الغارديان: بايدن يحمل عصا قصيرة.. ومن غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب لتأييده حرب إسرائيل على غزة

2024-02-21

أكدت الصحيفة على أنه “من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كنصير للقيم العالمية، ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة” (أ ف ب)تحت عنوان “وجهة نظر الغارديان بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة: يجب على السياسيين أن يكونوا واضحين بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار”، قالت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها لعدد اليوم الأربعاء “إنه في الوقت الذي بدأ فيه قادة الغرب يفيقون على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة، فقد قُتل نحو 30 ألف فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية، ويُعتقد أن أكثر من ثلثي الضحايا في القطاع الساحلي من النساء والأطفال، كما يُعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض”.

وأكدت الصحيفة على أنه “من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كنصير للقيم العالمية، ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة”.

واعتبرت أن “السياسة الدولية ليست مسرحية أخلاقية. وربما لم تكن العديد من الدول العربية تعارض فكرة أن تتمكن إسرائيل من توجيه رصاصة الرحمة إلى حماس. لكن حالة القتال في غزة تشير إلى أن هذا الاحتمال بعيد، ولن يكون من الممكن إنهاء المهمة إلا بتكلفة باهظة لا يمكن تسويغها بالنسبة لحياة الفلسطينيين، وحياة الأسرى الإسرائيليين”.

وأكدت “أن المطلوب الآن هو إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإحلال السلام الإسرائيلي- الفلسطيني الدائم على أساس حل الدولتين. ولكن لا يبدو أن أياً من هذا ممكن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي سحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وفده من محادثات في القاهرة حول اتفاق محتمل لهدنة وإطلاق سراح السجناء، مما أثار غضب عائلات المحتجزين في الداخل، وأزعج حلفاء إسرائيل في الخارج. وكان نتنياهو قد استسلم لتهديدات المتطرفين في حكومته بالإطاحة به إذا توصل إلى اتفاق “متهور” مع حماس. وهذه هي نتيجة ذيل القومية المتطرفة الذي يهز كلب اليمين”.

وأشارت الصحيفة إلى “أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين كانا يُنظر إليهما ذات يوم باعتبارهما سياسيين هامشيين، وهما متعصبان دينيان يعيشان في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية المحتلة، يعبران عن آرائهما دون أن يتعرضا للعقاب. سواء تعلق الأمر بخططهما لإعادة توطين غزة، أو توبيخهما للولايات المتحدة بسبب فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين، أو ادعائهما بأن دونالد ترامب سيكون أفضل لإسرائيل من جو بايدن، فإن الرجلين لا يخشيان أي تداعيات، مع العلم أنهما لا يزالان يتمتعان بشعبية لدى قاعدتهما الانتخابية بينما نتنياهو لا يفعل ذلك”.

وأكدت الغارديان على أنه “ذات يوم، كانت الدبلوماسية الرئاسية الأمريكية تقوم على التحدث بهدوء وحمل عصا غليظة”. وعلى النقيض من ذلك الآن، ففي غزة، يتحدث بايدن بصوت عالٍ ويحمل عصا صغيرة. وتريد الولايات المتحدة وقفا مؤقتا لإطلاق النار يرتبط بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين وزيادة تدفق المساعدات. وإذا كان استخدام كلمة “مؤقت” هو محاولة لتهدئة سموتريتش وبن غفير، فمن المرجح أن تفشل واشنطن. ورفضت الحكومة الإسرائيلية نهاية هذا الأسبوع الإملاءات الدولية”.

ولفتت الصحيفة إلى أن السياسة الداخلية لا تقل أهمية عن الساحة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن، وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، حيث يواجه بايدن انتخابات تمهيدية رئاسية في ولاية ميشيغان، التي تضم جالية عربية أمريكية كبيرة، الأسبوع المقبل. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيواجه ستارمر انتخابات فرعية في روتشديل، حيث ثلث الناخبين من المسلمين.

وذكرت الصحيفة البريطانية أنه في الأمم المتحدة، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد قرار لوقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل وحماس، والذي (طرحته الجزائر) ودعمته الدول العربية، مما يوفر بديلاً “جنبا إلى جنب” لنزع سلاح المعارضة داخل حزب العمال البريطاني، حيث يستخدم السير كير ستارمر هذا التكتيك أيضا قبل التصويت البرلماني اليوم الأربعاء (في البرلمان) مع وقف إطلاق النار الذي توقف بموجبه إسرائيل القتال إذا توقفت حماس عن العنف.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه “من المؤسف أن الساسة والمسؤولين في الغرب رفعوا القيود وأيدوا تصرفات إسرائيل غير المتناسبة باعتبارها دفاعاً عن النفس، ونتيجة حتمية للمذبحة المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر… لإسرائيل كل الحق في السعي للانتقام من أولئك الذين قتلوا مواطنيها، ولكن ليس لها الحق في ذبح المدنيين الأبرياء على نطاق لا يمكن تصوره”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي