أطباء يحذرون من مأساة صحية في نيوزيلندا بعد إلغاء حظر التدخين

انتقد أطباء الحكومة المحافظة في نيوزيلندا، الثلاثاء 28-11-2023، لإلغاءها قوانين عالمية رائدة لمكافحة التدخين، محذرين من أن الناس سيموتون بسبب "تخريب الصحة العامة".

أقرت البلاد مجموعة من الإجراءات لمكافحة التدخين في عهد رئيسة الوزراء السابقة جاسيندا أرديرن، ونالت الثناء باعتبارها رائدة عالمية في المعركة العالمية ضد شركات التبغ الكبرى.

لكن خبراء الصحة العامة يخشون الآن أن تصبح السمعة في حالة يرثى لها، بعد أن استغل رئيس الوزراء القادم كريستوفر لوكسون يومه الأول في منصبه لإيداع تلك القوانين في كومة الخردة.

وقال ريتشارد إدواردز، خبير مكافحة التبغ في جامعة أوتاغو، لوكالة فرانس برس إن "مأساة" الصحة العامة تتكشف في البلاد، التي كانت تتصور ذات يوم أن تصبح خالية تماما من التدخين بحلول عام 2025.

وقال "لم يكن هذا شيئا توقعناه، ولم نعتقد أن الحكومة يمكن أن تكون متخلفة إلى هذا الحد". 

"لقد شعرت بالصدمة والفزع الشديدين. إنه أحد أسوأ الأيام التي أستطيع تذكرها بالنسبة للصحة العامة. إنه تخريب للصحة العامة."

وانتقدت الدكتورة سامانثا مورتون، رئيسة الكلية الملكية النيوزيلندية للممارسين العامين، هذه الخطوة أيضًا. 

وقالت في بيان يوم الثلاثاء: "نحن مندهشون بشأن كيفية إلغاء شيء تم دعمه على نطاق واسع ومن شأنه أن يمنع وفاة الكثيرين".

كان الإصلاح الرئيسي هو "حظر التدخين بين الأجيال"، والذي كان من شأنه أن يحظر بيع السجائر لأي شخص ولد بعد عام 2008.

وكان من شأن التدابير الأخرى أن تجبر شركات التبغ على خفض مستويات النيكوتين في السجائر، وخفض عدد المتاجر المصرح لها ببيع منتجات التبغ من 6000 إلى 600.

وقال إدواردز: "لم يتم تنفيذ أي من هذه التدابير حتى الآن على المستوى الوطني في أي بلد حول العالم. لقد كانت مبتكرة للغاية".

"كان من المفترض أن يكون لهذه التدابير تأثير عميق على الحد من التدخين. وسوف نفقد كل ذلك." 

وبإلهام من نيوزيلندا، كانت سلسلة من الدول تفكر في اتخاذ خطوات مماثلة للقضاء على السجائر. 

وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن اقتراح مماثل بشكل ملحوظ "لحظر التدخين" في مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر من هذا العام.

كارثي ورهيب

وقال إدواردز إن نيوزيلندا "تهدر" فرصة هائلة، ودمرت سمعتها كدولة رائدة على مستوى العالم في مجال الصحة العامة. 

"الكثير من الناس من الخارج مذعورون من هذا الإجراء، لأنهم كانوا يتطلعون إلى نيوزيلندا لقيادة هذا الأمر. 

"لها آثار عالمية. إنها خطوة كارثية ورهيبة." 

يوجد في نيوزيلندا عدد صغير نسبيًا من المدخنين البالغين، لكن الأمراض المرتبطة بالتبغ تسببت في خسائر فادحة بشكل خاص لسكان الماوري الأصليين في البلاد. 

تعاني نساء الماوري من أعلى معدلات الإصابة بسرطان الرئة في العالم، وفقًا لمجموعة المناصرة Smokefree Aotearoa. 

ويشعر الخبراء بالحيرة إزاء التغيير الذي طرأ على موقف الحكومة المقبلة، حيث نادراً ما تم ذكر التدخين كقضية خلال حملة الانتخابات العامة الأخيرة.

وأشار البعض إلى أن الحكومة تريد تعزيز خزائنها من خلال عائدات الضرائب التي وعدت بها مبيعات السجائر.

من جانبه، قال لوكسون إن حظر السجائر كان سيخلق سوقًا سوداء مزدهرة وغير خاضعة للضريبة.

وقالت ليتيتيا هاردينج، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الربو والجهاز التنفسي، إن منطق لوكسون يتحدى المنطق. 

وقالت في بيان يوم الثلاثاء "الحجة القائلة بإمكانية ظهور سوق سوداء أكبر هي حجة تستخدمها شركات التبغ الكبرى".