جاكرتا مستعدة لقيادة المعركة ضد تغير المناخ

د ب أ- الأمة برس
2022-10-17

جدير بالذكر أن إندونيسيا هي واحدة من الدول الصناعية الكبرى في العالم، وتسعى إدارة ويدودو للحاق بركب تطوير وإنتاج المنتجات ذات الانبعاثات المنخفضة (ا ف ب)

جاكرتا: هناك عدد قليل من الدول التي تتعامل مع خطر تغير المناخ على محمل الجد، مثل إندونيسيا، التي تعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. كما أن لديها أكثر من 94 مليون هكتار من الغابات- أي أكثر من نصف إجمالي مساحة الدولة - تدعم التنوع البيولوجي الاستثنائي.

وتعيش نسبة كبيرة من سكان إندونيسيا البالغ عددهم 274 مليون نسمة، في مناطق ذات كثافة عالية ومعرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ، بداية من السواحل المنخفضة، ووصولا إلى الغابات الخضراء. وتعتبر الثروة التي تمتلكها إندونيسيا من الموارد الطبيعية، قوة كبيرة بالنسبة لها، إلا أنها تعرضها أيضا لمخاطر عالية، بحسب ما ذكره أرشد رشيد، رئيس غرفة التجارة والصناعة الإندونيسية (كادين).

ويوضح رشيد في تقرير نشرته مجلة "ذا ناشونال إنتريست" الامريكية، أن وضع إندونيسيا كدولة معرضة لخطورة شديدة، واضح بالفعل، حيث تشير تقريبا جميع التوقعات الخاصة بالقرن المقبل إلى حدوث ارتفاع حاد في درجات الحرارة، يتراوح بين 7ر0 درجة مئوية و9ر3 درجة مئوية.

وتتعرض المناطق الساحلية المنخفضة، التي تشمل المنطقة التي توجد بها العاصمة الحالية جاكرتا، لتهديد حتى من الفيضانات الخفيفة. ومن الممكن أن يزيد عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات بما يصل إلى 4ر1 مليون بحلول عام 2050. كما أنه من الممكن أن تتسبب الفيضانات الدائمة في نزوح أكثر من 2ر4 مليون شخص بحلول نهاية القرن.

ويقول رشيد وهو مدير شركة الطاقة الاندونيسية البارزة "إنديكا إنرجي"، إن موسم هطول الأمطار، الذي يرمز إلى المناخ الاستوائي في إندونيسيا، والذي يستمر من كانون الاول/ديسمبر وحتى آذار/مارس، سيتأثر بشكل كبير بطرق مختلفة. وسوف يتسبب موسم هطول الأمطار بشكل متقطع وفترات الجفاف الطويلة، في تدمير إنتاج المحاصيل وتموج حقول الأرز في إقليم جاوة.

و في المناطق المنخفضة، سوف تحدث فيضانات وانهيارات أرضية، كنتيجة طبيعية للأمطار المتقطعة والغزيرة، مثل الفيضانات التي تسببت في نزوح أكثر من 30 ألف شخص في سومطرة في أواخر عام 2021. ويرى رشيد أن هذا التقلب سوف يصير - بشكل متزايد - حقيقة من حقائق الحياة في دولة تعتمد بشكل كبير على الأمطار الموسمية.

وأظهر التركيز العالمي على إندونيسيا، وتغير المناخ، أن الدولة نفسها هي أيضا مصدر كبير لانبعاثات الغازات الدفيئة. وتأتي انبعاثات إندونيسيا بسبب إزالة مساحات من الغابات الخضراء والتغيرات الأخرى على استخدام الأراضي، مما يستهلك مليوني هكتار سنويا. وتعتبر جاكرتا بحكم موقعها، معرضة لخطر الفيضانات الموسمية المتكررة، حيث تعرضت لأربعة فيضانات كارثية بشكل خاص خلال الاعوام الخمس عشرة الماضية.

وأشار رشيد إلى أن الاعتراف الدولي بموقف إندونيسيا الفريد وغير المستقر، أدى إلى استجابة قوية من جانب الحكومة، وتحديدا منذ انتخاب الرئيس جوكو ويدودو، في عام 2014. وتعهد الحاكم السابق لجاكرتا بتحسين البنية التحتية الوطنية، واتخذ خطوات للاستعداد لمعالجة تغير المناخ، كما كان واحدا من بين 100 شخصية من قادة العالم في قمة "كوب 26" للمناخ في اسكتلندا للتوقيع على اتفاق لوقف إزالة الغابات والعدول عن هذا الاتجاه بحلول عام 2030.

وقدم ويدودو منذ انعقاد قمة "كوب 26"، المزيد من الالتزامات بشأن تطوير الاقتصاد الأخضر. وقد سلط الضوء في خطاب له في آب/أغسطس من عام 2022، على عدد من الحلول طويلة الأجل القائمة على الطبيعة لتغير المناخ، مثل تطوير مشاتل النباتات وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية، والاعتراف بأهمية النظم البيئية الطبيعية فيما يتعلق بامتصاص الكربون.

جدير بالذكر أن إندونيسيا هي واحدة من الدول الصناعية الكبرى في العالم، وتسعى إدارة ويدودو للحاق بركب تطوير وإنتاج المنتجات ذات الانبعاثات المنخفضة. كما أن هناك خططا لبناء أكبر حديقة خضراء صناعية في العالم، باستخدام الطاقة الكهرومائية، في مقاطعة شمال كاليمانتان.

 كما أن هناك خارطة طريق خاصة بالتحول في مجال الطاقة، حيث حددت الحكومة هدفا للوصول إلى 31% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، وخفض الانبعاثات بنسبة 29% بحلول عام 2030. ومن الممكن أن تقوم الحكومة برفع هذا الهدف إلى 41%، من خلال الدعم المالي الدولي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي