المجلس العسكري الحاكم في بورما يتلقى ضربات قوية بعد ثلاث سنوات من الانقلاب

ا ف ب – الأمة برس
2024-01-31

عناصر من جيش التحرير الوطني تانغ يحرسون في منطقة معابد تلة تمت السيطرة عليها من ايدي الجيش البورمي في نامشان في ولاية شان بشمال بورما في 13 كانون الاول/ديسمبر 2023. (ا ف ب)

بانكوك - يسقط وابل من الصواريخ على مواقع عسكرية في شمال بورما فجر أحد أيام تشرين الأول/اكتوبر 2023، منذرا بشن هجوم جديد للمتمردين الذين يواصلون محاربة المجلس العسكري بعد ثلاثة أعوام على الانقلاب.

في 27  تشرين الأول/اكتوبر ذاك يتكرر المشهد على امتداد مئة كلم في ولاية شان معلنا هجوما غير مسبوق على المجلس العسكري أطلق عليه اسم "العملية 1027"، شنه تحالف من المجموعات الاتنية المسلحة.

منذ انقلاب 1 شباط/فبراير 2021، يواجه الجيش النظامي صعوبة في القتال ضد عشرات الميليشيات المسلحة المكونة من ناشطين شباب مؤيدين للديموقراطية اختبأوا في مناطق مختلفة من البلاد.

 لكن تحالف الاخوان الذي يضم ثلاث جماعات إتنية مسلحة قوية، بقي إلى حد كبير بمنأى عن الهجوم.

تبدّل الوضع في نهاية تشرين الأول/اكتوبر حين قرر جيش أراكان والتحالف الديموقراطي الوطني البورمي وجيش التحرير الوطني تانغ، اغتنام  ضعف القوات النظامية لإعادة إطلاق حرب تعود الى عقود من الزمن من أجل السيطرة على مناطق بأكملها تحتوي على موارد كبيرة.

وسرعان ما حقق مقاتلوهم المجهزون بقنابل بدائية تطلق بواسطة مسيّرات مدنية معدّلة، النصر تلو الآخر واستولوا على العديد من القواعد العسكرية ومحاور طرق استراتيجية خصوصا للتجارة مع الصين المجاورة.

- معنويات ضعيفة-

تسبب نجاح "العملية 1027" بانقسامات في صفوف المجلس العسكري المتماسك عادة، وتسبب في انشقاقات جماعية لجنود فروا بالآلاف إلى الهند والصين، وأثار انتقادات علنية غير مسبوقة من قبل بعض المؤيدين البارزين للنظام.

وقالت هتوي هتوي ثين من جامعة كيرتن في استراليا لوكالة فرانس برس إن "المجلس العسكري لم يكن يوما على هذا القدر من الضعف" مضيفة "يبدو من الممكن الآن أن يتكبّد الجيش سلسلة هزائم كبرى".

أدى اتفاق لوقف إطلاق النار فاوضت عليه بكين، حليفة المجلس العسكري، في مطلع كانون الثاني/يناير الى وقف المعارك في ولاية شان.

وأتاح ذلك للتحالف الديموقراطي الوطني البورمي وجيش التحرير الوطني تانغ تعزيز سيطرتهما في الولاية، بدءا بمدينة لاوكاي الحدودية (25 ألف نسمة) عاصمة القمار والدعارة وتهريب المخدرات والقريبة جدا من الصين. يواجه الجنرالات الستة المسؤولون عن خسارة المدينة الآن عقوبة الإعدام.

لكن المواجهات مستمرة في أماكن أخرى لا سيما في ولاية راخين في الغرب، حيث أعلن جيش أراكان في 25 كانون الثاني/يناير أنه سيطر على ميناء بوكتاو وأكد السيطرة على عدة مواقع قرب الحدود الهندية.

بحسب مصادر عسكرية رفضت الكشف عن اسمها، فان معنويات الجيش ضعيفة جدا حتى لدى الضباط.

في مطلع الشهر، ألقى راهب كلمة أمام حشد من الناس في بلدة بيين أو لوين التي تضم أكاديمية عسكرية للنخبة، دعا فيها رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ الى الاستقالة، في رسالة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

- "عنف شديد"-

لكن المحللين يقولون إنه من السابق لأوانه توقع سقوط المجلس العسكري أو تغيير قادته.

وخارطة الطريق التي وضعها "تحالف الاخوان" غير واضحة، لا سيما لمعرفة إن كان ينوي تجاوز طموحاته الإقليمية للمشاركة في النضال من أجل الديموقراطية.

يبقى جيش التحرير الوطني تانغ صامتا بشأن الأهداف العسكرية المحتملة خارج الأراضي التي يطالب بها في ولاية شان. وقال مصدر مقرب من التحالف الديموقراطي الوطني البورمي إن المجموعة تعمل على تنصيب إدارة جديدة في لاوكاي، بدون إعطاء تفاصيل.

لكن الخسائر الكبرى في ميدان المعركة يمكن أن تدفع بالجنرالات الى لعب كل أوراقهم.

وقال ديفيد ماثييسون الخبير المستقل في شؤون بورما لوكالة فرانس برس إن "الارهاب والعنف الشديد والاغتصاب والتعذيب والنهب وحرق القرى تشكل منذ فترة طويلة عقائد في العمليات العسكرية".

وأضاف "يعتقد +مجلس إدارة الدولة+ (كما يطلق المجلس العسكري على نفسه) أن الاستمرار في الفظائع والقوة النارية الثقيلة سيضمن بقاء النظام".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي