احتفاءً بنرجسة الهواء

2023-05-27

  صورة للصحافية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة خلال قداس إحياء لذكرها بعد عام على مقتلها في بيت حنينا في الضفة الغربية المحتلة في السابع من أيار/مايو 2023 (أ ف ب)

رعد السّيفي

إلى شيرين أبو عاقلة

في صباحِ البلادْ

وردةٌ

من نسلِ كنعانَ

محفوفةّ بالنّدى

تخيطُ على الأرضِ غيمتَها،

وترحلُ …

حتّى تُضيئَ قناديلها

في كؤوسِ العمادْ

٭ ٭ ٭

نجمةٌ

في الطّريقِ

إلى قبرِها

سوفَ تهدي السّراةَ

طقوسَ الرّشادْ

٭ ٭ ٭

كانت تعلمُ أنَّ النّورَ المتدفقَ من عينيها

يوقظُ سأمَ العتمةِ،

ويرشدُ الرّصاصةَ الوحيدةَ

إلى غصنِ الدّهشةِ

لذا تركتْ صمتَها

يتهادى ببطءٍ

وراءَ جدارٍ عتيقْ؛

ليعانقَ نهارَها النّازفَ في فصاحةِ الغيابْ

٭ ٭ ٭

أمامَ أنظارِ العدساتْ

اتّكأتْ على أبجديةِ الصّمتِ

تاركةً لوحي الصّورةِ

أنْ يقولَ

ما لم تقلْهُ الكلماتْ

٭ ٭ ٭

في الشّهقةِ الأخيرةِ

انداحَ العالمُ

-على سعتهِ-

مُحلِّقاً…

على بقعةِ الدّمِ الّتي

خضَّبتْ عُشبَ الخريطةِ

٭ ٭ ٭

الذّخيرةُ الّتي

نَسجتْ رايةَ المحو

كي تريقَ جمرها

لم تكنْ عمياءْ !

إنّها تُبصرُ طويلاً طريقَ الفراشةِ ؛

إذْ كانت المقدسيّةُ

تَتْبعُ عطرَ النّشيدِ ،

وهي تُلوّحُ للسّحابةِ الهابطةِ

كي تحملَها بعيداً

متبوعةً بسلالاتِ البهاءِ ،

وأريجِ النّارنجِ ،وأزاهيرِ الّلوزْ

امرأةٌ

.تسقطُ من صوتِ نهارٍ مذبوحْ

مُدجَّجةً بقلادةِ ضوءٍ

تَسْطعُ في وجهِ العُتمةِ

امرأةٌ بنقاءِ الصّبْحِ

وزّعتْ أزاهيرَ أحلامِها

على واجهاتِ المَجَرّاتِ

محتفيةً بالنّسائمِ،

وهي تُعانقُ ذاكرةَ الحضورِ

أمامَ حائطٍ عتيقْ

وراءَ خوذةٍ من ذهبِ الغيابِ

تفضحُ هشاشةَ القوسِ الّذي

يُديرُ نحوها

سَيْلَ جمرهِ ؛

ليُطفئَ السّراجْ !

ويتركَ الضّحيةَ

تميمةً…

تَبْلُغُ قبلَ الطّيرِ

سماوةَ المعراجْ !

٭ ٭ ٭

امرأةٌ

تفْتَحُ حجرَ الحكمةِ

أمامَ عبثِ العالمِ

متوشّحةً بترابِ جِنين

ساكنةً على وحشةِ القيامةِ

دونِ أنْ تُصغي إلى وترِ التّوسّلات،

وعويلِ الظّلال الّتي

كانت تلاحقُ تفاصيلَ خطوتها الشّاهقةِ ،

إذْ تجوبُ قداسةَ المكانْ ،

بينما لؤلؤةُ الرّوحِ

تسطعُ في تلكَ السّاعةِ

أمامَ شاشاتِ العالمِ الّذي

يسمعُ صريرَ حروفهِ الغارقةِ في السّوادِ ،وهي

تَنسَلُّ بإيقاعها المتوحّشِ ،

لتغمرَ موسيقى الأسماءْ.

ويشاهدُ انثيالَ خبيئةِ الرّمادِ،

وهي تطوي نهاراتنا في فوضى الطّرائدِ،

وتتركها غارقةً

على أجنحةِ الزّوالِ،

ويثيرُ اختلاجاتنا ،

لنبتكرَ أبجديتنا في فهرسِ الألمِ،

ونَنْحتُ حجارةَ الأثرْ

ركيزةً بهيّةً مليئةً بالينابيعِ

كي تسطعَ في حُمّى الوجوهِ

بينَ موتٍ وآخر ! !








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي