خيارات إسرائيل للرد على إيران لكل منها عيوبه

الأمة برس
2024-04-17

طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من طراز إف-35 لايتنينغ2 أثناء حفل تخرج طيارين في سلاح الجو في 26 كانون الأول/ديسمبر 2018 (ا ف ب)

أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن مسؤولين أن القادة الإسرائيليين ناقشوا، الثلاثاء، أفضل الطرق للرد على الغارة الجوية غير المسبوقة التي شنتها إيران في وقت متأخر من مساء السبت.

وأوضحت أن هؤلاء القادة تداولوا مجموعة من الخيارات المحسوبة بدقة التي يرون أنها كفيلة بردع أي هجمات في المستقبل أو الحد من تصعيد العدائيات، لكنها جميعها تنطوي على أوجه قصور.

ووفقا لتقرير الصحيفة، فقد أحدث الهجوم الإيراني بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، تغييرا في القواعد غير المعلنة في حرب الظل المستمرة منذ فترة طويلة بين الخصمين اللدودين اللذين طالما تجنبا شن غارات جوية خطيرة مباشرة على أراضي بعضهما بعضا.

وأعلنت إيران أن هجومها جاء ردا على غارة جوية إسرائيلية على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر، مما أسفر عن مقتل عدد من قادتها العسكريين.

ونسبت الصحيفة إلى محللين -لم تُسمِّهم- أن إيران شعرت بأنها مرغمة على الانتقام بقوة لفرض الردع والحفاظ على مصداقيتها لدى وكلائها وأنصارها "المتشددين"، إذ إنها ترى أن الهجوم الإسرائيلي يُعد انتهاكا لأعراف حرب الظل.

وقال بعض المسؤولين إن ما يدور في النقاشات الداخلية، يتلخص في أن إسرائيل لا تريد أن تستشف إيران أن بمقدورها الآن مهاجمة أراضيها ردا على أي ضربة إسرائيلية على المصالح الإيرانية في دولة ثالثة.

وأضافوا أن إسرائيل لا ترغب أيضا، بل ولا تستطيع تحمل صراع كبير مع إيران بينما لا تزال تخوض حربا في قطاع غزة وتشتبك مع وكلاء طهران على طول حدودها.

ومع ذلك، فإن أعضاء مجلس الحرب المصغر في إسرائيل "المنقسمين"، يدرسون خيارات من شأنها أن تبعث برسالة واضحة إلى إيران مفادها أن مثل هذه الهجمات لن تمر دون رد، لكن ليس إلى الحد الذي يفضي إلى تصعيد كبير في الصراع بين البلدين.

وأوجز المسؤولون تلك الخيارات في إمكانية توجيه ضربة على هدف إيراني، مثل قاعدة للحرس الثوري، في بلد آخر غير إيران كسوريا على سبيل المثال. لكن العيب في هذا الخيار -كما تقول نيويورك تايمز- أنه يفتقر إلى تكافؤ الرد على هجوم مباشر من قِبَل إيران.

والخيار الثاني، هو ضرب هدف رمزي في الغالب داخل إيران. ومن المرجح أن يستوجب ذلك التشاور مع واشنطن، مما قد يثير غضب الأميركيين الذين نصحوا بالكف عن توجيه مثل هذه الضربة.

والخيار الثالث يتمثل في هجوم إلكتروني على البنية التحتية الإيرانية، لكن مثل هذا الهجوم قد يجعل قدرات إسرائيل السيبرانية عرضة لضربة استباقية.

ورابع الخيارات يكمن في الإسراع في شن هجمات صغيرة داخل إيران، بما في ذلك تنفيذ اغتيالات موجهة من قبل جهاز الاستخبارات (الموساد). وعيب هذا الخيار -برأي الصحيفة الأميركية- أنه لا يتماثل مع الضربة الإيرانية المعلنة على الملأ، لكون إسرائيل لا تعلن عادة مسؤوليتها عن الهجمات التي تنفذها.

وتشمل الخيارات الإسرائيلية الأخرى عدم القيام بأي شيء؛ وهو إجراء يهدف إلى الاستفادة من التحالف الدولي والإقليمي الذي اجتمع للمساعدة في صد الهجوم الإيراني وتحويله إلى شيء أكثر صلابة واستدامة، أو اعتماد نهج أكثر دبلوماسية، بما في ذلك فرض عقوبات على إيران من قِبَل مجلس الأمن الدولي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي