سيول تعلن رصد صاروخ بالستي "بعيد المدى" أطلقته كوريا الشمالية

ا ف ب - الأمة برس
2023-02-18

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحيي جنودا في عرض عسكري كبير في بيونغ يانغ في 08 شباط/فبراير 2023 (ا ف ب)

أطلقت كوريا الشمالية اليوم السبت ما يُعتقد أنه صاروخ بالستي بعيد المدى، وفق ما أعلن جيش كوريا الجنوبية، في أول اختبار من نوعه منذ مطلع العام يأتي قبيل مناورات عسكرية أميركية-كورية جنوبية مقرّرة الأسبوع المقبل في واشنطن.

وأعلنت قيادة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن "صاروخا يُشتبه بأنه بعيد المدى أطلق من منطقة سونان في بيونغ يانغ باتجاه بحر نحو الساعة 17,22 (08,22 ت غ)"، في إشارة إلى المساحة المائية التي تعرف أيضا ببحر اليابان.

وشدد البيان على أن "الجيش الكوري الجنوبي على أهبة الاستعداد ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وبصدد تعزيز المراقبة واليقظة".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية سقط على ما يبدو في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة، ولاحقا أكد متحدث باسم الحكومة اليابانية أنه صاروخ بالستي عابر للقارات.

وقال كيشيدا في تصريحات للصحافيين "يبدو أن صاروخا بالستيا أطلقته كوريا الشمالية سقط في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة، غربي هوكايدو"، وذلك بعدما أشار مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية إلى إمكان سقوط الصاروخ على بعد نحو مئتي كيلومتر إلى الغرب من جزيرة أوشيما الواقعة ضمن نطاق منطقة هوكايدو في شمال اليابان.

وارتفع منسوب التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية بعدما كرّس الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أونغ في أيلول/سبتمبر الماضي رسميا سياسة تجعل من الوضعية النووية لبيونغ يانغ أمرا "لا رجعة فيه"، وأجرت بيونغ يانغ عددا قياسيا من التجارب على أسلحتها.

ردا على ذلك عزّزت سيول مناوراتها العسكرية مع حليفتها واشنطن إذ تسعى الحكومة الكورية الجنوبية لتهدئة مخاوف الكوريين الجنوبيين القلقين بشكل متزايد إزاء مدى التزام واشنطن ردع بيونغ يانغ.

عملية الإطلاق السبت هي الأولى منذ الأول من كانون الثاني/يناير، وتأتي بعد أيام قليلة على إعلان سيول عن تدريبات نظرية مقرّرة الأسبوع المقبل في واشنطن سيبحث خلالها الحليفان في كيفية التصدي لأي استخدام من جانب بيونغ يانغ للسلاح النووي.

وامس الجمعة قال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في تصريح لوكالة فرانس برس إن التدريبات المقرّرة الأسبوع المقبل ستركّز على "التخطيط المشترك والإدارة المشتركة والرد المشترك مع القدرات النووية لواشنطن" في حال شنّت بيونغ يانغ هجوما نوويا.

ولوّحت كوريا الشمالية الجمعة برد قوي "غير مسبوق" على مناورات عسكرية مرتقبة لسيول وواشنطن، معتبرة أنها استعدادات للحرب.

وجاء في بيان لمتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية نشره الإعلام الرسمي "إذا مضت واشنطن وسيول قدما في المناورات "ستواجهان ردود فعل حازمة وقوية غير مسبوقة".

بعد أن تولى يون سوك يول المتشدد الرئاسة في كوريا الجنوبية، عزّزت سيول المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة بعدما خُفّضت وتيرتها خلال جائحة كوفيد، علما بأن تلك المناورات كانت قد علّقت إبان جهود دبلوماسية تجاه بيونغ يانغ بُذلت في عهد سلفه ولم تثمر.

- لا محادثات، مزيد من الصواريخ -

هذا الأسبوع، وصفت كوريا الجنوبية في وثيقة دفاعية جارتها الكورية الشمالية بأنها "عدوتها"، وذلك للمرة الأولى خلال ستّة أعوام لم تستخدم فيها سيول هذا التوصيف، في إشارة إلى تشدد سيول حيال بيونغ يانغ.

أجرت كوريا الشمالية العام الماضي تجارب أطلقت خلالها صواريخ عدة، سقط أحدها على مقربة من المياه الإقليمية الكورية الجنوبية وذلك للمرة الأولى منذ التوصل في العام 1953 إلى هدنة وضعت حدا للحرب الكورية.

في كانون الأول/ديسمبر أطلقت كوريا الشمالية خمس مسيّرات عبرت المجال الجوي لسيول، بما في ذلك أجواء المقر الرئاسي الكوري الجنوبي.

وسبق أن أشارت بيونغ يانغ مرارا إلى أنها غير مهتمة بإجراء مزيد من المحادثات، وقد دعا الزعيم الكوري الشمالي مؤخرا إلى "زيادة هائلة" في الترسانة النووية لبلاده.

في عرض عسكري كبير نظّم في بيونغ يانغ الأسبوع الماضي، استعرضت كوريا الشمالية عددا قياسيا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وأشار خبراء إلى أن العرض شمل صواريخ بالستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب.

وتطوير هذا النوع من الصواريخ البالستية العابرة للقارات هو أحد الأهداف الرئيسة لبيونغ يانغ لأنه يجعل من الصعب رصد صواريخها النووية وتدميرها.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي