الغارديان: بولندا الحليف القوي لأوكرانيا تتخلي عنها وتتحول إلى خصم  

2023-10-07

 

يشير المقال في الختام إلى أن تلك المظاهرة تعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ بولندا الحديث (أ ف ب)أكد مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت بولندا، التي كانت أحد أهم الحلفاء الداعمين لأوكرانيا في حربها الطاحنة مع القوات الروسية، للتخلي عن أوكرانيا بل والتحول إلى خصم.

وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من المحللين السياسيين كارولاينا ويجور وجارسلو كويز، إلى أن دول الجوار لأوكرانيا، ومنها بولندا، عانت الكثير بسبب الحرب هناك، وأصبحت أخبار العنف والعنف المضاد أحد تجارب الحياة اليومية لشعوب تلك الدول. ويلفت المقال إلى أن الخوف ينتاب شعوب تلك الدول أن ينتشر الصراع خارج حدود أوكرانيا وهو ما تسبب في تعاطف الشعب البولندى مع اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب.

ويضيف المقال أن الشعب البولندي بعد مرور ما يزيد على 18 شهرا من الحرب الدامية في أوكرانيا التي تقع على الحدود الشرقية مع بولندا بدأ يعتاد سماع أخبار تلك الحرب، موضحا في الوقت نفسه أنه على الرغم من طول فترة الحرب وعدم قدرة أي من الطرفين على حسم الموقف لصالحه إلا أن المخاوف مازالت قائمة من امتداد التهديد الروسي ليشمل دول الجوار لأوكرانيا.

ويوضح المقال أن الواقع الجيوسياسي الحالي قد يدفع الحزب الحاكم في بولندا، والذي كان في بداية الحرب من أشد الداعمين للمساعدات الغربية لأوكرانيا، إلى التخلي عن موقفه هذا والتوقف عن تزويد أوكرانيا بالسلاح على ضوء الخلاف الذي بدأ يحتدم بين الطرفين بسبب واردات الحبوب الأوكرانية رخيصة الثمن لبولندا والتي ألقت بظلالها السلبية على المزارعين البولنديين وأدت إلى كساد السلع المحلية المنافسة.

ويشير المقال إلى أنه بات من العسير على الحزب الحاكم في بولندا أن يتمسك بموقفه السابق الداعم لأوكرانيا حيث أصبحت العلاقات بين الطرفين تشوبها روح المنافسة أكثر منها روح التعاون، موضحا أن الدور البولندي في المنطقة كعضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي (النتو) دور واضح ومهم، إلا أن موازين القوى قد تتغير في حال انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي أو الناتو.

ويضيف المقال في هذا السياق أن العاصمة وارسو كانت قد شهدت يوم الأحد الماضي تظاهرة سلمية حاشدة شارك فيها ما يقرب من 800,000 من مؤيدي المعارضة يرفعون أعلام بولندا والاتحاد الأوروبي ومعربين عن قلقهم على مستقبل البلاد في ظل الظروف الحالية.

ويشير المقال في الختام إلى أن تلك المظاهرة تعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ بولندا الحديث، موضحا أنها تأتي تأييدا لحزب المعارضة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق دونالد توسك والذي يعتزم خوض الانتخابات القادمة ضد حزب القانون والعدالة الحاكم في الخامس عشر من الشهر الجاري.

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي