مدرسة في تكساس تستقبل المراهقات مع أطفالهنّ

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-14

تلميذة تحمل طفلها في أروقة مدرسة لينكولن بارك في براونسفيل بولاية تكساس الأميركية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

قبل التوجه إلى المدرسة، لا تكتفي ياريزي ألفارادو ابنة السنوات الـ17 بتحضير حقيبتها المدرسية، بل تنهمك أيضاً في إعداد عبوات الرضاعة لابنتها كاميلا البالغة عاماً واحداً.

وتوضح الشابة لوكالة فرانس برس "يجب أن أفكّر في حفاضاتها ومناديلها وحليبها وأن أجهّزها"، "كما يجب أن أحضّر ملابس نظيفة في حال اضطررت لأن أغيّر لها ثيابها".

ثم تستقل الأم وابنتها الحافلة المدرسية المجهزة بمقاعد للأطفال إلى مدرسة لينكولن بارك الثانوية في براونسفيل بولاية تكساس الأميركية قرب الحدود المكسيكية.

تقع المؤسسة في حي تقطنه غالبية سكانية من من ذوي الأصول الأميركية اللاتينية، وترحب بالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 14 و22 عاماً، سواء كنّ حوامل أو أمّهات. وأثناء وجودهنّ في المدرسة، يبقى أطفالهنّ في الحضانة داخل المدرسة. ومع ذلك، يمكن لأولئك الذين يرضعون رضاعة طبيعية العثور عليهم.

تقول ياريزي ألفارادو "وجود ابنتي في المدرسة أمر جيد لأنني أعلم أنها بجانبي وتحظى بالعناية الجيدة"، "ويمكنني أن أذهب لرؤيتها، لذلك أشعر بتحسن".

وتكساس هي من الولايات المحافظة التي أعلنت عدم قانونية الإجهاض بعد قرار تاريخي أصدرته المحكمة العليا الأميركية في صيف 2022، قضى بإلغاء الحماية الفدرالية لهذا الحق.

في ولاية تكساس، يتعين على القاصرات الراغبات في الاستحصال على حبوب لمنع الحمل بشكل عام، أخذ إذن من البالغين، كما أن التثقيف الجنسي ليس إلزامياً في المدارس.

16 طفلاً

تتلقى ياريزي ألفارادو مساعدة من والدتها، لكن بعض زميلاتها في الفصل لا يحظين بمثل هذا الدعم، وهنّ يعشن مع والد الطفل أو أحد أفراد أسرتهنّ.

وبحسب السلطات الصحية، انخفض عدد الولادات بين المراهقات (15 إلى 19 عاما) في الولايات المتحدة بنسبة 3% في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وبنسبة 78% منذ عام 1991.

لكنّ منظمة "هلثي فيوتشرز أوف تكساس" ("مستقبل صحي في تكساس")، قدّرت في عام 2021 أن معدل الولادات في سن المراهقة كان أعلى بـ2,4 مرة بين الشابات من أصل أميركي لاتيني مقارنة بالشابات البيض.

ويمكن أن يساهم حجم الحصول على الرعاية الصحية، أو انخفاض مستوى التعليم والدخل، في ارتفاع معدلات المواليد في سن المراهقة.

وتقول مديرة المدرسة الثانوية سينثيا كارديناس "إنها حقيقة، وعلينا أن نعرف كيفية التعامل معها".

وتضيف "نذكّرهن بأن الحمل ليس إعاقة، فهو يستمر لتسعة أشهر. ويجب عليهنّ المضي قدماً لأن لديهنّ إمكانية للنجاح".

وقد وصلت المؤسسة هذا العام إلى طاقتها الاستيعابية القصوى، بوجود 16 طفلاً رضيعاً فيها. ولا يزال العديد من الأطفال الآخرين على قائمة الانتظار.

مستقبل

وقد أُنشئت هذه المؤسسة في تسعينات القرن العشرين، وهي من المؤسسات القليلة من نوعها في الولايات المتحدة.

وتقول المديرة "لو لم تكن هذه المدرسة موجودة، لكانت تلميذاتي البالغ عددهنّ 53 قد توقّفن عن دراستهنّ على الأرجح".

وبحسب لبيانات منظمة "تشايلد ترندز"، فإن 53% فقط من الفتيات الصغيرات اللاتي يصبحن أمّهات في سن المراهقة يُكملن دراستهن، مقارنة بـ90% للأخريات.

وتضمّ المؤسسة التي تمولها الولاية ممرضة متخصصة. والتلميذات اللواتي يجب عليهن البقاء في المنزل بعد الولادة يتلقين زيارات من المعلّمين.

ويدرك المعلّمون أنه قد يكون من الصعب عليهنّ حضور الفصل بانتظام بسبب، على سبيل المثال، الفحوص الطبية أو الليالي الصعبة.

تدرّس جورجانا ويلسون مادة العلوم. وإذا بقيت إحدى تلميذاتها طوال الليل من دون نوم بسبب طفل مريض، فإنها توصيها بأن تأخذ "قيلولة لمدة عشر دقائق".

وتوضح قائلة "إنه أمر لا أستطيع القيام به في مدرسة عادية، ولكن هنا يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً".

إلى ذلك، لا تعطى التلميذات فروضاً مدرسية لإنجازها في المنزل.

وتقول ميلا لوفانو (17 عاماً)، وهي أم لطفل يبلغ عامين "في المدارس العادية، لن يفهموا وضعنا"، لكن "هنا، لا يحكمون علينا، بل يساعدوننا، ويتواصلون معنا. إنهم يفهمون وضعنا كأمهات".

هذه الشابة التي تحلم بأن تصبح معلمة، تنصح الأمهات المراهقات الأخريات بمواصلة دراستهن. وتقول "لا تستسلمن، لأنكنّ لو فعلتنّ ذلك فستندمن عليه لاحقا. فأنتنّ تردن مستقبلا لكنّ ولطفلكن".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي