الحكومة البريطانية تستعد لاستضافة اجتماع دولي بشأن الذكاء الاصطناعي

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-30

العلم البريطاني مرفرفا قرب ساعة بيغ بن في لندن في 7 كانون الأول/ديسمبر 2016 (ا ف ب)

لندن - تستقبل الحكومة البريطانية سياسيين أجانب وشخصيات معروفة في قطاع التكنولوجيا وأكاديميين وغيرهم هذا الأسبوع في إطار قمة تستمر يومين وُصفت بأنها الأولى من نوعها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

سيركّز الاجتماع المتوقع بأن يحضره رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على المخاوف المتزايدة حيال تداعيات الذكاء الاصطناعي القادر على أداء العديد من المهام.

وأثار الجيل الأحدث للذكاء الاصطناعي مخاوف عديدة، من خسارة الوظائف مرورا بالهجمات الإلكترونية وصولا إلى فقدان البشر السيطرة على الأنظمة التي صمّموها بأنفسهم.

وانضم سوناك وغيره من القادة بشكل متزايد إلى ممثلين عن القطاع نفسه في التشديد على أن المعرفة والتنظيم الحاليين للذكاء الاصطناعي القادر على أداء العديد من المهام، غير كافيين على الأرجح للتحديات التي سيمثلها. 

وقال رئيس الوزراء البريطاني في خطاب في وقت سابق إن "رؤيتي وهدفنا النهائي يجب أن يكونا العمل باتّجاه نهج دولي أكثر حيال السلامة يمكننا من التعاون مع الشركاء لضمان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة قبل إصدارها".

وتابع "لنضغط من أجل الاتفاق على أول بيان دولي على الإطلاق بشأن طبيعة هذه المخاطر"، مقترحا تشكيل لجنة خبراء دولية تشبه تلك المعنية بتغيّر المناخ.

وشددت لندن التي أطلقت الاجتماع على أنها تتولى القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن ونظرا إلى أن الدولتين تضمان شركات تعد الأبرز في القطاع.

لكن ذكرت تقارير بأنها أُجبرت على الحد من طموحاتها في ما يتعلّق بأفكار معيّنة، مثل إطلاق هيئة تنظيمية جديدة في ظل ما يعد غيابا للحماسة حيال الفكرة.

- حديقة بلتشلي -

وتعد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من بين قادة العالم الذين سيحضرون المؤتمر المقرر انطلاقه الأربعاء.

وأفاد ناطق باسم سوناك الصحافيين بأن "جمع كل الأشخاص المناسبين حول الطاولة لمناقشة هذه المسألة المهمة" يمثّل "إنجازا هائلا بحد ذاته".

وستعقد القمة في موقع يحمل أهمية رمزية: "حديقة بلتشلي" حيث فك كبار خبراء الشيفرات البريطانيين شيفرة "إنيغما" لألمانيا النازية، ما ساهم في تعجيل نهاية الحرب العالمية الثانية.

ومن الهواتف الذكية وصولا إلى المطارات، ينتشر استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الحياة اليومية، لكنّه تقدّم بشكل سريع في السنوات الأخيرة عبر تطوير تكنولوجيا على غرار برنامج "تشات جي بي تي" القادر على إجراء محادثات.

وقال استاذ الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب ألدو فيصل هذا الشهر "من الواضح بالنسبة إلي بأن ما سيحصل هذا العام وخلال العامين والثلاثة والـ200 عام المقبلين، هو أن المؤرّخين سيطلقون اسما على هذه الحقبة".

وبينما تعزز إمكانيات الذكاء الاصطناعي الأمل حيال العديد من الأمور، خصوصا في المجال الطبي، يُعد التطور الذي يشهده القطاع غير مضبوط إلى حد بعيد.

وحذّر سوناك في خطابه من أن الذكاء الاصطناعي قادر على تدمير آلاف الوظائف في العديد من القطاعات، بما في ذلك الفنون والإعلام، فضلا عن تهديدات إلكترونية وأخرى مرتبطة بالتضليل الإعلامي والاحتيال.

وشدد على حاجة البلدان لتطوير "فهم مشترك للمخاطر التي نواجهها"، وهو أمر يشهد تأخّرا حاليا.

- "فرصة ضائعة" -

لكن غياب عدد من قادة العالم، خصوصا من دول مجموعة السبع، هيمن على النقاشات المرتبطة بالقمة في بريطانيا.

وشدد الناطق باسم سوناك على أن "مجموعة الدول والأعمال التجارية الصحيحة" ستكون حاضرة.

وستحضر الصين، لكن من دون أن يتضح على أي مستوى. ولفت موقع "بوليتيكو" الإخباري إلى أن لندن دعت الرئيس الصيني شي جينبينغ للتأكيد على مدى اهتمامها بتمثيل عالي المستوى.

واعتُبرت دعوة بكين مفاجئة في ظل ارتفاع منسوب التوتر مع البلدان الغربية واتهامات التجسس في مجال التكنولوجيا.

ولفت سوناك إلى أن اتباع "استراتيجية جدية" يتطلب مشاركة "جميع قوى العالم الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي".

ورغم أن المملكة المتحدة تعتبر نفسها القوة المحرّكة خلف التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن تأكيدها على الكوارث المحتملة أثار امتعاض عدد من الجهات البارزة في القطاع.

يفضل هؤلاء التشديد على المشاكل القائمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل غياب الشفافية في النماذج التي تصممها الشركات وتحيزها الجنسي أو العنصري، بدلا من المخاوف المنطوية على التشاؤم التي أعرب عنها سوناك.

كما لفت المنتقدون إلى أن المبادئ الأخلاقية المشتركة التي تسعى المملكة المتحدة لتأسيسها ستتعارض مع مصالح مختبرات الذكاء الاصطناعي وعمالقة التكنولوجيا، علما بأن أكثرهم صينيون وأميركيون.

يمكن لذلك أن يحد من إمكانية صدور أي نتائج مهمة عن قمة هذا الأسبوع.

ونشرت أكثر من مئة منظمة بريطانية ودولية وخبراء وناشطون رسالة مفتوحة إلى سوناك اليوم الاثنين، واصفين القمة بأنها "فرصة ضائعة" ومصممة بشكل مبالغ فيه لشركات "التكنولوجيا الكبرى".

وحذّر ائتلاف يضم نقابات ومجموعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية وشخصيات في دوائر التكنولوجيا من أنه "تم تهميش المجتمعات والعمال الأكثر تأثّرا بالذكاء الاصطناعي" نظرا إلى "انتقاء ومحدودية" قائمة المدعوين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي