مجدلاني : الولايات المتحدة سحبت البساط من إسرائيل وتتولى إدارة الحرب
وكالة أنباء العالم العربي - الأمة برس
2023-10-24
الضفة الغربية - قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد شن حرب إقليمية على أكثر من جبهة، لكن الولايات المتحدة سحبت منه زمام الأمور وأصبحت هي من تقود الحرب.
وأبلغ مجدلاني وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في مقابلة بأن الإدارة الأميركية تحاول أن تجعل مقاليد الأمور في يدها "لأن أي تصعيد إقليمي ينعكس على مصالحها في المنطقة".
ويعتقد مجدلاني أن المعركة لم تبدأ بعد بالنسبة لإسرائيل رغم أنها قتلت ما يزيد على خمسة آلاف فلسطيني في قصفها المستمر لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول بعدما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى بلدات ومدن إسرائيلية في المنطقة المتاخمة للقطاع المعروفة باسم غلاف غزة.
وأضاف "المعركة الرئيسية لم تبدأ بعد، وإسرائيل في مأزق جدي، ونتنياهو في مأزق ويريد الخروج من مأزقه باللجوء إلى الحرب البرية لمحاولة إنقاذ سمعته وسمعة الجيش الإسرائيلي".
ونقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) اليوم الثلاثاء عن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي القول إن "اعتبارات تكتيكية واستراتيجية" تؤخر الهجوم البري في قطاع غزة، بينما قال نتنياهو خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستفعل كل ما في وسعها لخوض الحرب "بأسرع وقت ممكن".
وقال مجدلاني إن إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى منطقة شرق المتوسط هدفه إرسال رسائل مختلفة، أهمها إلى روسيا والصين، تفيد بأن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط غير مسموح لأي جهة التدخل فيها، مشيرا إلى أن العالم ينتقل حاليا من نظام أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب "ونحن نشهد على هذا الانتقال".
وأشار مجدلاني إلى أن القيادة الفلسطينية تتفق مع مشروع قرار روسي حول هدنة إنسانية تم تقديمه في مجلس الأمن قبل أسبوعين واستخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو) لإيقافه، وأكد أن أهم ما في الموقف الروسي وصف ما يحدث في غزة بحصار ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية "وهو تشبيه يحظى بسياق إيجابي سياسيا بشكل كبير في روسيا، وهو ما نتفق مع روسيا فيه أيضا".
وأمس الاثنين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أي هدنة في قطاع غزة ستمنح حركة حماس "استراحة" لمعاودة لشن هجمات على إسرائيل.
ونقل بيان للوزارة عن المتحدث ماثيو ميلر القول في إفادة صحفية إن أي وقف لإطلاق النار في الصراع سيعني "استمرار معاناة إسرائيل".
* تهجير الفلسطينيين
كشف مجدلاني، الذي يشغل منصبي وزير الشؤون الاجتماعية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن مخطط تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية طرحه وزير الخارجة الأميركي أنتوني بلينكن في اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورفضه الأخير جملة وتفصيلا.
وقال مجدلاني "موضوع التهجير كان جديا، وكان مطروحا على الأجندة الأميركية لكنه قوبل بالرفض جملة وتفصيلا. لا يمكن أن نقبل نكبة ثانية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعامل مع الموضوع بمسؤولية عالية"، في إشارة إلى تصريحات الرئيس المصري منذ بداية الصراع والتي أكد فيها دائما رفض محاولات دفع الفلسطينيين إلى النزوح إلى سيناء.
وأضاف مجدلاني "طرح وزير الخارجية الأميركي خطة التهجير على الرئيس أبو مازن ولكن تم رفضه دون نقاش".
وأشار مجدلاني إلى أن إسرائيل تحاول إحياء مشروع قديم طرح في خمسينيات القرن الماضي وكان يهدف إلى توطين الفلسطينيين ونقلهم من قطاع غزة إلى سيناء "وتنبه له الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والآن جماهير شعبنا تقتل هذا المشروع مجددا في مهده".
ولا يرى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تشابها بين توجه الفلسطينيين نحو الحدود المصرية في 2008 والوضع الحالي.
ومضى قائلا "في ذلك الوقت خرج الناس بسبب الظروف القاسية، ولم يكن الدافع هو الهجرة، بل الهروب من الوضع القائم والتسوق من المناطق المصرية الحدودية، في وقت وصل فيه الحصار الإسرائيلي حينها إلى مرحلة قاسية".
وأردف "لكن اليوم رغم صعوبة الوضع لكن لا نرى هذا الحشد في رفح أمام بوابات المغادرة، على العكس يوجد أكثر من ألفي فلسطيني على الحدود يريدون العبور إلى غزة".
