الحجاج يؤدون عند عرفات الركن الأعظم للحج  

أ ف ب-الامة برس
2023-06-27

 

 

حجاج يصلون ويدعون على جبل الرحمة في منطقة عرفات خلال ذروة مناسك الحج في 27 حزيران/يونيو 2023 (أ ف ب)   

الرياض: يمضي الحجّاج يومهم الثلاثاء 27يونيو2023، بالصلاة والدعاء عند جبل عرفات قرب مكة المكرمة، في ذروة مناسك الحجّ التي يتوقع أن تسجّل أعدادا قياسية هذا العام في أجواء شديدة الحرارة.

في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء تدفق الحجّاج وعددهم يناهز المليونين على صعيد عرفات  لأداء الركن الأعظم من الحجّ، بعدما أمضوا الليل في مخيّمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة، أقدس مدن المسلمين.

وسيبقون طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلّون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، والكثير منهم أعتلى جبل الرحمة وجلسوا بين صخوره.

على الجبل، قال العامل اليمني ياسين عبد الحق (23 عاما) الذي استخدم مظلة صفراء للوقاية من أشعة الشمس "أشعر براحة نفسية كبيرة".

وتابع الشاب بفرح "لا أصدق أنني أمضي اليوم على عرفات"، قبل أن يواصل التلبية "لبيك اللهم لبيك"، والتي كانت تصدح في أرجاء المكان. 

وعلى امتداد جبل عرفات، بكى حجّاج تأثرا وهم يصلّون في أجواء شديدة الحرارة، وقد حملوا مظلات للوقاية من درجة الحرارة التي بلغت 40 درجة قبل منتصف النهار.

وبعد غروب الشمس، يتوجّه الحجّاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى.

ولا تزال المعلمة المصرية تسنيم جمال (35عاما) لا تصدق أنها ضمن الحجيج هذا العام بعد محاولات سابقة باءت بالفشل.

وقالت الشابة التي تعيش في المملكة "لا يمكنني وصف مشاعري أعيش فرحة كبيرة" واستفادت جمال التي جاءت رفقة صديقاتها من قرار السلطات السعودية إلغاء شرط وجود مرافق رجل مع النساء.

-حرارة شديدة-

وحددت قوات الأمن السعودية نقاط دخول وخروج من المنطقة الجبلية الواسعة. وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الجبل. وانتشر رجال أمن يحملون مظلات بيضاء في أرجاء المكان.

يُقام موسم الحجّ هذا العام بدون أي قيود لناحية أعداد الحجاج أو أعمارهم، بعد ثلاثة مواسم كان فيها الحج محدودا على خلفية تفشي جائحة كوفيد.

والحجّ أحد أكبر التجمّعات الدينيّة السنويّة في العالم،

في 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكنّ تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعوديّة على تقليص الأعداد إلى حدّ كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم العام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، و926 ألف حاج في 2022.

ووصل أكثر من 1,62 مليون حاجّ من خارج المملكة، على ما أعلنت السلطات السعوديّة الأحد.

وتتوقّع السلطات السعوديّة مشاركة أكثر من 2,5 مليون حاج من 160 بلدا في الحج هذا العام في "أكبر موسم حج في التاريخ"، على ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة وكالة فرانس برس الأحد.

قد يكون الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة.

ويؤدي الحجاج المناسك، والكثير منها في الهواء الطلق، تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب، حتى أن الهواتف الذكية تتوقف عن تأدية بعض المهام ما لم "تبرد".

-"فرص لا تتكرر"-

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تراوح درجات الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهارا خلال موسم الحج.

وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة وجهّزت سيّارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج. وحذرت الحجاج من التعرض "لضربات الشمس".

وأقامت مركزا صحيا مخصصا لاستقبال حالات الإجهاد الحراري.

وفي أرجاء المكان، تمركزت شاحنات كبيرة توزع المياه الباردة وأخرى توزع أكياسا بلاستيكية بها مأكولات خفيفة.

وانتشر عمال يحملون أكياسا خضراء لجمع مخلفات الحجاج، فيما كتب على حاويات القمامة الخضراء "معا ... للحفاظ على أطهر بقاع الأرض".

وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، إذ لا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ.

وخلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة والأوراق المقوّاة، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.

وقبل توجهّه إلى عرفات، أعرب المهندس الأميركي أحمد أحمدين (37 عاما) عن سعادته لأن "الله اختاره من بين ملايين" المسلمين لأداء الحج.

وتابع بحماس "أحاول التركيز في الدعاء لأهلي وأصدقائي والصلاة لأنها فرصة لا تتكرر".

والأربعاء، يُشارك الحجّاج في رمي الجمرات، آخر أهمّ المناسك - وقد أدّت في السنوات الماضية إلى عمليات تدافع مميتة - قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء "طواف الوداع" حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى.

على مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات تدافع في الأماكن الضيقة. لكنّ لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ العام 2015 حين تسبّب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى قرب مكة بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.

وقامت السلطات السعودية بعدها بتشييد مبنى ضخم متعدد الطوابق مخصص لرمي الجمرات لتفادي أي ازدحام أو حوادث.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي