتَ نَفْسَكَ، ثُمّ قال: صُمْ شَهْرَ الصّبْرِ وَيَوْماً مِنْ كُلّ شَهْرٍ، قال: زِدْني فإنّ بِي قُوّةً، قال: صُمْ يَوْمَيْنِ، قال: زِدْنِي، قال: صُمْ ثَلاَثَةَ أيّامٍ، قال: زِدْنِي، قال: صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرْمِ وَاتْرُكْ، وَقال بِأصَابِعِهِ الثّلاَثَةِ فَضَمّهَا ثُمّ أرْسَلَهَا".

ويرى العلماء أن الصيام في شهر رجب يفضل أن يكون في أوله وآخره، ولم يرد أي حديث خاص بفضل الصيام في شهر رجب.

أحاديث ضعيفة عن شهر رجب

وقد انتشرت بعض الأحاديث الضعيفة عن الصيام في شهر رجب، ومن الأحاديث الضعيفة: "إن في الجنة نهرًا يُقال له رجب، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبن وأحلَى من العسل، مَن صام يومًا من رجب سَقاه اللهُ من ذلك النّهر".

ومن الأحاديث الضعيفة أيضًا في صيام شهر رجب: "مَن صام من رجب يومًا كان كصيام شهرٍ، ومن صام منه سبعةَ أيّام غُلِّقت عنه أبواب الجَحيم السبعةُ ومن صام منه ثمانيةَ أيام فُتِّحتْ أبوابُ الجنّةِ الثمانيةُ، ومن صام منه عشرة أيام بُدِّلت سيِّئاته حسناتٍ".

ومن الأحاديث الضعيفة في فضل تخصيص صلاة لشهر رجب: مَن صلى المغربَ في أوّل ليلة من رجب ثم صلّى بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد مرّةً ويسلِّم فيهن عَشْرَ تسليماتٍ حفِظه الله في نفسه وأهله وماله وولدِه، وأُجِيرَ من عَذاب القَبر، وجاز على الصِّراط كالبرق بغير حساب ولا عَذاب".

لماذا سمي شهر رجب الأصب؟

لشهر رجب العديد من الأسماء ومنها "الأصب" وقد فسر العلماء سبب تسمية هذا الشهر بالأصب بأنه يصب في الخير ويكون كثيرًا.

وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أي الشهور الصوم فيه أفضل بعد شهر رمضان فقال: "شهر الله الأصم"، وقيل "الأصب". وقد فسره العلماء بأن هذا الشهر هو رجب لأن الله يصب فيه الرحمة صبًا.

ومن أسماء شهر رجب الأخرى:

  • الأصم: لأن الله حرم فيه القتال.
  • مضر: لأن قبيلة مضر كانت لا تغير وقت هذا الشهر بل تأتيه في وقته بخلاف بقية العرب الذين كانوا يبدلون ويغيرون في الشهر حسب حالة الحرب عندمهم.

وقد ذكرهم الله في القرآن في قوله تعالى: "إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله".

وفي الختام، يعد شهر رجب من الأشهر الحرم التي نهى الله عباده من ظلم النفس أي الوقوع في المعاصي ومن الأشهر التي يجب الإكثار فيها من العبادات والطاعات للاستعداد لشهر رمضان.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي