قلق دولي على المدنيين في غزة وقرار منتظر في محكمة العدل الدولية  

أ ف ب-الامة برس
2024-01-26

 

 

مصاب ينتظر الحصول على العناية في مستشفى الشفاء في قطاع غزة في 25 كانون الثاني/يناير 2024 (أ ف ب)   القدس المحتلة- يتصاعد القلق الدولي الجمعة 26يناير2024، على مصير المدنيين العالقين في المعارك المتواصلة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة  فيما تتجه الأنظار إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي التي قد تصدر تدابير عاجلة تطالب بها جنوب إفريقيا التي تتهم الدولة البعرية بارتكاب "أعمال إبادة".

وقد تأمر محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، إسرائيل بوقف حملتها في القطاع الفلسطيني المحاصر، التي انطلقت إثر هجوم حركة حماس داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إلا أنها لا تملك أي وسيلة لتطبيق احكامها.

وفي جنوب قطاع غزة فر آلاف المدنيين في الأيام الأخيرة من مدينة خان يونس التي يقصفها الجيش الإسرائيلي بلا هوادة وباتت مركزا للقتال بين الطرفين.

في رفح على بعد بعض الكيلومترات جنوبا، يتكدس عشرات آلاف النازحين في منطقة ضيقة عند الحدود المغلقة مع مصر على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس.

وبات كثيرون يخشون الآن أن يواصل الجنود الإسرائيليون هجومهم وصولا إلى هذه المدينة.

- "مد بشري" -

وقال المفوض العام لوكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)  فيليب لازاريني إن "مدا بشريا يضطر إلى الفرار من خان يونس للانتقال إلى الحدود مع مصر" متحدثا عن "بحث متواصل عن الأمن" لسكان قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ بدء الحرب.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة إن 183 شخصا قتلوا في الساعات ال24 الأخيرة في قطاع غزة فيما تتواصل المعارك الكثيفة في محيط مستشفى ناصر في خان يونس وهو من الأكبر في القطاع.

وكانت حماس اتهمت الخميس الجيش الإسرائيلي بقتل 20 مدنيا كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات عند أحد مخارج مدينة غزة في شمال القطاع.

والأربعاء أدى قصف من دبابة أصاب مركزا تابعا للأونروا يؤوي نازحين إلى مقتل 13 شخصا في خان يونس، بحسب الوكالة الأممية.

وبعد الولايات المتحدة، نددت فرنسا بهذا القصف داعية إسرائيل إلى   "احترام القانون الدولي" من دون أن تتهمها مباشرة بالوقوف وراء هذه الضربة فيما أعربت برلين عن "قلقها البالغ" حيال "الوضع اليائس" للمدنيين في خان يونس.

وقال أحمد قطرة الذي أصيب في الضربة لوكالة فرانس برس "ثمة ناس كثر قتلوا. حاولنا أن نخرج لكن رأيت الدبابة تقصف ولا مجال للخروج، قصفونا في مكان يقولون عنه انه آمن وللأمم المتحدة".

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه "يحاصر" خان يونس مسقط رأس قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل مهندس هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا داخل الدولة العبرية ، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.

وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول/أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 26083 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وفي القطاع المحاصر والذي يواجه كارثة إنسانية، نزح نحو 1,7 مليون شخص من أصل 2,4 مليونا إجمالي عدد سكانه بحسب الأمم المتحدة.

- اتهامات بارتكاب إبادة -

إزاء هذه الحصيلة الهائلة والدمار اليومي، رفعت جنوب إفريقيا شكوى عاجلة الشهر الماضي إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المبرمة العام 1948 إثر محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

ويتوقع أن تتخذ أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة بعد ظهر الجمعة تدابير عاجلة بغية حماية المدنيين في غزة من دون أن تبت في جوهر القضية. وفيما قرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانونا، إلا أنها لا تملك أي وسيلة لتنفيذها.

وتعهدت حركة حماس الخميس احترام وقف إطلاق النار في حال أمرت به المحكمة ومقرها في لاهاي، في حال أقدمت إسرائيل على الخطوة نفسها.

وتنتقد إسرائيل بشدة هذه الشكوى لكنها منخرطة في مباحثات للتوصل إلى اتفاق هدنة يشمل الافراج عن رهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" الجمعة أنها ستعلق رحلاتها إلى جنوب إفريقيا "اعتبارا من نهاية آذار/مارس 2024"، مبررة قرارها بتراجع الطلب في ظل الحرب.

- قطر "شريك لا غنى عنه" -

وذكرت صحيفة واشنطن بوست وموقع "اكسيوس" الاخباري أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام برنز سيتوجه في الأيام المقبلة إلى أوروبا للقاء نظيريه الإسرائيلي والمصري ورئيس الوزراء القطري أملا بالتفاوض على هدنة.

لكن نتانياهو اعتبر دور الوساطة الذي تقوم به قطر "إشكاليا"، وفق تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية.

وتستضيف قطر القيادة السياسية لحركة حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها منظمة "إرهابية". واستنكرت قطر بشدة مساء الأربعاء التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وردا على سؤال في واشنطن رفض الناطق باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل التعليق على كلام نتانياهو لكنه وصف قطر بأنها شريك "لا غنى عنه".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي