الآلاف في مرسيليا يترقبون جولة البابا فرنسيس في ظل دعمه قضية المهاجرين

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-23

البابا فرنسيس يحيي المؤمنين خلال صلاة التبشير في الفاتيكان في 17 ايلول/سبتمبر 2023 (ا ف ب)

مرسيليا - تتجه أنظار عشرات الآلاف بمدينة مرسيليا الفرنسية إلى جولة البابا فرنسيس في شوارع المدينة الساحلية وإحياء قداس فيها خصوصا بعد دعوته السبت الحكومات الأوروبية لبذل مزيد من الجهود لرعاية المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم في البحر المتوسط.   

وقال الحبر الأعظم في ختام اجتماع للأساقفة والشباب من جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط إن الهجرة "هي واقع في هذا الزمن، وهي عملية تشمل ثلاث قارات حول البحر المتوسط ويجب إدارتها ببصيرة حكيمة تتضمن استجابة أوروبية".

ومن المتوقع أن يعجّ ملعب فيلودروم في ثاني أكبر المدن الفرنسية، والمطلة على البحر المتوسط، بنحو 60 ألف شخص، كما يحتمل أن يتجمع ما يصل إلى 100 ألف شخص في جادة دو برادو لمشاهدة البابا في مركبته المكشوفة الشهيرة قبيل إقامة القداس.

تطرق البابا امس الجمعة، في اليوم الأول من زيارته إلى المدينة والتي تستغرق يومين، إلى العداء المتزايد تجاه المهاجرين في أوروبا، مشددا على ضرورة إنقاذ الحكومات لطالبي اللجوء الفارين من النزاعات في بلادهم.

وفي هذا الصدد قال المواطن البنيني فرانكي دومينغو الذي يرأس مجموعة من المهاجرين غير المسجلين في مرسيليا، إنه يأمل أن "تعيد لنا زيارة البابا القليل من الأمل .. وتهدئ التوترات السياسية".

ووصف دومينغو المدينة الساحلية بأنها مركز "عالمي ومتعدد الثقافات والأديان"، لكنه أشار إلى أنها "تواجه صعوبات كبيرة مثل مشكلة السكن وتهريب المخدرات الذي يزهق أرواحا كل يوم".

وقُتل 40 شخصاً في حوادث إطلاق نار في مرسيليا هذا العام، وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتمويل تطوير البنية التحتية للمدينة في محاولة لوقف تدهورها.

استقبل اليمين زيارة البابا بشكل متباين، وشمل ذلك ممثليه الكاثوليك والمحافظين الذين انتقدوا تدخّلاته السياسية واتهموه بالقيام بالكثير تجاه المهاجرين.

وفي بلد يُحكم منذ العام 1905 بمبدأ العلمانية، اتهمت المعارضة اليسارية ماكرون بـ"الدوس" على الحياد الديني للدولة عبر إعلانه المشاركة في القداس الكبير اليوم السبت.

وتأتي زيارة البابا بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطّة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفّقات الهجرة من شمال إفريقيا.

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد شدّد الثلاثاء على أن فرنسا "لن تستقبل مهاجرين" ممن وصلوا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

- "واجب الحضارة" - 

 

وامس الجمعة وعقب وصوله إلى مرسيليا، توجه إلى كاتدرائية نوتردام دو لا غارد على مرتفعات مرسيليا.

وبعدما شارك في صلاة مع كهنة الكاتدرائية، اجتمع البابا مع مسؤولين دينيين مسيحيين ومسلمين ويهود أمام نصب البحارة والمهاجرين الذين فقدوا في البحر، مجددا دعوته لاستقبال اللاجئين.

وقال البابا الذي لطالما ندد منذ انتخابه بترك المهاجرين يواجهون مصيرهم "لا یمكننا أن نبقى شھودا لمآسي الغرق بسبب عمليات الاتجار الكريهة وتعصّب اللامبالاة. علينا أن ننقذ الأشخاص الذي يتعرّضون لخطر الغرق عندما يتركونهم فوق الأمواج. إنه واجب إنساني، إنه واجب الحضارة!".

وقال رئيس منظمة "اس او اس ميديتيرانيه" فرنسوا توما في تصريح لوكالة فرانس برس بعدما ألقى البابا كلمته "كنا نعوّل على كلمات قوية، لكنه ذهب حتى أبعد مما كنا نأمله".

وكان البابا الذي يبلغ 86 عاماً قد لفت إلى أنه لن يأتي إلى فرنسا في زيارة دولة بل إلى مرسيليا، وذلك للتنديد بمأساة غرق سفن المهاجرين والدفاع عن قضيّتهم.

وإلى جانب قضية المهاجرين، يتوقع أن يبحث البابا قضايا أخرى مثل عدم المساواة الاقتصادية وتغير المناخ.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي