أزمة الصحف الأميركية مستمرة.. "لوس أنجليس تايمز" تصرف خمس موظفيها  

أ ف ب-الامة برس
2024-01-24

 

 

   صحافيون في "لوس أنجليس تايمز" يتظاهرون ضد عمليات الصرف في طاقم التحرير في الصحيفة، في لوس أنجليس في 19 كانون الثاني/يناير 2024 (أ ف ب)أعلنت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الثلاثاء 223يناير2024،إقالة أكثر من خُمس طاقم التحرير فيها، وسط أزمة تشهدها وسائل الإعلام الأميركية، فيما تظاهر صحافيون من مجموعة "كوندي ناست" التي تضم "فانيتي فير" و"فوغ" و"جي كيو"، في نيويورك ضد خطة اجتماعية تهدد وظائفهم.

وسيجري الاستغناء عما لا يقل عن 115 صحافيا من صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، لمواجهة خسائر سنوية تتراوح بين 30 و40 مليون دولار، وفق ما أعلن مالكها الملياردير ورجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية باتريك سون شيونغ، على صفحات الصحيفة الكبرى التي أنشئت قبل 142 عاماً في كاليفورنيا.

وقال رجل الأعمال الذي اشترى الصحيفة مقابل 500 مليون دولار سنة 2018 "قرار اليوم مؤلم للجميع، لكن من الضروري أن نتحرك بسرعة ونتخذ خطوات لبناء صحيفة قابلة للحياة ومزدهرة للأجيال المقبلة"، مع زيادة الاشتراكات وعائدات الإعلانات.

وأعربت نقابة الصحافيين عن أسفها لهذه الخطوة قائلة "ما زلنا نؤمن بصحيفة +لوس أنجليس تايمز+ وبالدور المهم الذي تؤديه في ديموقراطية نابضة بالحياة. لكن الصحيفة لا تستطيع أن تضطلع بهذا الدور في حال الإجهاز على موظفيها"، في ظل تصاعد التوتر في البلاد هذا العام بموازاة الحملات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية التي تلوح في أفقها منافسة محتملة بين جو بايدن ودونالد ترامب.

- "قرار صعب" -

ويتعين على "لوس أنجليس تايمز" التي فازت بـ 51 جائزة بوليتزر منذ عام 1942، أن تتكيف مع اضطرابات العصر الرقمي، وتراجع عائدات الإعلانات وفقدان المشتركين، وهو تحول صعب لصحف تقليدية كثيرة.

وقد استغنت الصحيفة العريقة عن سبعين موظفاً في حزيران/يونيو 2023. وترك مدير التحرير كيفن ميريدا منصبه مطلع كانون الثاني/يناير الحالي، وسط خلافات مع المالك، بحسب تقارير إعلامية.

من صحيفة "واشنطن بوست" المملوكة للملياردير ومؤسس "أمازون" جيف بيزوس، إلى إذاعة "ان بي ار" العامة، مروراً بشبكة "فوكس ميديا" Vox Media (المالكة لـ"نيويورك ماغازين" و"ذي فيرج" و"فوكس")، شهد عام 2023 إعلانات كثيرة عن خفض وظائف في مكاتب التحرير الأميركية، في استمرار لمنحى متواصل منذ سنوات.

وكتبت رئيسة مجلة "تايم" جيسيكا سيبلي الثلاثاء إلى فرق عملها لتعلن "القرار الصعب بإلغاء مناصب في أقسام عدة"، من دون إعطاء أرقام، بحسب ما أفاد صحافي من موقع "سيمافور" نشر المعلومة على منصة إكس.

وبحسب تقرير صدر في أوائل كانون الأول/ديسمبر عن "تشالنجر، غراي أند كريسماس"، وهي شركة استشارات للموارد البشرية، فقد ألغيت بالفعل 2681 وظيفة في مكاتب التحرير في عام 2023، مقارنة بـ1808 في عام 2022 و1511 في عام 2021.

وفي إعلان صادم آخر يرتدي رمزية بالغة، سيصار إلى فصل غالبية أفراد طاقم التحرير في مجلة "سبورتس إيلسترايتد" Sports Illustrated العريقة من جانب ناشرها "ذي أرينا غروب" The Arena Group، على ما أعلنت نقابة الصحافة الأميركية الجمعة.

- "هجوم محدد الهدف" -

وتؤثر الصعوبات أيضاً على وسائل إعلامية رقمية، بينها "فايس ميديا" Vice Media التي تواجه الإفلاس منذ أيار/مايو، بينما أعلنت "بازفيد" BuzzFeed في نيسان/ابريل عن إغلاق موقعها الإخباري "بازفيد نيوز" BuzzFeed News، مع صرف 180 موظفاً.

وبموازاة هذه الإعلانات الصادرة عن إدارتي "لوس أنجليس تايمز" و"تايم"، توقّف 400 صحافي وموظّف نقابي في مجموعة "كوندي ناست"، التي تجمع مؤسسات إعلامية شهيرة بينها "فانيتي فير" و"فوغ" و"جي كيو"، عن العمل لمدة 24 ساعة الثلاثاء احتجاجاً على الظروف الواردة في خطة اجتماعية تلحظ إقالة موظفين في المجموعة.

وفي نيويورك، أمام مبنى "وان وورلد ترايد سنتر"، حيث مكاتب "كوندي ناست"، تظاهر أكثر من مئة موظف في المجموعة تحت المطر، ثم في البرد الرطب، متجاهلين طوعا تغطية الترشيحات لجوائز الأوسكار في هوليوود.

وأعلنت "كوندي ناست" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن عزمها صرف 5% من أفراد فرقها، أو حوالى 300 موظف. لكن نقابة العاملين في المجموعة، التي شُكلت عام 2022، تحتج بشكل خاص على خطة تستهدف 20% من أعضائها، وهي أشبه بـ"هجوم محدد الهدف"، وفق أحد مديريها، بن ديوي.

وبحسب موقع "فراييتي"، فإن الممثلة آن هاثاواي، المعروفة بدورها في فيلم "ذي ديفل ويرز برادا" (2006) الذي تدور أحداثه في مجلة "فوغ"، غادرت جلسة تصوير في "فانيتي فير" تضامنا مع الموظفين المضربين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي