السينما الإفريقية بإمكاناتها المتواضعة حاضرة بقوة في مهرجان برلين

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-23

الممثلة المكسيكية من أصل كيني لوبيتا نيونغو خلال مؤتمر صحافي للجنة التحكيم في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي في 15 شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)

خصصت الدورة الرابعة والسبعون لمهرجان برلين السينمائي حيّزاً كبيراً للفن السابع الإفريقي الذي يسعى إلى إثبات نفسه رغم العقبات، بإسناده رئاسة لجنة التحكيم إلى مكسيكية من أصل كيني، وإدراجه ضمن مسابقته فيلماً لمخرج موريتاني وآخر لفرنسي سنغالي.

فللمرة الأولى في تاريخ مهرجان برلين، تتولى رئاسة لجنة تحكيمه التي تختار من سيفوزون بجوائزه السبت شخصية سوداء هي لوبيتا نيونغو، المولودة في المكسيك لأبوين كينيين.

وأعلنت نيونغو البالغة 40 عاماً والتي فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عام 2014 عن فيلم "12 ييرز إيه سلايف" 12 Years a Slave في افتتاح المهرجان أنها "متعطشة" لمزيد من الأفلام الإفريقية.

ورأى المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي ينافس فيلمه "بلاك تي" ("Black Tea") على "الدب الذهبي"، أن حضور الأفلام الإفريقية في مهرجان برلين "أقوى من المعتاد"، وهو اتجاه "رائع" بحسب سيساكو الذي يتناول فيلمه قصة حب بين شابة من ساحل العاج ورئيس شركة صينية لتصدير الشاي. 

إلاّ أن المخرجين الأفارقة يواجهون صعوبات أكبر بكثير من تلك التي تعترض زملاءهم الأميركيين أو الأوروبيين أو الآسيويين.

واضاف سيساكو الذي لم ينجز أي عمل منذ فيلمه "تمبكتو" الفائز بجائزة سيزار لأفضل إخراج عام 2015، لوكالة فرانس برس "لا توجد صناعة سينمائية، وبالتالي لدينا عدد أقل من الفنيين".

ثلاث صالات سينما في بنين

وثمة عائق آخر يتمثل في ضعف شبكة التوزيع. وقالت الفرنسية السنغالية ماتي ديوب التي ينافس فيلمها الوثائقي "داهومي" على جائزة مهرجان برلين إن "معظم الدول الإفريقية لم تعد لديها دور سينما، إذ بيعت لإقامة مراكز تسوق".

ولاحظ الطالب في جامعة أبومي كالافي جيلداس أدانو الذي يظهر في "داهومي" أن دولة بنين مثلاً "لا تضمّ سوى ثلاث دور سينما، كلها مملوكة لمجموعة +بولوريه+ الفرنسية"، 

واشارت ماتي ديوب التي فازت عام 2019 بالجائزة الكبرى لمهرجان كان، وهي الأهم بعد السعفة الذهبية، عن فيلم "أتلانتيك"، إلى أن تذاكر هذه الصالات "باهظة الثمن" وليست تالياً في متناول كل فئات الجمهور بل "نخبة صغيرة" فحسب.

لكنّ المخرجة المصممة على الوصول إلى "أكبر جمهور ممكن" في أفريقيا، ترغب في أن تعرض "في الجامعات والمدارس" فيلم "داهومي" الذي يتناول إعادة فرنسا 26 تمثالا اثرياً إلى بنين.

أما السنغالي مامادو ديا، مخرج فيلم "ديمبا"، فقال لوكالة فرانس برس إنه سيجول "في كل مناطق السنغال بشاشة قابلة للنفخ يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار لعرض" أفلامه، على أن تلي العروض "مناقشات في القرى".

ويُعرض في مهرجان ولكن من خارج المسابقة فيلمه الطويل الذي يتناول موظفاً حكومياً شارفَ التقاعد.

"إلتزام سياسي"

ولاحظ سيساكو أن "كثراً من المخرجين السينمائيين باتوا يركزون على المسلسلات التي يسهل إنتاجها اقتصادياً ويستطيع الناس مشاهدتها على شاشات التلفزيون" في بيوتهم.

ورأت ماتي ديوب أن السينما الإفريقية تتميز بالتزام سياسي قوي، وقالت في هذا الصدد "نحن نولي حرصاً أكبر على التعبير عن تعقيدات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي".

واضافت المخرجة التي ولدت ونشأت في باريس وتصف نفسها بأنها "متحدرة من أصل إفريقي"، أن "ثمة عدالة يجب تحقيقها". 

وقال سيساكو "نحن نلتزم بالتأكيد أكثر بالقيام بأمور ذات معنى"، لا مجرّد "قصص حب صغيرة".

وتتسِم الأفلام الإفريقية أيضاً بمزيج أكبر من اللغات مقارنة بالأفلام الأخرى. ففي فيلم "داهومي" مثلاً، تتناوب الفرنسية والفونية، اللغة الرئيسية في بنين. وحرصت ماتي ديوب على عدم الاكتفاء باستخدام "لغة المستعمر".

وفي "بلاك تي"، يؤدي الممثلون عروضهم بلغات الماندرين والفرنسية والإنكليزية والبرتغالية. وأوضح سيساكو أنه "تحيّز لإظهار حقيقة العالم، فعندما يذهب الأفارقة إلى الصين، يتعلمون اللغة الصينية، وعندما يمارس الصينيون الأعمال تجارية في إفريقيا، يتعلمون الولوف أو السواحلية".

وكان شريط "يو-كارمن إي-خايليتشا" U-Carmen e-Khayelitsha من جنوب إفريقيا، وهو عمل للمخرج مارك دورنفورد-ماي بلغة الخوسا، الفيلم الإفريقي الوحيد الذي حصل على الدب الذهبي، إذ نالها عام 2005.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي