رجل الاعمال سعيد أحمد محمد القاضي للعربي الامريكي اليوم : التجارة تحتاج الى شجاعة وحكمة وقراءة لواقع السوق

2021-09-14

ديربورن – العربي الامريكي - حاورته : إستبرق عزاوي


ثمة حكاية نجاح سطر فصولها إبن الجالية مدير متجر ( ثمرات ) الذي يعد واحدا من أكثر المتاجر تميزا ، حيث إحترف التجارة وهو مايزال يافعا ً وتعلم دروسا ً بليغة أهلته لحجز مقعده مع المتميزين من أبناء الجالية العربية واليمنية ، ولمناسبة إفتتاح مشروعه التجاري (ثمرات ) كان للعربي الامريكي هذا الحوار مع صاحبه رجل الاعمال سعيد أحمد محمد القاضي .

بدايات الرحلة مع عالم التجارة .

العربي الامريكي اليوم : من هو سعيد القاضي ؟
هو مهاجر من أصل يمني ينحدر من محافظة الضالع – مديرية جُبَن ، ولدت ُ وترعرت ُ هناك وتلقيت ُ تعليمي الابتدائي والاعدادي والثانوي في مدارسها ، ومذ كان عمري 15 عاما ً ولجت ُ عالم الاعمال والتجارة وعشت ُ في بيئة تجارية من خلال المرحوم والدي أحمد محمد القاضي الذي كان يمارس التجارة شأنه شأن الكثير من أبناء اليمن الذين تُعد التجارة بالنسبة اليهم أحد أقدم وأهم المِهن التي مارسوها ومازالوا يمارسونها .


العربي الأمريكي اليوم : متى شعرت َ أنك تاجر من حيث المهارات والخبرة ؟
شعرت ُ أن لدي َ موهبة التاجر من بواكير مرحلة الشباب كان عمري عمري أقل من عشرين عاما ً ، وآنذاك كان لدي من الشجاعة ما يؤهلني للتعامل مع عالم التجار والتجارة ، ومنذ ذلك الحين وأنا أدير أعمالي التجارية فقد كان لدي َ مشروعي التجاري في اليمن في محافظة الضالع كان ذلك في العام 1996 وكان عبارة عن متجر أنيق ومهم ومتميز وكان الأجمل والاكبر بين متاجر المدينة .


العربي الأمريكي اليوم : ما هي المواد التي كنت تتاجر بها ؟
تخصصت ُ منذ البداية بمواد البقالة ومعظم المواد الغذائية ومواد العطارة ، والبخور وغيرها من البضائع التي يحتاجها المنزل اليمني والعربي بشكل عام . وأود الإشارة بأن المرحوم والدي كان يمارس التجارة بهذه المواد الى جانب إمتلاكه للمطاعم والمخابز ، وهو مغترب سابق هنا في الولايات المتحدة الامريكية وحين تقاعد هنا من العمل عاد لموطنه الاصلي ومارس بعض الانشطة التجارية ، وبعد وفاته ومغادرتنا اليمن بسبب الظروف الاستشنائية التي يعيشها اليمن قررنا مغادرتها وقمنا بتصفية جميع أعمالنا التجارية هنا وبدأنا العمل التجاري من جديد هنا في الولايات المتحدة الأمريكية .


العربي الأمريكي اليوم : هل يعني ذلك أنك وثت عن أبيك مهنة التجارة وهل يمكن تغيير مهنتك ؟
أنا تعودتُ على عالم التجارة وأجوائها وأشعر أنها تجري داخلي مثل دمي الذي يجري في عروقي ولم أملك إهتماما ً في أي قطاع آخر ,يمكنني القول بأنني سأظل أمارس التجارة حتى لو أقمت ُ في أي بلد بالعالم . ولابد من الاشارة بأن اليمنيين هم أقدم التجار في العالم لما يمتلكه موقعهم الجغرافي من أهمية ديناميكية تمكنهم من الوصول عبر الموانئ لمختلف أنحاء العالم ، كما أن اليمنيين من أقدم المهاجرين في منطقة الشرق الأوسط ، وهم يميلون الى التجارة منذ القِدمز

العربي الأمريكي اليوم : نهنئكم على إفتتاح متجركم الجديد ( ثمرات ) هل يمكن القول أنه تتويج لما حققته مع مشروعكم السابق
( أسواق مكة ) ؟
في الواقع أنني حينما جئت ُ الى الولايات المتحدة الأمريكية كنت ُ مقيما ً في ولاية نيويورك وكان لدي مشروعي التجاري الخاص وهي أسواق تقدم البضاعة البضاعة العربية واليمنية والشرق أوسطية وكان المشروع ناجحا برغم بعض المخاطر الأمنية هناك ولكن حينما جاء أفراد أسرتي من اليمن قمت ُ بتأسيس مشروعي الجديد وهو أسواق مكة في منطقة (دكس ) وذلك بالشراكة مع أحد الأخوة الأعزاء وبعد فترة من الزمن أصبحتُ أملك ُ المشروع لوحدي وقد نجح في تأمين ما تحتاجه الأسر المغتربة من بضاعة من بلادنا الأم ومشروعي الحالي (ثمرات) هو تتويج لمسيرتي التجارية .

التجارة ومتطلباتها 

العربي الأمريكي اليوم : ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في شخصية التاجر ؟
أهم الشروط التي يجب أن تتوفر لدى شخصية التاجر هي الشجاعة والحكمة والقرار السليم والقراءة الدقيقة لواقع السوق ومفرداته ومعرفة حاجات المستهلك والسعي لتطوير المهارات التجارية بإستمرار بما يتسق مع حركة تطور الواقع التجاري والاقتصادي الى جانب المعاملة الحسنة مع الناس .

العربي الأمريكي اليوم : من الملاحظ أن (ثمرات ) يلبي حاجات العائلة العربية واليمنية وتبدو البضاعة ذات خصوصية أكثر من حيث أهميتها للصحة والإستشفاء كيف تصفون هذا الدور لثمرات ؟
نركز في (ثمرات ) على تأمين باقة متنوعة من البضائع ذات الأهمية الكبيرة للعائلة مواد العطارة ، والعسل الطبيعي بأنواعه القادم من اليمن من معاقله الأصلية ذات الجودة العالية والمناشئ الطبيعية والتمور ذات الانواع عالية الجودة ومواد طبيعة كثيرة من الممكن إستخدامها للطعام ولغرض الإستشفاء نظرا ً لفعاليتها العالية وهي مواد طبيعية ( أورغانك) وثمة مواد كثيرة يمكن إستخدامها لأغراض العلاج وفي هذا السياق اود الحديث عن موقف حدث هنا في ( ثمرات ) حيث زارنا بعض الزبائن من الامريكيين وإنبهروا بالمتجر وما يقدمه من مواد طبيعية نادرة وقالوا إننا يمكننا الحصول على أسباب شفائنا من هذه المواد التي ستقلل الحاجة من الذهاب الى الاطباء بإستمرار ، وقد عبر الجميع عن إعجابهم بثمرات وما يقدمه .

العربي الامريكي اليوم : من أي تأتي بالضائع الى هنا ؟
معظم البضائع تأتي من اليمن ولاسيما العسل بأنواعه النادرة ذات الجودة العالية ،وأنواع القهوة والبهارات ومواد العطارة والكثير من البضائع الأخرى وعلى سبيل المثال العسل الذي نجلبه من اليمن يأتي من عدة أماكن في اليمن وكل نوع يقدم فائدة علاجية للانسان فهناك العسل من حضرموت ، والعصيمات ، صنعاء . وتجدر الاشارة بأن الناس في زمن إنتشار جائحة كورونا بدأت تلجأ الى هذه المواد بشكل أكثر لعدم وجود عقار طبي معين يستخدم بإستثناء علاج الالتهاب والحرارة . وتساهم هذه المواد الطبيعية التي لدينا في تعزيز المناعة لدى الانسان .

العربي الامريكي اليوم : هل أثرت أحوال اليمن غير المستقرة على حركة التجارة من هناك الى هنا ؟
بالتأكيد أثرت الحرب الدائرة على كل القطاعات هنا ونحن نواجه صعوبات في نقل البضاعة التي باتت تأتي عن طريق دول الخليج من اليمن حتى وصولها لنا الامر الذي بات يستلزم وقتا طويلا بعض الشيء .
العربي الامريكي اليوم : الكثير تفاجأ بإفتتاح ( ثمرات ) لماذا لم يتم الترويج له بشكل أوسع ؟
لقد قمنا بإفتتاحه قبل شهر من الآن وكان إفتتاحا ً هادئا ً وعلى نطاق ضيق بسبب ظروف إنتشار فايروس كورونا ولقد قمنا بالترويج للإفتتاح عن طريق توزيع (الفلايرات) في المساجد وبعض الأماكن التي يرتادها الناس كي يكون لديهم علم بموقع المحل وما يقدمه ووجدنا إقبالا كبيرا على ( ثمرات ) لم أكن أتوقعه وقد نفذت الكثير من البضائع على نحو لم أتوقعه أيضا نظرا لأن المواد طبيعية وتحتاجها الناس .

وسائل التواصل للترويج للمشروع الوليد ( ثمرات)

العربي الامريكي اليوم : هل وظفتم وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للمشروع الوليد (ثمرات ) ؟
نعم لقد عرضنا عبر صفحات الفيس بوك ، والانستغرام بضاعتنا المتنوعة ، عنوان المحل وبدأ الناس يقصدون المحل ويقتنون ما يلزمهم من مواد واود أن أذكر أن باقة أخرى من المواد الطبيعية والمتنوعة التي تحتاجها الاسرة في طريقها الى الوصول الينا وسيجد الزبون الكثير من التنوع والخيارات التي يحتاجها وما يميز ( ثمرات ) هو موقعه الذي يتوسط أماكن تواجد الجالية .

العربي الأمريكي اليوم : كيف وجدت تجربة التجارة في أمريكا واليمن ؟
التجارة هي التجارة من حيث المبدأ والطريقة والمهارة ، ولكن الخبرة تأتي مع الوقت ومن التجارب المتراكمة وقد خضنا تجارب شهدت نجاحا ً تارة وتارة أخرى شهدت إخفاقا ً ، وبين هذا وذاك تمكنا من معرفة أسباب النجاح وتجاوز العثرات والتجارة بشكل عام بحاجة الى شجاعة ونضج ومعرفة في قراءة متغيرات السوق وإحتياجاته وقد يخسر الانسان في البداية ويضحي وقد يكون سبب الاخفاق عدم إختيار الاماكن المناسبة لإقامة المشروع التجاري وذلك حصل معي في نيويورك حيث كان الموقع الجغرافي ينطوي على مخاطر ، بينما حين تمكنت من إفتتاح أسواق مكة فقد خدمنا الموقع الجغرافي كثيرا ، والآن مع ثمرات أيضا يلعب الموقع الجغرافي دورا ً في نجاح المشروع الى جانب ما يقدمه المشروع من خدمات للزبائن من خلال البضاعة عالية الجودة والنادرة والطبيعية وتجربة التجارة هنا في أمريكا آفاقها أرحب وربحها أكثر وفضاءاتها أوسع .



العربي الامريكي اليوم : كم عقد من الزمن مضى على ولوجك عالم التجارة ؟
منذ كان عمري 15 عاما كان لي مشروعي التجاري الصغير وانطلقت منذ ذلك الحين حتى الآن حيث بلغت من العمر 41 عاما ولطالما أقدمت ُ على مشروعات تجارية وكان البعض ينبهني بعدم المغامرة لأن رأس المال جبان بطبيعته إلا انني أقدم على المشروع بشجاعة وقد لقبني البعض بالمغامر .

العربي الأمريكي اليوم : ما هي الرسالة التي توجهها الى الشباب التواق لدخول عالم التجارة ؟
أقول لهم تلقوا التعليم الكافي وإمتلكوا مفاتيح النجاح بالعلم والمعرفة والشجاعة والاختيار الصحيح فالتجارة عالم واسع ويمكن للمرء المتاجرة بمواد مختلفة ومتشعبة المهم أن ينتهج الانسان الطريق الصحيح بعيدا ً عن المحرمات وستكون البركة حتما في الرزق ، وبالمناسبة بات الكثير من الناس حتى من ذوي الخلفيات العلمية كالأطباء وغيرهم يودون خوض تجربة التجارة فقد عرض علي البعض مشاركته في مشروعات تجارية إذن التجارة قطاع مغري للكثير من الناس .


كورونا والتعافي الاقتصادي 

العربي الامريكي اليوم : من المعروف أن ثمة إنكماش إقتصادي وحالات تضخم طالت إقتصادات العالم ومنها أمريكا كشخص تعمل بالتجارة هل لاحظت َ ثمة علامات تعافي للاقتصاد ؟
بعد تخفيف قيود الإغلاق نعم ثمة علامات للتعافي ، الى جانب الاجراءات التي إتخذتها الحكومة المتعلقة بحزم التحفيز الاقتصادي للأفراد وأصحاب الاعمال التجارية ومع تعزيز حالة التلقيح ضد الفايروس سنشهد تعافيا أكثر .

العربي الامريكي اليوم : كلمة أخيرة لأبناء الجالية ؟
أتمنى أن يلبي متجرنا ( ثمرات ) حاجات جميع الناس ونحن نحرص على تقديم الاسعار المناسبة جدا ، والخدمة السريعة ، والجودة العالية لمختلف البضائع ، والمعاملة الحسنة . زورونا وستجدون الاجواء الانيقة والفخمة ويمكنني القول أننا ومنذ إفتتاحنا ( ثمرات ) لم يخرج زبون من المحل إلا وهو مرتاحا ً وراضيا ً عن الاسعار والبضاعة والتعامل .

 

عن مجلة العربي الأمريكي اليوم

https://www.arabamericantoday.net/








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي