أهمية العلم، تفسير الشيخ الشعراوي للآية 15 من سورة النمل

الأمة برس
2024-04-24

الشيخ محمد متولي الشعراوي (الجزيرة)

سورة النمل، أظهر الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره، أهمية العلم التي امتن بها الله على نبيه داوود وسليمان دونًا عن كثير من المعجزات والنعم التي أنعم بها عليهما وفقاً لموقع فيتو.

سورة النمل الآية 15

قال تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ».

تفسير الشعراوي للآية 15 من سورة النمل

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير هذه الآية: يسأل الإنسان: لقد أعطى الله داود وسليمان عليهما السلام نِعَمًا كثيرة غير العلم، أَلان لداود الحديد، وأعطى سليمان مُلْكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وسخَّر له الريح والجن، وعلَّمه منطق الطير.. إلخ، ومع ذلك لم يمتنّ عليهما إلا بالعلم وهو منهج الدين؟، قالوا: لأن العلم هو النعمة الحقيقية التي يجب أن يفرح بها المؤمن، لا الملْك ولا المال، ولا الدنيا كلها، فلم يُعتد بشيء من هذا كله؛ لذلك حمد الله على أن آتاه الله العلم؛ لأنه النعمة التي يحتاج إليها كل الخَلْق، أما المُلْك أو الجاه أو تسخير الكون لخدمته، فيمكن للإنسان الاستغناء عنها.

قصة علي بن أبي طالب مع أبي ذر

وتابع الشيخ الشعراوي: والإمام علي كرم الله وجهه حينما نُفِى أبو ذر؛ لأنه كان يتكلم عن المال وخطره والأبنية ومسائل الدنيا، فَنَفَوْه إلى الربذة حتى لا يثير فتنة، لكنه قبل أن يذهب مرَّ بالإمام علي كي يتوسط له ليعفو عنه، لكن الإمام علي رضي الله عنه أراد ألاَّ يتدخل في هذه المسألة حتى لا يقال: إن عليًا سلَّط أبا ذر على معارضة أهل الدنيا ومهاجمتهم، فقال له: يا أبا ذر إنك قد غضبتَ لله فارْجُ مَنْ غضبتَ له، فإن القوم خافوك على دُنْياهم ومُلكهم، وخِفْتهم أنت على دينك فاهرب بما خِفْتَهم عليه يعني: اهرب بدينك واترك ما خافوك عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عَمَّا منعوك.

أهمية العلم

وأضاف الشيخ الشعراوي: هكذا أزال الإمام هذا الإشكال، وأظهر أهمية العلم ومنهج الله بحيث لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال، ولا يعيش بدونه، وبه ينال حياة أخرى رفعية باقية، في حين يستطيع الإنسان أن يعيش بدون المال وبدون الملك، ولذلك يبعث خليفة المسلمين إلى سيدنا جعفر الصادق: يا ابن بنت محمد صلى الله عليه وسلم ما لك لا تغشانا كما يغشانا الناس؟ أي: تأتينا وتجالسنا وتسمر معنا، فقال: ليس عندي من الدنيا ما أخافك عليه يعني: ليس عندي مال تصادره وليس عندك من الآخرة ما أرجوك له. وهذا نفس المنطق الذي تكلم به الإمام علي.

وأتم الشيخ الشعراوي: وقوله تعالى: «وَقَالاَ الحمد لِلَّهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المؤمنين»، فالحمد هنا على نعمة العلم وحِفْظ منهج الله، وفي الآية مظهر من مظاهر أدب النبوة، حيث قالا «فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المؤمنين»، فكأن هناك مَنْ هم أفضل مِنّا، وليس التفضيل حَجْرًا علينا، وهذا من تواضعهما عليهما السلام.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي