لوحةُ الشَّاعِر

2023-08-30

غريب إسكندر

لماذا تركتَ الكلمةَ تصرخُ وحيدةً

في لوحتِكَ أيُّها الشَّاعِر؟

كان ممكناً لها أن تلوذَ بالظلِ أو تحترقَ كألواحٍ قديمة

أن تنزفَ أو تغني كأبجدياتٍ غامضة

أن ترسمَ عناصرَ الوجودِ وتسميها عناصرَ العدم!

كان ممكناً لها أنْ تستنجدَ بزهرةِ النارِ؛ بإثمِ البراءة

أن تسألَ المجوسَ عن النجوم

تختفي وتظهر، تموت وتحيا

تصل.. أو.. لا تصل

تتيه.. تتيه.. تتيه فقط!

ها أنا أصغي إلى البحر وحيداً مثلكَ

ولا عدة لي سوى الكلمات

عَتمةٌ تسهرُ وأخرى تنام

هذه هي آيةُ نفسِكَ:

أن تُغنِّي … تُغنِّي … وتُضيء

أن ترقصَ للريح والصدى

سيسمعُكَ البحرُ

لستَ وحدَكَ

أنا أيضاَ معكَ

أعرفُ أنَّ ألواني تآكلتْ

لكنَّ لَيْلي ما يزالُ يرتعشُ أمامَ دهشةِ الضوء!

حُلُم

رأيتُ البحرَ يطردُ الظلالَ عن أمواجِهِ

بينما ستائرُ الليلِ تتطاولُ على شِتَاءٍ

قديمٍ ينتحبُ من حبٍّ لا شفاءَ منه!

أتقلبُ في طوياه الباردة

في هضباتِهِ ومتاهاتِهِ

في أشواكِهِ التي ستَلِد

وأساطيرِهِ التي تحْتَضر

أتنبأ بنهايتها الآن

فأضع أقنعتي التي اعتدتُ دويَّها كيقظة.

ثم يأتي النهارُ بحشرجتِهِ المَهْزُومة

ليملأ الفراغَ فراغاً آخر

جُرْحاً برّيّاً

جمراً أبدياً

وتيهاً لا يُشبه سواه!

وتَدومُ رفقَتُنا من أولِّ الضَّوْء الى أولِّ الضَّوْء

لم أرَ فيها سوى «أَنَا» مُؤجَّجةٍ في الصّباح

طريدةٍ وخائفةٍ في المساء

صاخبةٍ ومخيفةٍ كالريح

نديّةٍ ومُعَطَّرةٍ كالصمت

هذا كلُّ ما تَبَقَّى لها

من الحُلْم!

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي