دراسة: تناول "الفياجرا" مع أدوية النترات يهدد حياة مرضى القلب

الأمة برس
2024-01-16

تعبيرية (unsplash)

أفادت دراسة علمية منشورة في مجلة "الكلية الأميركية لأمراض القلب"، بأن وصف عقار "الفياجرا" مع أدوية النترات، التي تعالج بعض أمراض القلب، تجعل المرضى أكثر عرضة للوفاة وفقاً لموقع الشرق نيوز.

وأشارت الدراسة إلى أن تناول مثبطات إنزيم "الفوسفوديستراز 5"، وهو دواء لعلاج ضعف الانتصاب يُباع تحت أسماء "الفياجرا" و"ليفيترا" و"سياليس"، كعلاج طبي شائع لضعف الانتصاب لدى الرجال المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع أدوية النترات المستخدمة لتوسيع الشرايين التاجية، يُمكن أن يساهم في انخفاض ضغط الدم بشدة، وقد يُسبب الوفاة.

وتعمل علاجات ضعف الانتصاب عن طريق تثبيط إنزيم "فوسفوديستراز 5" الذي يُنظم تدفق الدم في الجهاز التناسلي. وعن طريق منع هذا الإنزيم، تعمل "الفياجرا" وغيرها من الأدوية على تعزيز تمدد الأوعية الدموية، مما يعزز تدفق الدم إلى أنسجة الانتصاب.

وتوصف أدوية النترات، مثل "النتروجليسرين"، عادة للأفراد الذين يُعانون أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة أولئك الذين يعانون الذبحة الصدرية (ألم في الصدر)، أو غيرها من المشاكل المتعلقة بالقلب.

طريقة عمل النترات

تعمل النترات عن طريق إطلاق "أكسيد النيتريك" الذي يوسع الأوعية الدموية، ويساعد توسيع الأوعية الدموية على زيادة تدفق الدم، وتقليل عبء العمل على القلب، مما يخفف أعراض الذبحة الصدرية.

ولأن مثبطات "فوسفوديستراز 5" والنترات لها تأثيرات توسع الأوعية الدموية عند تناولها معاً، يمكن أن تؤدي التأثيرات الموسعة للأوعية الدموية مجتمعة إلى انخفاض كبير في ضغط الدم.

ويمكن أن يكون هذا الانخفاض في ضغط الدم مقلقاً بشكل خاص للأفراد الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ قد يكون لديهم بالفعل ضعف في تدفق الدم أو مشكلات أساسية تتعلق بتنظيم ضغط الدم.

ويشهد الأطباء زيادة في طلبات أدوية ضعف الانتصاب من الرجال الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية حسب المؤلف الرئيسي للدراسة دانييل بيتر أندرسون، وهو أستاذ مشارك في معهد "كارولينسكا" السويدي.

وفي بيان للمعهد تلقّت "الشرق" نسخة منه، قال أندرسون: "في حين أن هناك ارتباطاً إيجابياً بين أدوية الضعف الجنسي لدى الرجال المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن المرضى الذين يتناولون النترات قد يواجهون خطراً متزايداً للنتائج الصحية السلبية".

وشملت الدراسة 61 ألفاً و487 رجلاً لديهم تاريخ من احتشاء عضلة القلب، أو تدخل جراحي له علاقة بأمراض القلب التاجية، وتلقوا وصفتين طبيتين للنترات أو أدوية ضعف الانتصاب في غضون 6 أشهر.

ومن بين هؤلاء الرجال، عولج 55 ألفاً و777 بالنترات، بينما عولج 5710 بكل من النترات وأدوية ضعف الانتصاب.

وكان متوسط وقت المتابعة للمجموعة بأكملها 5.7 سنوات لدى مستخدمي النترات فقط، و3.4 سنوات لدى مستخدمي النترات مع علاجات ضعف الانتصاب.

عقبات أمام الدراسة

وأجرى الباحثون دراسة على الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، بما في ذلك الوفيات القلبية الوعائية وغير القلبية الوعائية، واحتشاء عضلة القلب، وفشل القلب.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الاستخدام المشترك لعلاج ضعف الانتصاب والنترات يرتبط بارتفاع خطر جميع النتائج الصحية مقارنة بأولئك الذين يتناولون النترات وحدها.

وأضاف أندرسون: "هدفنا هو التأكيد على الحاجة إلى دراسة متأنية تتمحور حول المريض قبل وصف أدوية ضعف الانتصاب للرجال الذين يتلقون علاج النترات".

لكن الدراسة واجهت عدداً من العقبات، من ضمنها عدم القدرة على معرفة امتثال المريض وعاداته العلاجية، وعدم القدرة على استنتاج سبب الوفاة من البيانات، وبالتالي، قد لا تكون النتائج قابلة للتعميم بشكل كامل على عامة الناس، إذ أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثيرات مجموعة العلاجات بشكل كامل.

بدوره، أوضح جلين إن. ليفين، وهو باحث في كلية بايلور الأميركية للطب، ولم يشارك في تلك الدراسة، أن استخدام "علاجات ضعف الانتصاب آمن إلى حد معقول بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص تروية القلب والذبحة الصدرية الخفيفة، فقط مع قدرة معقولة على ممارسة التمارين الرياضية، وإذا كان المريض لا يخضع للعلاج المزمن بالنترات".

أما بالنسبة لأولئك الذين يتلقون علاجاً مزمناً بالنترات عن طريق الفم، فإن استخدام علاجات ضعف الانتصاب غير مستحسن في أحسن الأحوال.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي