سكان غزة يعانون من الحرارة والقمامة وأسراب الحشرات  

أ ف ب-الامة برس
2024-04-29

 

 

مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر في 28 أبريل 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس (أ ف ب)   القدس المحتلة- مع تراكم القمامة وارتفاع درجات الحرارة في غزة التي مزقتها الحرب، ينتشر الذباب والبعوض في مدينة رفح المزدحمة، وتصبح الحياة أكثر قتامة بالنسبة للنازحين الذين يعيشون في الخيام.

وفي الأسبوع الماضي، تجاوزت درجات الحرارة بالفعل 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت)، مما أدى إلى تحويل الملاجئ المؤقتة المصنوعة من الأقمشة والأغطية البلاستيكية إلى أفران شديدة الحرارة. 

وعلى قطعة أرض في ضواحي المدينة الواقعة في أقصى الجنوب على الحدود المصرية، تم نصب حوالي 20 من هذه الخيام، جميعها مظللة بغطاء كبير ممتد فوقها.

لكن القماش الرقيق الداكن لا يضاهي أشعة الشمس الحارقة التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بسرعة في أواخر أبريل، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على المياه الصالحة للشرب والغذاء الشحيحة.

وقالت رنين عوني العريان، وهي فلسطينية نزحت من مدينة خان يونس القريبة المدمرة، لوكالة فرانس برس: "المياه التي نشربها دافئة".

وقالت لوكالة فرانس برس "لم يعد الأطفال يتحملون الحرارة والبعوض ولدغات الذباب".

وكانت تحمل طفلاً كان وجهه مغطى بلدغات الحشرات، وقالت إنها تكافح من أجل إيجاد "علاج أو حل".

ومن حولها، كانت أسراب الذباب والحشرات الأخرى تطن بلا انقطاع.

وقال علاء صالح، من جباليا شمال قطاع غزة: "إنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا العدد الكبير من النفايات، بسبب التلوث والنفايات الملقاة في كل مكان".

وقال إن النوم داخل خيمته أصبح شبه مستحيل، "لأننا نستيقظ من لدغات البعوض، وهمنا الرئيسي هو قتل هذه الحشرات".

ووسط الحرارة والظروف غير الصحية، قال إنه يشعر بالقلق من "انتشار المرض".

- "العيش في الجحيم" -

وحذرت منظمة الصحة العالمية في يناير/كانون الثاني من قفزة في الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أ، والتي ألقيت باللوم فيها على الظروف غير الصحية في المخيمات.

"لا تزال النفايات تتراكم والمياه الجارية نادرة" في غزة، حذرت الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، في منشور لها على موقع X الأسبوع الماضي.

"كلما أصبح الطقس أكثر دفئا، يزداد خطر انتشار الأمراض."

وتستضيف رفح نحو 1.5 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة، أي أكثر من نصف سكان قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتقصفه منذ نحو سبعة أشهر.

وفي الشوارع، تتراكم القمامة مع طفح حاويات القمامة الكبيرة بعد انهيار الخدمات الأساسية منذ فترة طويلة وسط أسوأ حرب تشهدها غزة على الإطلاق.

وقصف الجيش الإسرائيلي المنطقة الفلسطينية الصغيرة بلا هوادة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 34488 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة التي تديرها حماس.

وذكر تقرير للأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي أن الحرب دمرت أيضا "مركبات جمع النفايات والمرافق ومراكز معالجة النفايات الطبية"، تاركة "البلديات تسعى جاهدة للتعامل مع الأزمة المتصاعدة".

وقالت حنان صابر، وهي نازحة فلسطينية تبلغ من العمر 41 عاماً، ولم يعد أطفالها قادرين على تحمل الخيمة الممتلئة بالبخار: "نحن نعيش في الجحيم".

وقالت: "أنا منهكة من الحر، فوق البعوض والذباب في كل مكان يزعجنا ليلا ونهارا"، وصوتها بالكاد مسموع فوق أصوات الطائرات بدون طيار والطائرات الإسرائيلية.

وقالت ميرفت عليان، وهي نازحة من مدينة غزة، إن المهام اليومية مثل "الطبخ والتنظيف" أو إعداد العجين "تتم داخل الخيمة وسط حرارة خانقة".

"يبدو الأمر كما لو كنا نعيش في قبر، ولم تعد الحياة موجودة."

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي