ألبوم بيونسيه الجديد يعيد موسيقيات الكانتري السوداوات إلى دائرة الضوء

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-28

أحد شوارع وسط ناشفيل في ولاية تينيسي الأميركية في 13 آذار/مارس 2024 (ا ف ب)

يعيد الإصدار المرتقب الجمعة لألبوم بيونسيه الذي يضمّ أغاني من نوع الكانتري، تسليط الضوء على التاريخ الطويل للمغنين السود المتخصصين في هذا النوع الموسيقي الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة.

جولي وليامز، وهي فنانة ثنائية العرق تبلغ 26 عاماً، واحدة من الفنات السوداوات اللواتي يقتحمن المشهد الفني في ناشفيل، عاصمة موسيقى الكانتري، حيث يضع ذكور وبيض بغالبيتهم قواعد اللعبة في القطاع.

ووصفت وليامز في حديث لوكالة فرانس برس وراء كواليس حفلة لها في ناشفيل، خطوة بيونسيه بأنها "لحظة تاريخية في تقريب موسيقى الكانتري التي يصنعها فنانون سود من الجمهور العريض".

وليامز من بين حوالى 200 فنان يقدّم عروضاً في إطار "بلاك أوبري" Black Opry، وهي مجموعة انطلقت قبل ثلاث سنوات لتسليط الضوء على أصوات الفنانين السود من مختلف الأنواع الموسيقية بينها موسيقى الكانري والأميركانا والفولك.

وقالت هولي جي، وهي مؤسسة "بلاك أوبري"، لوكالة فرانس برس "لطالما كنتُ من أشد المعجبين بموسيقى الكانتري طوال حياتي، ولطالما شعرتُ بالعزلة في هذه التجربة. لا سيما كامرأة سوداء وحرة الجنس ("كوير")، لا نرى تمثيلاً كبيراً لنا على صعيد الفنانين والمعجبين والمواد التسويقية".

وأضافت "بمجرد أن بدأت بلاك أوبري، أدركتُ أننا جميعاً موجودون لكننا لم نُمنح المنصة والفرص نفسها كبعض نظرائنا البيض".

"محاولة فتح الأبواب"

يحيل اسم المؤسسة بصورة مباشرة إلى "غراند أولي أوبري" Grand Ole Opry، وهي قاعة لحفلات موسيقى الكانتري يعود تاريخها إلى ما يقرب من قرن وشكّل فنانو الأداء السود عنصراً رئيسياً من تاريخها المعقد، لكنها سلطت الضوء أيضاً على شخصيات مرتبطة بإيديولوجيات العنصرية.

ويشير تشارلز هيوز، مؤلف كتاب يُترجم عنوانه بـ"روح الكانتري: صناعة الموسيقى وصناعة العرق في الجنوب الأميركي"، إلى أن الحديث عن تهميش فناني الكانتري السود اكتسب زخماً جديداً في أعقاب إعلان بيونسيه عن ألبومها الجديد.

ويقول لوكالة فرانس برس "عندما نبدأ في رؤية الأمور تتغير خلف الكواليس، نأمل أن يكون لـ+لحظة بيونسيه+ ارتدادات على هذه المجتمعات والموسيقيين وكتّاب الأغاني والمعجبين وغيرهم ممن حاولوا فتح الأبواب".

موسيقى الكانتري أسلوب موسيقي أميركي بجوهره مع تأثيرات من إفريقيا: واستُخدمت فيه آلة البانجو بشكل ملحوظ من بين الآلات التي جلبها العبيد إلى الأميركتين ومنطقة البحر الكاريبي في القرن السابع عشر.

ومع ذلك، طورت موسيقى الكانتري بأشكالها المعاصرة صورة محافظة مع غلبة ظاهرة للفنانين البيض الذكور المحافظين، مع إظهار قادة القطاع مقاومة بوجه التغيير.

في مطلع القرن العشرين، مع ظهور سباقات الأغنيات، وضعت الشركات الموسيقية تصنيفات منفصلة للأنواع الشعبية: موسيقى الكانتري للبيض، وموسيقى الـ"آر أند بي" للسود.

وتؤكد هولي جي أن "هذا الفصل الأولي كان يعتمد فقط على لون البشرة، وليس الموسيقى".

ولا تزال هذه التصنيفات قائمة.

وتقول المغنية برانا سوبريم، العضو في فرقة "وان" O.N.E، مازحة "قد تكون نغمات أغنية مشابهة تماماً لأنغام الكانتري، ورغم ذلك يمكن أن يقولوا لي +إنها ليست أغنية كانتري+"، "وأنا أتساءل: +ما هو الفرق الوحيد؟+"

فنانة "متمردة"

لم تفلت بيونسيه نفسها من النزعة المحافظة لموسيقى الكانتري.

فقد قالت الفنانة المتحدرة من تكساس أخيراً إنها تأمل أنه في السنوات المقبلة، لن تكون الإشارة إلى لون بشرة الفنان أو أصله العرقي "ضرورية".

بالنسبة لبرانا سوبريم، فإن اقتحام عالم موسيقى الكانتري من جانب بيونسيه التي تصفها بأنها "متمردة"، ستسمح للفنانين والمعجبين الأميركيين من أصل إفريقي على حد سواء باستعادة التحكم بهذا النوع. وتقول "ثقافة الجنوب هي ثقافة السود".

تريا سويندل، العضو في فرقة "تشابل هارت" لموسيقى الكانتري، تعتقد أيضاً أن بيونسيه "تفتح موسيقى الكانتري أمام جمهور جديد تماماً".

لكن هولي جي، من مجموعة بلاك أوبري، تبدو حذرة، معتقدة أن بيونسيه يمكن أن تظل الاستثناء بسبب مكانتها الاستثنائية. وتقول "هذا يعود لأن القطاع يخاف من بيونسيه، وليس لأنه مستعد لدعم النساء السوداوات".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي