رئيس المعارضة: حكومة نتنياهو تعيش حالة اضطراب

2024-04-28

لتوصل إلى اتفاق مع مصر على محور فيلادلفيا ومعبر رفح. كي تتمكن إسرائيل من العمل في رفح في المستقبل (أ ف ب)حكومة إسرائيل في حالة اضطراب، لا سياسة لها يمكن لأحد أن يفهمها، وليس لها أي رؤية. وإذا لم تصدقوا لأنني رئيس المعارضة، فاسألوا الآخرين، اسألوا سكان الشمال، اسألوا سكان غلاف غزة، اسألوا عائلات المخطوفين، اسألوا رؤساء جهاز الأمن، اسألوا الأمريكيين واسألوا رجال الاحتياط. هناك ثمانية أمور يجب علينا فعلها بشكل مختلف، وهي:

 صفقة لتحرير المخطوفين. هذه هي المهمة الأكثر إلحاحاً. هذا قرار صعب، لكن حان الوقت للقيام به. يجب على الحكومة عقد صفقة لإعادة المخطوفين حتى لو كانت تعني وقف الحرب في غزة. إسرائيل في الأصل لا تدير حرباً الآن. والمراوحة في المكان لا تعمل في صالحنا. يمكننا العودة إلى رفح فيما بعد. أما الآن فعلينا فعل أي شيء لإعادة المخطوفين إلى البيت.

زيادة المساعدات الإنسانية في غزة. وقفت أمام حكومة إسرائيل إمكانيتان في موضوع المساعدات: الأولى إغراق غزة بالمساعدات، سواء لإزالة الضغط الدولي عنا، أم لأنها قيمنا بصفتنا دولة ديمقراطية، أو منع المساعدات عن غزة كأداة ضغط على حماس في قضية المخطوفين، غير أن هذا لن يساعد، لكنه سيكون قراراً سياسياً على الأقل.

بدلاً من ذلك، أوجدت الحكومة خياراً ثالثاً، أسوأ من الخيارات السابقة؛ فقد أدخلت إلى غزة القليل من المساعدات، وبذلت كل الجهود لإخفاء ذلك أيضاً كي لا تغضب بن غفير وسموتريتش. لم يثر هذا غضب العالم فقط، بل عزز حماس أيضاً. عندما دخل القليل جداً من المساعدات، فقد شكل لها أداة سيطرة على سكان غزة. لدولة إسرائيل مصلحة واضحة في التأكد من ألا يكون في غزة جوع ونقص في المواد الأساسية.

التوصل إلى اتفاق مع مصر على محور فيلادلفيا ومعبر رفح. كي تتمكن إسرائيل من العمل في رفح في المستقبل، عليها أولاً أن تعقد مع المصريين خطة لمحور فيلادلفيا وتشغيل معبر رفح. وإذا لم تكن لنا سيطرة على جميع مداخل غزة، فوق وتحتها، فستتمكن حماس من بناء قوتها مجدداً، أو ببساطة الهرب في كل مرة يقترب فيها الجيش الإسرائيلي. المصريون مستعدون للتعاون، لكنهم معنيون بأن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً من تشغيل معبر رفح، كما كان الأمر حتى العام 2017.

تحديد موعد لعودة المخلين إلى المنطقة الشمالية. لا يمكن لحكومة إسرائيل التنازل عن قطعة أرض من البلاد، مزدهرة وجميلة، بسبب غياب سياسة لها. عليها الإعلان عن افتتاح السنة الدراسية في 1 أيلول في الشمال كالمعتاد. يفضل أن يحدث هذا باتفاق سياسي يسحب حزب الله إلى الخلف، إلى خارج ما يسمى “مدى الكورنت” (10 كم). ولكن إذا لم يحدث ذلك بالحسنى، فسيحدث بالقوة. لن يكون مواطنو دولة إسرائيل منفيين في بلادهم.

طرح خطة مرتبة لـ “اليوم التالي”. ما يجب على الحكومة فعله هو البدء في نقاش حول “اليوم التالي” في قطاع غزة مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة ومع السلطة الفلسطينية أيضاً، التي لن تكون جزءاً من ترتيبات الأمن في غزة، بل جزء من الجهاز المدني فقط لإدارة القطاع. هذا النموذج قائم ويعمل الآن. لدى “الحكومة اليمينية المطلقة” علاقات أمنية واقتصادية ومدنية وثيقة مع الفلسطينيين في كل مناطق “يهودا والسامرة”. ولا سبب لعدم العمل بنفس الطريقة في قطاع غزة أيضاً.

القول للسعودية وأمريكا بأننا لا نستبعد إمكانية الانفصال عن الفلسطينيين. لا أحد طلب منا إقامة دولة فلسطينية في الغد، أو حتى التضحية بذرة تراب. كل ما يريده العالم منا هو القول بأنه إذا أثبت الفلسطينيون لنا بأنهم هادئون مثل السويديين والأستراليين ويحبون السلام مثل الهولنديين، فسنكون على استعداد لفحص الانفصال عنهم. يدور الحديث عن عملية ستستغرق سنوات وتحتاج إلى إثبات، والدليل على ذلك ملقى على عاتقهم.

سيكون ثمن هذا الاستعداد الرمزي اتفاقاً تاريخياً مع السعودية وتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران وتحسين اتفاقات إبراهيم ومنتدى النقب، التي ستعيد الاقتصاد إلى مساره وتنهي العزلة السياسية التي تلحق بنا. وحقيقة أننا نرفض قول ذلك بسبب الخوف من غضب بن غفير، ما هي إلا هستيريا.

تغيير السياسة الخارجية ونظرية الإعلام. يجب التوقف عن تمثيل مواجهة لا حاجة لها مع الإدارة الأمريكية. ويجب تعزيز العلاقات مع يهود أمريكا الليبراليين، وتأييد أوكرانيا بدون تحفظ، وعدم مقاطعة الدول التي تنتقدنا، وتركيز منظومة الدعاية في وزارة الخارجية (هي الآن منقسمة بين خمس وزارات)، وتشكيل قوة مهمات خاصة للجامعات في أمريكا، وتشكيل طاقم للرد الفوري كما كان الأمر في السابق، وترسيخ التعاون مع جهات في المجتمع المدني مثل “هيئة الإعلام المدني”، ومشروع “إسرائيلي” ومشروع “إي.سي.تي – آي ال”.

تشكيل حكومة مختلفة. يجب تشكيل حكومة بدون متطرفين، عقلانية وجيدة وناجعة، وبدون رئيس حكومة فاشل ومدمر ومتهم بالكارثة الأكثر فظاعة التي حلت بنا ولا يتوقف عن التحريض ضد مواطنيه، وأيضاً بدون البنية الضارة لمجلسين يتشاجران. حكومة تعيد الردع وتقيم حلفاً عسكرياً أمام التهديد النووي الإيراني، الذي كان وما زال التحدي الرئيسي لنا.

حكومة تعيد ترميم بلدات الغلاف وتشكل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، وتقوم بتطوير علاقات خارجية لإسرائيل، وتزيد التحالف مع الأمريكيين؛ حكومة لا تخشى من تجنيد الحريديم، وتجلب الأمن الشخصي للمواطنين، وتعزز التعليم الرسمي والتعليم العالي، وتعمل على خفض غلاء المعيشة، وتساعد الطبقة الوسطى. هناك كلمة بالعبرية تصف مثل هذه الحكومة، وهي كلمة “الأمل”.

 

بقلم: يئير لبيد

 هآرتس 28/4/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي