قناديل البحر الطافية بكثافة قبالة سواحل فنزويلا تُقلق صيادي الأسماك

ا ف ب - الأمة برس
2024-04-07

 صورة التقطت في 5 ميسان/أبريل 2024 في مياه البحر قبالة ساحل تشواو بولاية اراغوا الفنزويلية لمجموعة من قناديل البحر المدفعية (واسمها العلمي ستومولوفوس ميلياغريس Stomolophus meleagris) تملأ شباك الصيادين (ا ف ب)

تبدو المئات من قناديل البحر الأرجوانية والبنيّة والصفراء والزرقاء التي تطفو قبالة سواحل ولاية أراغوا الفنزويلية أشبه بلوحة سريّالية على صفحة المياه الفيروزية، ويشعر صيّادو المنطقة بالقلق من هذا الغزو المتواصل منذ أسابيع للساحل والذي يشكّل التغيّر المناخي أحد اسبابه.

ورأى إلفيس موريلو، وهو صياد في التاسعة والخمسين على رصيف قرية تشواو الساحلية المشهورة بإنتاج الكاكاو، أن المشهد يبدو أشبه "بزهور في البحر". ولاحظ أن "مثل ذلك لم يحدث من قبل على الإطلاق". وقال "في البداية كانت توجد قناديل البحر الشفافة التي بقيت إلى كانون الثاني/يناير، والآن توجد هذه وهي أصغر حجماً، ولكن ثمة الكثير منها".

وباتت قناديل البحر المدفعية (واسمها العلمي ستومولوفوس ميلياغريس Stomolophus meleagris) تملأ شباك الصيادين.

أما غوستافو كاراسكويل، من منظمة "أزول أمبيانتاليستاس" ("حماة البيئة الزرق") غير الحكومية، الذي يسكن في مدينة تشوروني المجاورة لتشواو فاشار إلى أن "أسماك السردين وأنواعاً أخرى تُستخدم كطعوم لصيد الأسماك اختفت. ووصل الصيد إلى أدنى مستوى له منذ سنوات"، منذ ظهور قناديل البحر هذه. 

ورجّحت وزارة البيئة أن يكون انتشار قناديل البحر عائداً إلى التغيّر المناخي وانخفاض مخزون الحيوانات المفترسة لها مثل أسماك القرش والسلاحف البحرية.

استغلال تجاري ؟

ووصف الأستاذ والباحث في معهد علم الحيوان والبيئة الاستوائية في جامعة فنزويلا المركزية جوسكر سكوت فرياس ظهور قناديل البحر بأنه "حدث غير عادي وغير طبيعي كلياً". 

وأوضح الأكاديمي أثناء جمع عينات من هذه القناديل للدراسة أن "عدداً قليلاً منها رُصد في السنوات الأخيرة، لكن الزيادة في عددها هذه السنة تجاوزت التقديرات السابقة". 

يقول سكوت فرياس، الذي يسعى، بإمكاناته المحدودة في مختبر متواضع، للتوصل إلى أجوبة، إن أسباب هذه الزيادة ليست واضحة بعد.

وفي الانتظار، أدى الانخفاض التدريجي لأعداد الأسماك على سواحل أراغوا (شمال وسط فنزويلا)، حيث تتكاثر أيضاً الشعَب  المرجانية الغازية "أونوميا ستولونيفيرا"، إلى حال من القلق. 

وقال المسؤول في مجلس صيادي الأسماك "ريناسر" الذي يضم نحو 400 من سكان تشوروني فرناندو مايورا "لدينا عملياً تسعة أشهر من دون إنتاج للأسماك".

واضاف "في ظل مشكلة قناديل البحر والشعب المرجانية الغازية، لا نعرف ماذا نفعل. فقد اختفت الأسماك"، مناشداً السلطات المساعدة. 

ففي تشواو، على سبيل المثال، تراجعت كمية الأسماك التي كان الصيادون يحصدونها أسبوعياً مما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف كيلوغرام أسبوعياً إلى ما بين 500 كيلوغرام  والف كيلوغرام، وفقًا لتقديرات دوغلاس مارتينيز، وهو تاجر وصياد يبلغ 44 عاماً. وأضاف "مع قناديل البحر، يتدهور الصيد".

وحضّ مايورا على الاستلهام من تجارب كتجربة المكسيك، حيث تُستثمَر قناديل البحر هذه تجاريا منذ أكثر من 20 عاماً، من خلال تصديرها إلى الدول الآسيوية التي تستخدمها في الطهو وكذلك في صناعة الأدوية. وقال "لذلك نحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان بإمكاننا الإفادة من ذلك في فنزويلا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي