الحزب وعد بإغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم.. مسلمو هولندا يشعرون بالقلق عقب فوز فيلدرز بالانتخابات

الأناضول - الأمة برس
2023-11-27

فيلدرز (أ ف ب)

المسلمون في هولندا يشعرون بقلق إزاء تصدر حزب الحرية اليميني المتطرف المعادي للإسلام بزعامة خيرت فيلدرز، الانتخابات العامة المبكرة التي جرت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

والأربعاء، فاز حزب فيلدرز بـ37 مقعدا في الانتخابات البرلمانية، وفي حال تمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم يصبح رئيسا للوزراء، ما استدعى مخاوف المسلمين.

وقال فيلدرز في كلمة أمام أنصاره عقب صدور النتائج الأولية: "لم يعد من الممكن تجاهل النتائج وسوف نحكم البلاد".

ودعا الأحزاب الأخرى إلى "البحث عن أوجه التشابه بينهم والعمل معا، فالوضع خلاف ذلك سيكون غير ديمقراطي على الإطلاق".

من جانبه، قال محسن غوكتاش، رئيس "منظمة التواصل بين الدولة والمسلمين"، إن فيلدرز الذي صرح في خطابه الانتخابي بأن "المساجد والمدارس الإسلامية والقرآن الكريم لا تنتمي لهولندا"، فاز في الانتخابات وحصل على أصوات اليمين المتطرف.

هولندا قد تصبح غير صالحة لإقامة المسلمين

وأوضح غوكتاش أن "فوز فيلدرز المعروف بعدائه للأجانب والمسلمين على وجه الخصوص في الانتخابات العامة، كان بمثابة خيبة أمل كبيرة للمسلمين في هولندا".

وأضاف: "نتيجة الانتخابات ليست مخيبة للآمال فحسب، بل هي أيضاً مصدر قلق لمستقبل المسلمين في البلاد، وإذا وجد فيلدرز الفرصة لتنفيذ برنامج حزبه ورحب بها شركاؤه في الائتلاف، فإن هولندا ستصبح غير صالحة لإقامة المسلمين".

وأشار غوكتاش إلى أن "وعود فيلدرز الانتخابية مخالفة للقانون، وربما لا يكون قادرا على تنفيذ ما هو موجود في برنامج حزبه، لكن فيلدرز وغيره من الأحزاب اليمينية سيبذلون قصارى جهدهم لجعل حياة المسلمين صعبة في هولندا".

وأردف: "حتى لو لم يتمكنوا من حظر بعض الأشياء، فسوف يفرضون قواعد صارمة، وبالتالي، ستصبح حياة المسلمين صعبة للغاية في هذا البلد".

غوكتاش أكد أن "فوز فيلدرز الذي وعد بفرض حظر على ارتداء الحجاب في الدوائر الرسمية، كان له تأثير صادم في جميع أنحاء العالم".

وختم حديثه بالقول: "أيام صعبة تنتظرنا، سنحاول إيصال مخاوفنا بشكل مباشر إلى فيلدرز وشركائه في الائتلاف، وسنناضل من أجل الحيلولة دون تنفيذه وعوده الانتخابية وبرنامج حزبه".

أوقات صعبة تنتظر اللاجئين

من جانبه قال كنعان أصلان، رئيس العلاقات الخارجية لمنطقة جنوب هولندا في منظمات الرؤية الوطنية للجالية الإسلامية: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن تصريحات فيلدرز التي تحتوي على تمييز ضد الأجانب والمسلمين".

وأضاف أصلان: "إذا نظرنا إلى خطاباته في الفترة الماضية، فإن الممارسات المعادية للإسلام التي ستصل إلى حد إغلاق مساجدنا وحظر القرآن الكريم تنتظرنا، ولهذا السبب نحن قلقون جداً".

وفي إشارة إلى وعود فيلدرز بشأن وقف قبول اللاجئين والمهاجرين من الدول الإسلامية، قال: "أوقات صعبة تنتظر اللاجئين الذين يتجهون إلى الغرب نتيجة الحروب التي افتعلها الغرب في أجزاء مختلفة من العالم".

وأوضح أن "الدستور الهولندي يحمي الطوائف الدينية، وما سيفعله الائتلاف اليميني قد يصل إلى حد تغيير الدستور، ورغم صعوبة الأمر إلا أنهم سيحاولون ذلك".

بدوره، قال مراد غديك، رئيس الاتحاد التركي الهولندي، إن عدد الأصوات التي حصل عليها فيلدرز شجعت مؤسسات اليمين المتطرف وأحزاب يمين الوسط.

وأضاف: "وعود فيلدرز حول الحد من الهجرة ومواقفه المناهضة للإسلام ورغبته في حظر الجنسية المزدوجة، لقيت استجابة من الناخبين في هولندا".

وأكد غديك أن "برنامج حزب فيلدرز تضمن وعودا مثل إغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم، ربما لا يستطيع أن يفعل هذه الأمور لأنها مخالفة للدستور، لكن نتائج الانتخابات ستشكل ضغوطا نفسية على الأجانب بما في ذلك الأتراك".

وأشار إلى أن "هذا الضغط النفسي سيضعنا في موقف صعب، ومن الآن فصاعدا، سوف يتزايد الاستبعاد والتمييز بشكل أكبر، وسوف يتزايد الضغط على المنظمات غير الحكومية التركية".

وختم حديثه بالقول: "مع القوة التي اكتسبها اليمين المتطرف نتيجة للانتخابات، ستزداد الضغوط النفسية على المجتمع التركي والإسلامي بشكل عام".

ويتبنى حزب فيلدرز أفكارا معادية للإسلام والمهاجرين، ودعا في أكثر من مناسبة إلى إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية في هولندا، ووقف الهجرة، ما تسبب بموجة انتقادات واسعة من قبل المؤسسات الإسلامية الفاعلة في البلد الأوروبي.

ويُعرف عن فيلدرز مناصرته إسرائيل، حيث أدانت حركة "حماس"، السبت، تصريحاته التي أنكر فيها حق الفلسطينيين في إقامة دولة، ودعا لتهجيرهم إلى الأردن.

وأطلق فيلدرز مؤخرا تصريحات أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في دولته المستقلة ذات السيادة، زاعما بوجود إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وجاءت تصريحات فيلدرز تزامنا مع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي