وردةٌ مظلمةٌ دائماً

2023-06-21

حمزة كوتي

صدى الهوية

سطَع بي صدى النظرة. نظرةٌ كالمرآة حيث كلُّ شيءٍ انعكاسٌ لكلام صورةٍ تدعوني إليَّ.

كانت تمطر عليَّ اللحظات حتى عندما كنتُ مخفيًّا بين الماء والطين؛ وأمّا الوقتُ فأنا اللفظ المتدفِّق فيه؛ وموجٌ في محيطه

وقد أصبحتُ في هذا المحيط: موجًا وتموُّجًا وخطابَ الحركة.

هويتي تتدفّق فيَّ. أنا إنسانٌ من المستقبل؛ لكنّني جئتُ من الماضي: ماضٍ دمويٍّ حيث الأرضُ ساحةٌ لحضوره

أرضٌ وردةٌ مظلمةٌ دائمًا: وردةٌ متدفّقةٌ دمُها على شفراتٍ صامتةٍ وقاسية.

لقد وجدتُ نفسي: شخصًا في مسعىً دائم. أفكِّرُ في النصر دائمًا؛ والفشلُ شيء لم تدركْه المخيّلة.

وما الفشل إلا الشفرة الحادّةُ عليَّ: بل هي الوحشُ ذاته.

■ ■ ■

سأكتب: اللغةُ حقٌّ

سأرسم الطفل ضاحكًا على جدران مدينة النخيل؛ وسأكتبُ: الربابةُ حقٌّ، والأنهرُ حقٌ.

ويجب أن يبقى طريقُ الحبِّ مُستنيرًا. يجب أن يكون للأطفال نصيبٌ في لغتهم الأم؛ ونصيبٌ في دفاعهم عن الحقِّ؛ وسأكتب: اللغةُ حقٌّ.

■ ■ ■

أنا إنسانٌ من المستقبل

أنا إنسانٌ من المستقبل؛ ولغتي التي أكتب بها هي لغة المستقبل. سيتحدَّث الأطفال بلُغتي هذه التي أكتب بها في هذا الوقت الراهن من تاريخ أرضي الدموية.

سأكون حاضرًا في الحروف التي سوف يكتبها هؤلاء على جدران المدينة، كرسائل حبٍّ إلى حبيباتهم الرائعات ويكون لي تدفّقٌ دائمٌ في الأغنيات.

■ ■ ■

لم يذكرْهُنَّ مؤرّخ

الروح التي أجَّلتِ الحبَّ في جِناني هي مَن يمنحني وقتًا لكي أهدي زهرةً إلى امرأةٍ بقيت تنتظرني حتى تكشف عن الأسرار التي كانت تحملها عن نساء محرّمات.

تلك النساء اللائي جسدُهن خرائطُ أرضٍ وزرعٌ ومواسمُ حصاد؛ تلك اللائي لم يذكرْهُنَّ مؤرخ؛ وإنّما بقين في أغنيات الطفولة، في مراثي الشهادة وفي نعي الموتى.

■ ■ ■

لنا شمسٌ تتوهّج من ضوء الغناء

نتحدّث بالدفء؛ بالشفافية؛ وفي كلماتنا أرواحُ النبات، والمطرُ، والانتظارُ الجميل.

لنا شمسٌ تتوهّج من ضوء الغناء. لنا "أبوذيّة" قبل عصر الكتابة. والكلمة الواحدة ذات المعاني الكثيرة.

ولنا كلامٌ من العسل والياقوت، وحياةٌ وحِنّاء في حرف الحاء؛ وجنَّةٌ في نهايات الزمن.

شاعر من الأهواز








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي