الغارديان: في أمريكا التنوع والشمول محبوب إلا لفلسطين  

2023-11-15

 

شاهد الكاتب بعضا من الرسائل وهي مثيرة للغضب ومضللة واعتداء على شخصيته، نظرا لدعمه للفلسطينيين في وجه الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة (أ ف ب)نشرت صحيفة “الغارديان” مقال رأي لمصطفى بيومي قال فيه إن التنوع والشمول محبوب لدى الجميع إلا عندما تظهر فلسطين. وقال أستاذ اللغة الإنكليزية بكلية بروكلين وجامعة سيتي في نيويورك إن مدرسة وجهت له الدعوة للمشاركة في حلقة نقاش لا علاقة لها أبدا بإسرائيل وفلسطين ولكن الآباء اتهموه بنشر “خطاب الكراهية”.

وقال إن مدرسة دواننينغتون، هي سادس أكبر مدرسة في منطقة بنسلفانيا ويزعم أنها “منطقة القرن الحادي والعشرين الحافلة بالدفء المثالي وروعة البلدة الصغيرة”.

ويقول برنامج المنطقة للتنوع والشمول إنها “تعمل على خلق الثقافة التي يشعر فيها كل فرد انه قادر على الاندماج والازدهار. ويعلق بيومي: “لقد قامت هذه المنطقة التعليمية بالدوس على حقي بالتعبير وتم إلغائي”.

وقدم الكاتب القصة التي حدثت له، ففي آذار/مارس اتصلت به المنطقة التعليمية وعرضت عليه المشاركة في مناسبة افتراضية لدعم برنامج التنوع والمساواة والشمول لها.

 وفي البداية طلب منه المنظمون تقديم برنامج عن العرب الأمريكيين، إلا أن هذا تغير وطلب منه التركيز على الطلاب اللاجئين وكيفية مساعدة عائلاتهم. وهو برنامج قريب من قلبه ويحبه لأن عائلته منخرطة في عدد من ملامح إعادة توطين اللاجئين.

ووافق المنظمون مع الكاتب على التفاصيل وأرسل إليهم صورة شخصية له وسيرة ذاتية، وبدأت المنطقة بالإعلان عن المناسبة على موقعها على الإنترنت وأنها ستعقد في 1 تشرين الثاني/نوفمبر.

 والسبب لإلغائه هو “النزاع في الشرق الأوسط”، مع أن المدرسة اعترفت في رسالة إلكترونية أنها اتصلت به للحديث حول موضوع مختلف، و”في الوقت الذي تعي فيه المنطقة أن البرنامج ليس عن النزاع في الشرق الأوسط”، إلا أن قرار إلغاء المناسبة “تأثر بشكل رئيسي بالنزاعات في الخارج والعدد الكبير من الرسائل الإلكترونية التي وصلتنا تعبر عن قلق من التوقيت”.

وشاهد الكاتب بعضا من الرسائل وهي مثيرة للغضب ومضللة واعتداء على شخصيته، نظرا لدعمه للفلسطينيين في وجه الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة والذي قتل حسب التقديرات الفلسطينية اكثر من 11.000 شخص. وقال أحد الآباء إنه عثر “على عدد من المنشورات المعادية للسامية ولقطات الفيديو وخطاب كامل للكراهية عبر عنها علنا في الفترة السابقة”، أي الكاتب. ولم يقدم كاتب تلك الرسالة أية أدلة على هذه المزاعم البذيئة لأنه لا يوجد أي منها. وقال بيومي إن واحدا من منشوراته على إكس/ تويتر سابقا حظي في الفترة الماضية على أكبر قراءة هذا الشهر لأنه رد على شعار جداري معاد لليهود في برونكس بنيويورك. وجاء في المنشور “الطريقة الوحيدة لتحرير فلسطين وتحرير أنفسنا هي مقاومة “كل” أشكال التعصب بما فيها معاداة السامية”، وبالتأكيد هذا خطاب كراهية!

وبالطبع انتقد الكاتب إسرائيل (مع أن المناسبة المقررة لا علاقة لها بإسرائيل)، وهناك الكثير من الناس الناقدين “للدولة اليهودية”، وهي دولة مثل بقية الدول ويجب أن تستمع للنقد بسبب أفعالها كغيرها من الدول التي تنتقد على أفعالها. ووصف كل الناقدين لإسرائيل بمعاداة السامية، كما هو الحال، ما هي إلا محاولة تخليص إسرائيل من المسؤولية وطعن في شخص الناقد وحرف الانتباه عن الأفعال الحقيقية لمعاداة السامية والتي تحدث والتي تضع حياة اليهود في خطر.

ويقول بيومي إنه تلقى منذ إلغاء المناسبة رسائل من آباء وخريجين عبروا بشكل خاص عن غضبهم. وقال شخص “أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن المنطقة تواصل التخلي عنا كمسلمين في التمثيل” و”لا ندعم الإلغاء لمناسبتك” و”عليك أن تعرف أن هذا مثال آخر عن إسكات الأصوات العربية والمسلمة”.

وهذه هي النقطة، فلو كنت فلسطينيا أو عربيا ومسلما في الولايات المتحدة أو حليفا لأي منهم فخطابك مراقب إن لم يتم إسكاتك فورا.

وبعد أن أرسلت رابطة مكافحة التشهير ومركز دي برانديز لحقوق الإنسان بناء على القانون رسالة إلى رؤساء الجامعات للتحقيق حول جماعة مؤيدة للفلسطينيين، رد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي برسالة حث فيها بطريقة لا لبس فيها على رفض الدعوات للتحقيق وحل أو معاقبة الجماعة الطلابية المؤيدة لفلسطين لأنها مارست حقها في حرية التعبير.

وألغت كلية برنارد الأمريكية هذا الشهر مناسبة للكاتب الفلسطيني محمد الكرد، وأصبحت جامعة برانديز أول جامعة خاصة تحظر جمعية “طلاب من أجل العدالة لفلسطين”، حيث اعتبرته منظمة حرية التعبير (فاير) “عملا صارخا للتمييز ضد وجهات الرأي”. وعلقت جامعة كولومبيا فرعا لجمعية طلاب من أجل العدالة لفلسطين والصوت اليهودي للسلام حتى نهاية الفصل الدراسي بزعم أنهما “خرقتا وبشكل مستمر السياسات الجامعية المتعلقة بعقد المناسبات”.

ولام مجلس النواب نائبة ميتشغان رشيدة طليب من أجل إسكات وتخويف النائبة الفلسطينية الوحيدة بالكونغرس. ويجب على الناس قراءة تفاصيل القرار عن مجلس النواب الحافل بالتشويه وأنصاف الحقائق، مثل “دعم” طليب لحماس وهجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأنه “مبرر” في بيانها في 8 تشرين الأول/أكتوبر وهو كلام غير صحيح. ولم تدع طليب لتدمير إسرائيل لكن تم استهدافها، في وقت لم يتعرض لأي عقوبة نائب أوهايو ماكس ميلر الذي أخبر فوكس نيوز أن فلسطين “هي منطقة قد تنزع أحشاؤها لأننا سنحولها إلى موقف سيارات”.

وقد يكون الحديث عن حرية التعبير ليس محله في وقت تتعرض فيه غزة لأزمة حادة وقصف إسرائيلي يقتل مزيدا من الفلسطينيين، لكنهما مترابطان. وكلاهما يعتمد على تجريد الآخر من إنسانيته وقوته. والطريقة الأسرع لإسكات الناس هي منعهم من التحدث عن أنفسهم. وهناك حديث تعترض عليه، ولكن طريقة الرد على الخطاب الذي لا تحبه هو التواصل معه بخطاب آخر وبدون استخدام الأكاذيب وأنصاف الحقائق والتشويه المتعمد لمنع خطاب شخص آخر.

ويتم إسكات العرب والفلسطينيين والمسلمين بسرعة ويجردون من إنسانيتهم، سواء في الكونغرس أو حرم الجامعات أو المناسبات على زووم، ولكن الذين يحاولون منعهم لا يمكن أن يكونوا حكما بشأن ما هو مقبول من الخطاب. و”الأهم من هذا، فلست بحاجة لأن أثبت إنسانيتي لمن يريد حرماني منها، ولن أفعل حتى من بلدة صغيرة رائعة”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي