لغانتس: إن لم تقبل بالاقتراح الأمريكي فانتظر غدر نتنياهو  
2024-02-18
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

حصل بنيامين نتنياهو على فرصة أخرى من السينما وكأننا نعيش في كوميديا رومانسية، وليس في فيلم للكوارث. بعد عقيدة إدارة النزاع، وبعد سنوات من رعاية وتعزيز حماس وعمليات موسمية، التي استهدفت إنشاء مظهر خادع للردع، سقط كل شيء على رأسه في 7 تشرين الأول. حلم الشرق الأوسط الذي قام برعايته مع اتفاقات تطبيع وتجارة، يقوم على مبدأ “السلام مقابل السلام” ولكن بدون دولة فلسطينية، انهار بصورة غير معقولة. إن أي زعيم فاشل مثله في أوقات وأماكن أخرى كان سينفى إلى جزيرة البا، لكنه ذو تسع أرواح.

ها هو رئيس أمريكي يأتي ويقدم له رزمة، إذا وافق عليها فسيتمكن من إصلاح الكارثة التي تسبب بها للدولة. أمامه خطة لتسوية إقليمية سياسية – أمنية، قد تؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين وإنهاء الحرب ضد حماس والحفاظ على الإنجازات العسكرية وإبعاد حزب الله عن الحدود من خلال الاتفاق، بما في ذلك تطبيع كامل مع السعودية. فرصة نتنياهو الثانية تسمح له التكفير عن الدمار في سنوات حكمه، وستمكن إسرائيل من الحصول على فائدة قليلة من الفشل الذي حدث في تشرين الأول.

لتحقيق ذلك، على نتنياهو الاستناد إلى تأييد المعارضة، وحل حكومته. سيكون هذا وداعه للسياسة، والسلطة، والنفوذ والأموال، التي يحبها هو وعائلته. ولكن، كما قلنا، هناك زعماء ذهبوا بصورة أسوأ بكثير. ولكن يبدو أن إمكانية النزول عن المنصة بعد إصلاح القيادة وإنقاذ ما بقي من احترامه كسياسي، لا تعتبر إغراء كبيراً بما فيه الكفاية. هل كان سيستغل هذه الفرصة لو وضعوا عفو الرئيس داخل الرزمة؟ ربما يزيد الاحتمالات. يبدو أن ثقته بنفسه عادت إليه، وهو يفضل تحسين مكانته المتضررة بواسطة التصلب في شروط المفاوضات، والتصادم المباشر والعلني مع الإدارة الأمريكية، والأقوال المخيفة حول النصر المطلق ورفض إجراء نقاشات حول دمج السلطة الفلسطينية مع قطاع غزة بدعم وضمانات دولية.

لذلك، التربيت الخفيف على الكتف الذي يشعر به غانتس وآيزنكوت لا يعتبر تعبيراً عن المحبة، بل دفع للخارج. إذا لم يجدا صوتهما ولم يطورا هوية سياسية مميزة ومختلفة عن نتنياهو، فسيشعران بذلك في صناديق الاقتراع (هو يعول على ذلك). هو بدأ فعلياً في تحطيم أهميتهما الانتخابية، والعرض الأمريكي يعتبر فرصة أخرى لهما أيضاً. عليهما تقديم الحقائق كما هي: نتنياهو يريد العودة إلى الوضع الراهن القديم، ويفضل عودة حماس للسيطرة في القطاع، في الحقيقة مصلحته ومصلحة يحيى السنوار هي نفسها، سيكون القطاع منطقة منكوبة ولن يكون هناك أمن في بلدات الغلاف، سيكون الجيش منقسماً بين القطاع والضفة الغربية، وستكون إسرائيل معزولة وبدون مستقبل.

بدلاً من تباكي المراسلين بأن “نتنياهو يحاول خلق الانطباع بأننا ضعفاء”، يمكن لغانتس إظهار شجاعة سياسية، أو كما يسمون ذلك، تكبير بيضهم. أمامه فرصة الآن: عليه الإعلان بأن يجب على إسرائيل الموافقة على الاقتراح الأمريكي، والمشاركة في كل التفاصيل، ووضع شروط تضمن أمنها، ويستمر في اتفاق التطبيع مع السعودية مع إبقاء الباب مفتوحاً لانضمام دول أخرى. هذا لا يعتبر هدية للفلسطينيين، يجب على غانتس التأكيد، هذه حاجة إسرائيلية.

القدرة على تخيل أن الأمور قد تكون مختلفة عما هي، هي شرط ضروري لإحداث التغيير، وأحزاب الوسط تعاني من نقص مزمن في التصور. ولكن هناك لحظة يمكن بلورة المعسكر الديمقراطي فيها، حول فكرة مشتركة تقف على نقيض حلم الاحتلال والأبرتهايد والطرد والضم. وهذا هو الوقت المناسب. التمييز بين معسكر الدمار المسيحاني الذي جلب علينا الكوارث الأخيرة وبين المعسكر الذي يريد الانشغال بإعادة إعمار الدولة، يجب أن يتم ويشاهد.

 

 إيريس ليعال

 هآرتس 18/2/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون اجتياح رفح سبباً في نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل؟  
  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي