الغارديان: 20 عاما وضحايا التعذيب في أبو غريب ينتظرون العدالة وأمريكا فشلت في تعويضهم  

2023-09-27

 

أخبر طالب المجلي، منظمة هيومان رايتس ووتش، أن اعتقاله وتعذيبه في أبو غريب “دمرني ودمر عائلتي وسرقوا المستقبل منا” (أ ف ب)خصصت صحيفة “الغارديان” افتتاحيتها لملف التعذيب في سجن أبو غريب العراقي أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق من 2003- 2011.

وقالت إن عقدين مضيا على انتهاكات حقوق الإنسان والصور الفظيعة للمعتقلين والتعذيب، بدون أن تعوّض الولايات المتحدة الضحايا الذين عذبهم حراس السجن الأمريكيين.

وقالت الصحيفة: “مضت 20 عاما على بداية الانتهاكات الفظيعة في سجن أبو غريب بالعراق. وظهرت تقارير عما يجري سريعا، ووجد تحقيق داخلي انتهاكات إجرامية سادية، صارخة وغاشمة. لكن لم يتم تسريب الصور هذه إلا في نيسان/ أبريل 2004، وكشفت عن مدى الفساد، بما في ذلك السخرية من السجناء العراة والرجال المغطاة رؤوسهم بأكياس ومربوطين بأسلاك كهربائية”.

واعتذر الرئيس الأمريكي في حينه، جورج دبليو بوش. أما وزير الدفاع في ذلك الوقت، دونالد رامسفيلد، فقد رفض التقارير، ووصف الجناة بأنهم مجرد “تفاحات متعفنة”، وقال إنه عثر على طرق لتعويض المعتقلين العراقيين الذين عانوا تظلمات وانتهاكات وحشية.

إلا أن تقريرا جديدا من منظمة “هيومان رايتس ووتش” كشف عن فشل الحكومة الأمريكية، على ما يبدو، في تعويض أو جبر خواطر الضحايا الذين عُذبوا في أبو غريب وغيره من السجون التي أدارتها الولايات المتحدة في العراق. وكشفت المنظمة الحقوقية أيضا أن هؤلاء الضحايا لا مسار لديهم كي تتحقق العدالة لهم ومتابعة قضاياهم.

وقالت الصحيفة إن آلافاً من الرجال والنساء والأطفال، اعتُقلوا في السجن الذي أدارته الولايات المتحدة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ضباط المخابرات العسكرية، قالوا إن نسبة ما بين 70-90% من المعتقلين في السجن، اعتقلوا بطريق الخطأ.

ومَن عُذبوا في أبو غريب وأماكن أخرى، كانوا من ذوي الرتب المتدنية، وليسوا ضباطا أو مهندسين لهذا النظام. وفي ظل دونالد ترامب، أصبحت جينا هاسبل التي أشرفت على المعتقلين في السجون السرية “المواقع السوداء”، مديرة للوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”.

وأُلغيت في عهد الرئيس باراك أوباما، المذكرة التي تعود إلى فترة بوش وسمحت بممارسة التعذيب، وقال إن إدارته “ستتطلع للأمام” بدلا من ممارسة مزيد من التعذيب. لكن، ليس هذا موضوعا تاريخيا فقط، فالعراقيون لا يزالون يعانون.

وأخبر طالب المجلي، منظمة هيومان رايتس ووتش، أن اعتقاله وتعذيبه في أبو غريب “دمرني ودمر عائلتي وسرقوا المستقبل منا”.

وتعلق “الغارديان” أن الفضيحة لا تزال تلوث سمعة أمريكا حتى اليوم، فقد كان غزو العراق طريقة لتأكيد التفوق العسكري الأمريكي، إلا أنه وجّه ضربة مؤلمة لموقفها الدولي. ونظر الكثيرون للصور من أبو غريب على أنها تمثيل للنوايا الحقيقية الأمريكية في المنطقة، ليس جلب الديمقراطية والحرية، بل الإخضاع والإهانة.

ويحاول الغرب تقديم المعركة الدائرة بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة العالمية ضمن معايير أخلاقية. ولكن الذين يسخرون من هذه الرؤية، ويعرفون ما حدث في العراق، لديهم سبب قليل لكي يغيروا موقفهم، في ظل مواصلة الولايات المتحدة معالجة الأمر بطريقة مناسبة.

وفي العام الماضي، نشر البنتاغون خطة عمل لتخفيف الضرر على المدنيين أثناء العمليات العسكرية الأمريكية. ومع أنه يرحب بهذه الخطة، إلا أنها لا تشمل على تعويضات للمدنيين الذين تضرروا من عمليات سابقة. والتعويض هو شكل من المحاسبة، وربما لعب دورا محدودا لمنع الجرائم في المستقبل ومعالجة الضرر الذي طال سمعة أمريكا، والأهم من هذا، فستكون خطوة صغيرة لتحقيق العدالة للمعتقلين الذين انتظروا عقدين.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي