أنصافُ أشياء

2023-08-27

دريد جرادات

قالَ لِي صاحبِي:

سَأتلو عَليكَ مِنَ الحَديثِ

ما لَيسَ بِذي شَجَن

ما زِلتُ أهربُ مِن واقِعٍ

وبِهِ أصطَدِم

وأعيشُ أحلاماً

فإذا بِها تَندَفِن

وأحيا طُموحاً

فإذا بِهِ يَنهَدِم

وينبضُ القَلبُ عِشقاً

فإذا بِهِ يَنفَطِر

فأنّى تُواتي الريحُ مَراكِبي

ومَوجُ الشَّقاءِ يَنتَظِر

إن جارَ عَليها الزَمانُ

أو عاثَ بِها الأغرابُ

تُربُها والياسَمينُ سِيان

والفَجرُ لا مَحالةَ قادمٌ

حَتىَّ لَو غُلِّقَت الأبوابُ

أو صَدَّها الأحباب

أكرَهُ أنصافَ الأشياء

نِصفَ حَياةٍ

نِصفَ مَماتٍ

نِصفَ حَديثٍ ونِصفَ لِقاء

نِصفَ وُقوفٍ

نِصفَ مَسيرٍ

نِصفَ طَريقٍ

نِصفَ رَحيلٍ ونِصفَ بَقاء

فَلا أستَطيعَ السَّيرَ قُدُماً

ولا العودَ إلى الوَراء

فَفِي ماضي العَهْد

كانَ يُقامُ الحَدُّ عَلى السارِقِ

بِقَطعِ اليَدّ

وفِي هذا العَهد

يُحكَمُ على السارِقِ بإطلاق اليَد

شاعر من الأردن








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي