ملح الهواء

2023-09-04

احساين بنزبير

اللهو مع الغيم

عند وقت القيلولة

على إيقاع غزالة

أو حمار وحشي…

وذكراها

تسيح في أرشيف دمي

كأن الغيمة تقطر حبا وحيدا.

٭ ٭ ٭

خطوة تكسو التراب

نيلوفرا شفيفا

عمَّدَتْه فراشة الأيام

بحبل الغواية

والرقص.

٭ ٭ ٭

لم أعثر عليه منذ مدة طويلة

بين لائحة هواء صغير

كأنه مظهر من جثة يعقوب.

افترضْ:

أننا في حقل

ونقول إنه حقل.

أننا في مدينة

ونقول إنها مدينة.

فقط هنا

نثر جُمل يتسافد

رغم أنف ما يحيط بنا.

٭ ٭ ٭

ملحمة

أمْ حلٌّ أخير في سعادة الوضوح

حيث كلامه

يسرق الهواء

من فم عابرين تائهين.

ثم يشتت حزنه

فوق خطاهم

نحو سوق قديم

كما لو صورة شعبية لشفَقٍ مريض.

٭ ٭ ٭

يرسم ويرسم تحت سقيفة ولا يتكلم.

بل يكتب بدنا مسلوخا.

هنا شبكة تمزيقٍ

حيث اللون والموت

وقيلولة مشروع مخبوء

خمارُ يد تنهض لترتعش.

٭ ٭ ٭

باكراً

يحضن صوت مذياع قديم،

أخبار جثة حييةٍ،

رجُل ينتحر ويمر،

امرأة تخون نفسها،

عُمّالٌ يحملون صليبا،

مسدّسٌ يُصلِّي في زاوية لا محراب لها.

٭ ٭ ٭

بين غمغمات أهل الكهف

وقصيدةٍ تتبرَّج في حضن شاشة،

ثمة حمامةٌ أو آخر موجة حجرية العهد.

يا ليت المغامرة تتهيأ

لتقيم في قبلتيْن متوسطيتيْن.

أمّا قِطَعُ الحب تُرَطِّب الهواء

كي ترقص مع عشيرة الظَّرِبان.

٭ ٭ ٭

كان ألَماً وسِعْراً اتفاقيا

في دائرة غريبة.

ولأنه يشبه نجمة

تتوهم ذاتها،

وترسم صوت الباب قليلا.

كانت فعلا لحظات همجية.

ولأنه رائع وجميل،

قذفَتْه الأسفار

نحو قَدَرٍ مجوسيٍّ.

٭ ٭ ٭

وهو يمشي

يصير بطلا لرواية مبنية للمجهول.

وهو يمشي

يتكتل غيس الوقت في فمه.

ثم يستكين لسرير الرغبة

حيث الظلام يرمِّمُ طوارئ لحمها.

وحده يحلم كما لو يبكي

ثم يُشاطِئ سديم الفصول.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي