صلاة التهجد؟ كيفية صلاتها وما الفرق بينها وبين قيام الليل؟

الأمة برس
2024-03-25

تعبيرية (بيكسلز)

صلاة التهجد هي من السنن الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من أفضل العبادات التي يجب على المسلم أن يحرص عليها طوال حياته، خاصة في شهر رمضان المبارك، فما هي هذه الصلاة؟ وما الفرق بينها وبين التراويح وقيام الليل؟ وكيفيتها وعدد ركعاتها؟، كل ذلك تجد إجابته في هذا المقال وفقاً لموقع القيادي.

ما هي صلاة التهجد وكيف تصلى؟

صلاة التهجد من السنن النبوية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من أفضل الصلوات التي وصف الله تعالى في القرآن من يصليها بأنه من المتقين في قوله تعالى في سورة الذاريات: "كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ  وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".

وكلمة التهجد تأتي من الهجود وتعني ترك النوم، هجد الرجل أي صلى بالليل، أما المتهجد فهو الشخص القائم من نومه من أجل الصلاة.

وصلاة التهجد من صفات المؤمنين المتقين، لقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا"، وقوله تعالى في سورة السجدة "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

ولهذه الصلاة شأن عظيم، فقد قال الله تعالى لنبيه في سورة المزمل: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا".

وعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".

وفي سورة الإسراء قال الله تعالى لنبيه الكريم: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، وغيرها من الآيات القرآنية الكثيرة التي تدل على عظم وفضل هذه الصلاة والتي يجب على المؤمن أن يحرص على القيام بها وأن تصبح عادة لديه، ليس فقط في شهر رمضان المبارك، ولكن أيضًا في حياته كلها.

كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها

تُصلى صلاة التهجد ركعتين ركعتين وينهي صلاته بالوتر، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".

وهذا يعني أنه يمكن للمسلم أن يصلي ما شاء من الركعات ولكن على شكل ركعتين، أما إذا خاف أن ينام للفجر ولا يتمكن من قيام صلاة التهجد فيمن له أن يصلي الوتر في أول الليل.

كم عدد الركعات في صلاة التهجد؟

أما عدد ركعات صلاة التهجد فيمكنه أن يصلي بما يشاء، والأفضل أن يكون 11 أو 13 ركعة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وأقل صلاة التهجد هو صلاة الوتر بعد العشاء، ويمكن للمسلم أن يصلي 3 ركعات أو 5 ركعات، أو 7.

ولكن الأفضل له أن يصلي 11 أو 13 ركعة على أن يسلّم بعد كل ركعتين ويوتر بصلاة واحدة منفردة. يمكن للمسلم أن يصلي بأكثر من ذلك، ولكن عليه أن ينهي صلاته بركعة وتر واحدة منفردة.

متى تبدأ صلاة التهجد الساعة كم؟

موعد صلاة التهجد، فهي من قيام الليل، ويبدأ موعدها من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، فإذا صلى المسلم صلاة العشاء وانتهى منها فقد دخل وقت التهجد بالنسبة له إلى طلوع الفجر.

وأفضل التهجد هو تهجد آخر الليل إذا تيسر للمسلم ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل".

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"، لذا فهذا الوقت هو فرصة عظيمة للمؤمن بأن يصلي ويعبد الله ويدعوه.

هل يجوز صلاة التهجد دون نوم؟

نعم، يجوز للإنسان أن يصلي ما يشاء في الليل من النوافل دون نوم، ولكن حينها لن يكون تهجدًا، وإنما ستكون قيام ليل فقط؛ لأن التهجد هي الصلاة التي يصليها الإنسان بعد الاستيقاظ من النوم، أي من شروطها أن يستيقظ الإنسان من نومه لتأدية صلاة الليل.

وقيام الليل بعد النوم، أي التهجد، من أفضل أنواع الصلوات، وقد جاء في تفسير ابن رجب الحنبلي أنه من أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقًا، وهي أفضل من صلاة الليل دون نوم بالتأكيد.

هل يجوز أداء صلاة التهجد في المنزل؟

نعم، صلاة التهجد هو صلاة الليل بعد قيام من نوم، ويجوز للمسلم أن يصلي في بيته وفي أي وقت، سواء في رمضان أو في غير رمضان.

فضل صلاة التهجد

أمر الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم بصلاة الليل والتهجد في الكثير من الآيات القرآنية، فقال في سورة الإسراء: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، ورغم أن هذا الأمر كان موجهًا إلى الرسول ولكن عامة المسلمين يدخلون فيه لأنهم مطالبون بالاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام.

وقد وردت الكثير من الأحاديث عن فضل صلاة التهجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة لسيئاتكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء من الجسد".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ".

كيف تكون صلاة التهجد في رمضان؟

لا تختلف صلاة التهجد في رمضان عن أي شهر آخر، حيث تكون ركعتان ركعتان وعلى المسلم أن ينتهي بركعة نافلة، ويمكن أن يصلي ما شاء من الركعات والأفضل أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت عن سألت عن صلاة الليل في رمضان: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".

ما هو الفرق بين صلاة التراويح وصلاة التهجد؟

هناك أوجه اختلاف وتشابه بين صلاتي التراويح والتهجد، ومن أوجه التشابه بينهما أن كلامهما من صيام الليل ولا يوجد فرق بينها من ناحية السنية، لأن كلاهما من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما وجه الاختلاف، ومنها التالي:

  • صلاة التراويح تقام في رمضان خاصة وتقام في أول الليل، أي أنها عبادة يختص بها شهر رمضان، أما التهجد فهي سنة مطلقة يمكن القيام بها في أي يوم طوال العام.
  • صلاة التراويح يستحب فيها الجماعة، عكس التهجد لا يستحب فيها الجماعة.
  • يتسحب للتراويح أن يكون لها عدد محدد من الركعات فتصلى عشرين ركعة ونافلة لقول ابن عباس: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ".

ما هو الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل؟

كلاهما من قيام الليل، والفرق بينهما كالتالي:

  • قيام الليل هو صلاة الليل منذ بعد صلاة العشاء حتى الفجر دون نوم.
  • التهجد هي الصلاة التي تكون بعد قيام المسلم من نومه.

ماذا نقول في بداية صلاة التهجد؟

يستحب قول دعاء الاستفتاح في أول ركعة من صلاة التهجد بعد تكبيرة الإحرام، وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت في صلاة الفريضة أو النافلة.

وهناك الكثير من الأدعية التي وردت عن الرسول صلاة الله عليه وسلم من ضمن أدعية الاستفتاح، وإليك أهمها:

اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخص صلاة التهجد أو قيام الليل بهذا الدعاء بعد التكبير:

وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئ الأخلاق لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك.

ودعاء الاستفتاح يُقال بعد التكبير وقبل قراءة سورة الفاتحة، ولا يجب على المسلم أن يقوله في الركعة الثانية من النافلة.

ما هي السور التي تقرأ في صلاة التهجد؟

يمكن للمسلم أن يقرأ ما يشاء من سور القرآن الكريم في صلاة التهجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الأعلى وسورة الكافرون وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث التي يوتر بها.

متى يكون الدعاء في صلاة التهجد؟

يشرع الدعاء في كل ركن من أركان الصلاة، ولكن الأفضل الدعاء في السجود لأن الله يستجاب الدعاء في السجود لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".

وقال رسولنا الكريم أيضًا عن ابن  عباس رضي الله عنه:" إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً، أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم".

يمكن للمسلم أيضًا الدعاء بعد التشهد وقبل السلام، فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم قال: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء" أي يدعي الله بما شاء بعد التشهد.

أما عند الرفع من الركوع فلم يرد عن  النبي صلى الله عليه وسلم أن دعا فيها، والوارد فيه أن يقول سمع الله لمن حمده ثم يقول ربنا ولك الحمد.

هل يجوز الدعاء في كل سجدة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله في كل سجدة لأن الدعاء في السجود مشروع وينبغي على المسلم الإكثار منه، فيدعي الله بكل حاجاته الدينية والدنيوية.

ومن الأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في السجود التالي:

  • اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره.
  • اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
  • سبحان اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
  • اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي  خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين.

ما يقال بعد صلاة التهجد؟

إذا سلم الإنسان من الوتر وانتهى من صلاة التهجد يسن له أن يقول: "سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس ويمدها في الثالثة قليلًا، رب الملائكة والروح".

صلاة التهجد للنساء

لا تختلف صلاة التهجد للنساء عن صلاة الرجال، فتصلي ما تشاء من الركعات ركعتين ركعتين وتنهي صلاتها بصلاة الوتر والأفضل أن تصلي ثلاث عشرة ركعة أو إحدى عشرة ركعة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ويجوز للمرأة صلاة التهجد في البيت أو المسجد، والبيت أفضل لها، لأنه كلما كان مكان صلاتها أكثر سترًا وبعدًا عن مخالطة الرجال فهو أفضل لها.

أما إذا أرادت المرأة أن تصلي التهجد في المسجد فعليها أن تلتزم بالحجاب الشرعي وأن تبتعد عن التطيب، وأن تتأكد من أن الطريق إلى المسجد من منزلها مأمونًا لا خطر عليها فيه فضلًا عن أخذ إذن والديها أو زوجها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي