بعثة الأمم المتحدة تبدأ انسحابها التدريجي من الكونغو الديموقراطية

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-28

جندي في قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية في صورة مؤرخة السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

كمانيولا - تبدأ بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) الأربعاء 28-2-2024 انسحابها من البلاد بناء لطلب كينشاسا التي تعتبرها غير فعالة، مع تسليمها رسميا أولى قواعدها في جنوب كيفو (شرق) الى السلطات المحلية.

وبعد مهمة بدأت قبل 25 عاما، أعلن مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر قراره سحب القوة الاممية على الرغم من مخاوفه بشأن تصاعد العنف في شرق الكونغو.

ولا تزال بعثة الأمم المتحدة التي تضم حاليا 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام، منتشرة في المقاطعات الثلاث الأكثر اضطرابا في المنطقة، أي جنوب وشمال كيفو وإيتوري. وتقول الأمم المتحدة وكينشاسا إنهما تريدان أن يكون الانسحاب "منظما ومسؤولا ومستداما"، وبالتالي تم اعتماد "خطة فك ارتباط" من ثلاث مراحل.

تنص المرحلة الأولى على انسحاب الجنود وعناصر الشرطة في البعثة الأممية من جنوب كيفو بحلول 30 نيسان/أبريل على أن ينسحب عناصرها المدنيون في 30 حزيران/يونيو. ومن المفترض أن تغادر قوة الأمم المتحدة قواعدها الـ14 في الإقليم قبل أيار/مايو وتسلمها إلى قوات الأمن الكونغولية.

وستكون قاعدة كامانيولا القريبة من الحدود البوروندية والرواندية الأولى التي سيتم تسليمها إلى الشرطة الوطنية.

قبل ساعات من المراسم الرسمية لبدء الانسحاب، انقسمت الآراء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة.

وقال أومبيني نتابوبا رئيس مجلس الشباب المحلي "لا اشعر بأني معني بالأمر"، مضيفا "كل مساء كنا نشاهدهم يتجولون في مدرعات باتجاه سهل روزيزي"، وهو الشريط الحدودي الذي يتعرض لتهديد الجماعات المسلحة.

وتابع "لكن انعدام الأمن لا يزال قائما وكذلك عمليات السطو المسلح والخطف".

"فراغ أمني"

من جهته، رحّب ميبوندا شينغير الناشط في مجال حقوق الإنسان "بقرار الحكومة الكونغولية"، لكنه أعرب عن خشيته من "التأثير السلبي على المستوى الاقتصادي" لأن سكان كامانيولا كانوا "يعملون في قاعدة مونوسكو".

ويخشى آخرون كالمدرّس جوي ويندو من "الفراغ الأمني" الذي سيخلّفه خروج العناصر الباكستانيين من قاعدة كامانيولا. وأوضح "بوجودهم كنا في مأمن من الغزاة الروانديين".

ويأتي انسحاب بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية من المقاطعات الشرقية التي تشهد أعمال عنف مسلحة مزمنة منذ 30 عاما، بينما يواجه شمال كيفو أزمة حادة منذ معاودة حركة "أم 23" المدعومة من رواندا، تمرّدها على السلطة المركزية اعتبارا من نهاية 2021.

واستولت الحركة على مساحات واسعة من الأراضي. واشتد القتال مطلع شباط/فبراير في منطقة غير بعيدة عن العاصمة الإقليمية غوما.

وحرصت بعثة الأمم المتحدة التي لا تحظى بشعبية في أوساط السكان، على التذكير بأنها "تدعم القوات المسلحة الكونغولية وتدافع عن مواقع وتسهّل المرور الآمن للمدنيين".

ورأت بياتريس توباتونزي رئيسة جمعية تعنى بالتنمية في كامانيولا، إن "مغادرة قوات حفظ السلام الأممية يقلقنا في وقت تخوض البلاد حربا مع المتمردين المدعومين من جيراننا الروانديين".

لكنها أعربت عن أملها في تمكن الجيش الكونغولي "بسدّ هذا الفراغ بسرعة".

وتشدد الأمم المتحدة على أن رحيل قوات حفظ السلام يجب أن يتم بالتوازي مع "زيادة قدرات" قوات الأمن الكونغولية التي سيتعين عليها تولي المسؤولية الأمنية لحماية المدنيين.

بعد جنوب كيفو، ستتعلق المرحلتان الثانية والثالثة من "فك الارتباط" بإيتوري وشمال كيفو لكن لن يتم تفعيلهما إلا بعد تقييمات منتظمة لتنفيذ المراحل السابقة.

وكان وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتوندولا أعرب في كانون الثاني/يناير عن أمله في أن ينجز انسحاب البعثة الأممية بحلول نهاية العام الحالي. لكن مجلس الأمن لم يحدد موعدا نهائيا لذلك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي