الشاعر اللبناني ناجي نعمان: لقبت بمجنون الثقافة بالمجان

2023-12-01

حوار: إبراهيم مشارة

ناجي نعمان كاتب وشاعر ومثقف وناشط ثقافي لبناني، له العديد من المؤلفات والترجمات، كما أسهم في تحريك الحياة الثقافية في لبنان عبر صالونه الأدبي ومجلس الاثنين الذي يناقش فيه قضايا الفكر والأدب والثقافة ويدعو إليه نخبة من مثقفي لبنان والفاعلين الثقافيين فيه، وكذا الشعراء والفنانين، كما أن جائزة ناجي نعمان الأدبية تحتفي بالأدب في الشرق والغرب. عنه وعن مشواره الثقافي كان لنا معه هذا الحوار:

لنبدأ بسؤال تعريفي عنك..

ناجي نعمان شاعر وكاتِبٌ ومروج ثقافةٍ لبناني. عمِل منذ الصغر في الصحافة والتعليم. خاض ميداني التأليف والترجمة، وأطلق أنشِطةً ثقافيةً مجانية. لقب بِمجنون الثقافة بالمجان، إذ حاول ويحاول عولمة الثقافة المجانية، وقدم عمله وماله في هذا السبيل.

وماذا عن الأدب في طفولتك؟

حررت في التاسعة من العمر، ونظمت وأصدرت من صنع يدي «مجلة الطلاب»؛ وكنت قد نضدت فيها نصوصا بالعربية بأحرفٍ لاتينيةٍ على الآلة الطابِعة الوحيدة المتوفرة لديّ، فكأنني اكتشفت صدفةً ما سيضعه لاحقا الشاعر سعيد عقل أساسا لأحرف لغته اللبنانية المحكِية، أو ما يستخدمه أبناء اليومِ في مكاتباتهم بوسائل الاتصال العصرية. وظهرت المجلة، وكانت من أربع صفحات، في نسخةٍ واحدةٍ، وفي عددٍ يتيم. ثم رحت أحرر، بالمجان، ومنذ الرابعة عشرة من العمر، في الصحف والمجلات اللبنانية، قبل أن أغدو صِحافيا حرا في مجلة «الجمهور الجديد» البيروتية، وأنال، عن عملي فيها، مئة ليرةٍ لبنانية، مثلت أول ما سيدخل جيبي من أتعاب في مجال الصحافة، وآخر ما سيدخل. وقد أنشأت في ما بعد الدوريات المتخصصة الآتية: «سياسة واستراتيجيا»؛ «ذي أرب ورْلد» (بالإنكليزية)؛ «الصحافة والإعلام» وتسلمت رئاسة تحرير «البولسية». ولي مئات المقالات في صحفٍ ودورياتٍ مختلِفة في لبنان والخارج.

لا شك في أن هذه البواكير أفضت بك إلى هذا الزخم الفكري والصحافي فهل قدمت لنا سردا وجيزا لأعمالك؟

لي نحو تسعين من الأعمال المنشورة، منها منتخباتٌ أدبيةٌ منقولةٌ إلى إحدى وخمسين لغةً ولهجةً نشِرت، بخاصةٍ، في مجلد «الناجيات» (2009) فيما نقلت بدوري إلى العربية نحو دزينةِ كتب، وهو مترجِمٌ قانوني محلف منذ عام 1991. أصدرت «سياسة واستراتيجيا» (دراسات في العالم العربي، بالعربية 1981) و«ذي أرب ورْلْد» (دراسات أخرى، بالإنكليزية 1985) ولي بحثان جامعيان بالفرنسية إلى مجموعةِ أعمالٍ بيوغرافيةٍ بالإنكليزية. في رصيدي أيضا اهتِمامٌ خاص باللغة العربية، وقد استنبطت مادة تدريسٍ أطلقت عليها اسم «العربية الصحيحة» ودرستها، ابتداءً من عام 2004، في إحدى الثانويات، وفي أكثر من معهدٍ جامعي ابتداءً من العام التالي تحت عنوان «فنون اللغة والتعبير». وقد سبق لي أنْ أسست «مركز التربية التقنية» وهو معهدٌ تقني 1987، و»غاليري دار نعمان» وهي صالة عرضٍ فنية، في العام عينِه؛ كما أسست «مركز نعمان البيوغرافي» في عام 1997. عضو نقابة الناشرين في لبنان (1979) وعضوٌ مؤسسٌ في جمعية «الينبوع» الخيرية (1991) وعضو المجمع الثقافي العربي (2015).

وماذا عن نشاطك في مجال الترجمة؟

تسلمت إدارة «المنشورات العربية» (فرنسا، لبنان) بين عامي 1978 و1979، وكان الأب بول كورون اليسوعي، قد أسسها في مطلعِ ستينيات القرن الماضي، فعمِلت على تنويع موضوعاتِ سلسلةِ «ماذا أعرِف؟» الصادرةِ مِن ضِمنِها، وتبديلِ إخراجها لِيتناسب مع السلسلةِ الفرنسيةِ الأم، وكانت لي، فيها، الترجمات الآتية (من الفرنسية): الدولارات الأوروبية (1978)؛ الأزمات والانحسارات الاقتصادية (1979)؛ كرة القدم (1980)؛ الماسونية (1980)؛ الشرق الأدنى العربي (1981). وانطلقت في مجال الترجمة الأدبية أيضا، فنقلت إلى العربية عددا من الأدباء الأجانب، منهم الرومانيون: دوميترو إم. إيون، وفالريو بوتولِسكو، وفاسيلي غيكا، ونيكولاي بترِسكو- ريدي؛ والأيسلندي ثور ستيفانسون، إلى جمهرةٍ من الأدباء الأجانب الحائزين جوائزه الأدبية.

وعن نشاطك الثقافي في لبنان وخارجه؟

أنشأت عام 1991 سلسلة «الثقافة بالمجان» وأصدرت من ضِمنها مئات الكتب المجانية في نحو نِصفِ مليون نسخة، وذلك بنحوِ ستين مِن اللغات واللهجات، لمؤلفين ومؤلفاتٍ من أربعة أصقاع العالم بالإضافة إلى الأنشِطة الثقافية المجانية الأخرى التي أطلقتها، مِثل الجوائزِ الأدبية في النطاق العالمي، وتلك الهادِفةِ المخصصةِ لأهل الضاد، وأكشاكِ الكتب المجانية للعموم، والصالونِ الأدبي الثقافي، والمكتبةِ المتخصصةِ بالمجموعات والأعمال الكاملة وقد أخذت كل وقتِي وجهدي، وأوصلتني مرارا إلى الإفلاس. ولما انتشرت تلك الأنشِطة، وتوسعت، وفاقتْ إمكاناتِي الشخصية، أطر «مجنون الثقافة بالمجان» أنشِطتي الثقافية المجانية في «مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان» التي هي جمعيةٌ لا تبغي الربح ومنظمةٌ لا حكومية، على أن أضم إليها أنشِطتي المستقبلية، بحيث تؤمن للثقافة بالمجان الاستِمرارية والتوسع والانتِشار، أكثر فأكثر، وتؤمن، بالتالي، خدمة أهل القلم بنشر أعمالهم، ولاسيما خدمة القراء بوضع المزيد من الأعمال المنشورة بين أيديهم، إلى تفعيلِ الأنشِطة الثقافية المجانية المختلِفة الأخرى، وتوسعِها وانتشارِها، وبحيث ترسخ مقولاتي المذكورة أعلاه. وفي أيام الكوفيد -19 ولِمناسبة الذكرى العاشرة على قِيام مؤسستي تلك، قدمت عشرة آلافٍ من الكتب الجديدة في نحو 15 عنوانا مختلِفا لمن يرغب من الأفراد وأعضاء المنتديات المختلفة.

حدثنا عن جائزتك الأدبية وصالونك الثقافي

بدأت جوائز ناجي نعمان الأدبية منذ 2002، وهي جوائز مفتوحة على كل اللغات واللهجات، وتهدف إلى تشجيع نشر الأعمال الأدبية على نطاق واسع، انطِلاقا من عتقها من قيود الشكل والمضمون، والارتِقاءِ بها فكرا وأسلوبا، وتوجيهها لما فيه خير البشرية ورفع مستوى أنسنتها. ويصدر عن هذه الجوائز كتابٌ سنوي جامِعٌ بعشرات اللغات، وتؤهل الفائزين بها لطباعة مخطوطاتِهم وتوزيعها بالمجان. أما مجلس الاثنين الأدبي الثقافي منذ 2013، وهو رديفٌ لِصالون ناجي نعمان الأدبي الثقافي ومحترفِ الكِتابة الذي يتبعه) يجري قبل ظهر يوم الاثنين من كل أسبوع، وتناقش فيه موضوعاتٌ متنوعة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي